حكاية مكان له تاريخ.. معلومات عن مسجد الجيوشي

منوعات



يعد مسجد "الجيوشي"، من أول المساجد التي تم بناؤها بالحجر، ومأذنته تعتبر من أول المآذن الفاطمية، يمكنلك المسجد العديد من الزخارف، ويطل على القاهرة من أعلى جبل المقطم.

ويرجع تسميته إلى أمير الجيوش بدر الجمالي هو أبو النجم بدر الجمالي، كان مملوكا أرمني الأصل اشتراه جمال الدولة بن عماد ولذلك عرف بالجمالي، ترقى في الخدمة حتى تولى إمارة دمشق سنة 455 هـ.

تقلد نيابة عكا ولما وقعت الشدة العظمى واختلت أحوال الخلافة الفاطمية استدعاه المستنصر فجاء إلى القاهرة سنة 465 هـ(1072م) فأعاد الأمور إلى نصابها، واستقر حال الخلافة، ولكنه تحكم في مصر تحكم الملوك، ولم يبق المستنصر معه أمر.

ولعل من أهم آثار بدر الجمالى التي ما تزال باقية بالقاهرة والتي تشهد له بالقوة والجبروت كحد قول الدكتورة سعاد ماهر في كتابها "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون" الأبواب الثلاث الباقية الذي أقامة حول القاهرة وهي باب النصر وباب الفتوح فى الشمال وباب زويلة في الجنوب، وبعد احدى وعشرين سنة قضاه في مصر، وتوفي بدر الجمالى سنة 487هـ(1094م) عن عمر الثمانين عاماً.

والمسجد صغير مشيد على شكل مستطيل طوله 18متراً وعرضه 15متراً (مساحته 270م بدون الإضافة الخارجية).

وبحسب موسوعة مساجد وزارة الأوقاف يعتبر تخطيط هذا المسجد على غير المألوف فى مساجد القاهرة إذ يتطرق الإنسان من الباب الواقع فى منتصف الوجهة الغربية إلى دركاة على يمينها سلم يؤدى إلى المئذنة وعلى يسارها غرفة مسقوفة بقبو مصلب ومن هذه الدركاة يصل الإنسان إلى صحن مكشوف على يمينه ويساره حجرتان مستطيلتان ويتصدره عقد كبير يرتكز على زوجين من الأعمدة الرخامية وعلى جانبيه عقدان صغيران وتؤدى هذه العقود إلى إيوان القبلة الذى يشمل على رواق أمامى مسقوف بثلاثة قبوات مصلبة به ثلاث فتحات معقودة تؤدى الفتحة الوسطى منها إلى حيز مربع أمام المحراب تغطيه قبة محمولة رقبتها المثمنة بواسطة طاقية واحدة فى كل ركن من أركان المربع ، ويحلى هذا المربع من أعلى طراز من الكتابة الكوفية المزخرفة، كما يحلى قمة القبة إطار دائرى مكتوب فيه بالخط الكوفى آيات قرآنية، كما يعتبر محراب هذا المسجد من أجمل المحاريب الجصية وأحسنها صناعة والتى تشبه زخارف الجامع الأزهر.

فقد جمع بين دقة الحفر فى الجص وجمال التفريغ فيه، وهو يشمل على إطارين من الكتابة الكوفية المزخرفة تحصر بينهما زخارف جميلة تملأ توشيحتى عقد المحراب ويتوج أعلاه طراز به زخارف مفرغة لم يبق سوى القليل منها، ومئذنة مسجد جامع الجيوشي لها أهمية خاصة في تطور مآذن المساجد في القاهرة.

وقد بنيت على نمطها مئذنة قبة أبو الغضنفر الكائنة بحارة سيدي معاذ امتداد شارع جوهر القائد بالدراسة شرق القاهرة، ومئذنة المسجد تقوم في منتصف الضلع الشمالي.

ويبلغ ارتفاعها 20متراً وتتكون من قاعدة مربعة تنتهي بمقرنص يعلوه مربع آخر ثم مثمن يحمل قمة المئذنة وهي على شكل قبة صغيرة مضلعة.

وتاريخ الزاوية منقوش على لوحة من الرخام تعلو عتب المدخل الرئيسى وتتكون الكتابة من خمس سطور من الخط، جاء فيها أنشأ هذه الزاوية مولى أمير المؤمنين الإمام المستنصر بالله أمير الجيوش فى المحرم من سنة 478، والمسجد قائم حالياً على الحافة الغربية لجبل المقطم مطلاً على طريق صلاح سالم بشرق القاهرة.