داعش يعلن "الحرب البيولوجية" على أوروبا

العدد الأسبوعي



"سى آى إيه" ينقذ ألمانيا من هجمات غير مسبوقة

داعشي تونسي اشترى الآلاف من بذور الخروع عبر الإنترنت وحول منزله إلى معمل لتصنيع قنابل "الريسين" السامة


«سيناريو رعب»، بهذا وصف الناطق باسم دائرة حماية الدستور الألمانية (مديرية الأمن العامة)، مابدأ فى تنفيذه بالفعل، الداعشى التونسى، فى منزله فى كولون، حيث قامت وحدات مكافحة الإرهاب الألمانية، بإلقاء القبض عليه، تعززها وحدات مكافحة الحروب النووية والبيولوجية والكيماوية ووحدات المطافئ والإسعاف، فيما أطلقت سراح زوجته المتحولة مؤخراً إلى الإسلام.

وكانت المخابرات الأمريكية (سى.آى إيه) قد أبلغت السلطات الألمانية، معلومات تفيد بقيام سيف الدين بشراء كميات كبيرة من بذور الخروع، التى تستخدم فى إنتاج غاز»الريسين» السام عبر الإنترنت، وطلبه أيضاً أجهزة ومعدات تستخدم فى صناعة القنابل.

وضع سيف الدين تحت رقابة دائرة حماية الدستور، قبل عام، حيث ارتبط بعلاقة وثيقة بأوساط الإسلاميين المتطرفين فى ألمانيا، وسبق له أن حاول السفر مرتين للالتحاق بتنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق وفشل فى ذلك، كما لفت إليه الانتباه، فتقدم مواطنون ألمان ببلاغات تحذيرية بشأن تطرفه لأجهزة الأمن، بعد أن وضع تحت المراقبة قبلاً فى بلده الأصلى تونس.

ووفقاً للتصريحات الرسمية، فقد حصل سيف الدين على تعليمات بشأن تصنيع «قنبلة بيولوجية» من سم»الريسين» من تنظيم «داعش» عبر الإنترنت، علماً بأن التنظيم سبق وأن قدم إرشادات تفصيلية بشأن كيفية إنتاج «الريسين»، فى كتيب، على الشبكة العنكبوتية.

و«الريسين» هو بروتين شديد السمية، يُستخرج من بذور نبات الخروع، وهو أكثر سمية من سم الكوبرا بمرتين، وأكثر سمية بـ25 ألف مرة من سم الستريكنين الذى يستخدم بتركيز قليل فى سموم القوارض، ولا يوجد لسم «الريسين» ترياق، ما يجعل منه عقاراً قاتلاً لا محالة.

وبلغ عدد بذور الخروع التى صودرت فى شقة «ذئب داعش» التونسى 3150، كما تم العثورعلى 84 جراما من سم «الريسين» نجح الشاب التونسى فى إنتاجها بالفعل فى شقته بمدينة كولون، ويكفى كل ميللجرام منه لقتل شخص بالغ، وذلك بخلاف العثور على 950 جراماً من المواد المتفجرة وكمية كبيرة من مزيل طلاء الأظافر المستخدم فى تصنيع المتفجرات «الأسيتون»، وقد صنع سيف الدين من بذور الخروع ما يكفى لإنتاج قنابل بيولوجية فى عشرات العلب.

بشكل رسمى، حذر النائب العام الاتحادى الألمانى، بيتر فرانك، من هجمات لداعش باستخدام الأسلحة البيولوجية، مؤكداً أن الإرهابيين «يبدعون» فى تطوير أسلحتهم «ويحاولون تجريب جميع السيناريوهات بشكل غير متكرر» وأن «من بين هذه السيناريوهات أيضا خطر استخدام مواد قتالية بيولوجية».

كما تتصاعد الآن المخاوف لدى أجهزة الأمن الألمانية، والأوروبية عموماً، من احتمال لجوء تنظيم داعش، لاستخدام طائرات «درون»، بدون طيار، لتنفيذ هجمات إرهابية فى الدول الأوروبية، وإلقاء القنابل فى أماكن التجمعات والحفلات والملاعب، كهاجس، عاد ليفرض نفسه من جديد، مع ظهور خطر استخدام القنابل البيولوجية كأداة للإرهاب، خاصة بعد أن ثبت استخدام داعش للطائرات الـ«درون» فى معاركه بالموصل. وتأتى تلك الحرب البيولوجية ضد أوروبا، بعد دعوات سبق أن أطلقها داعش على مدار العامين الماضيين، وحرض خلالها التنظيم أتباعه فى الغرب، من العاملين فى المجازر والمتاجر المشهورة، والمصانع ومحلات السوبر ماركت أيضًا، على وضع سم السيانيد فى الأكل المكشوف وفى الخضار والفواكه أو اللحوم فى الأسواق ومحلات البقالة، أوخلطها بالخمور، ووصل إلى الدعوة لاستهداف حضانات» و«مستشفيات الأطفال» فى دول الغرب، بخلاف استهداف القطارات، ووسائل المواصلات، وحمامات السباحة هناك.

أيضاً، «الحرب البيولوجية» لداعش ضد أوروبا، سبق أن حذر منها، تقرير، منشور، صدر عن مركز تنسيق مكافحة الإرهاب فى الاتحاد الأوروبى، وتوقع لجوء الجماعات الإرهابية إلى الهجمات الكيماوية والبيولوجية خلال العام 2018، مرجعًا ذلك إلى سهولة نقل واستخلاص هذا النوع من الأسلحة غير التقليدية من مركبات كيمائية عادية، مقارنة بهجمات القنابل والسيارات المفخخة.

أشار تقرير خبراء الاتحاد الأوروبى أيضاً إلى أن قوات مكافحة الإرهاب فى أستراليا، سبق وألقت القبض على شبكة لعملاء سريين فى تنظيم «داعش»، وهم يجرون اختبارات على غاز للأعصاب، للتأكد من صلاحية قنبلة أعصاب كانوا يطورونها لحساب التنظيم، ورأى هؤلاء الخبراء، أن القبض على تلك الشبكة، «لا يعنى نهاية مساعى «داعش»، لبناء قدرات كيمائية وبكتيرية شديدة الفتك نظرًا لتعدد شبكاتها الكامنة فى البلدان الغربية»، ونظراً أيضاً للتطور التكنولوجى والخبرة السابقة، التى امتلكها التنظيم «الأم»، فى «مسارح العمليات» فى الشرق الأوسط.

كما سبق أن اهتمت وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الغربية أيضاً بمحاولات «القاعدة» قبل ذلك لامتلاك، وتطوير أسلحة بيولوجية وكيميائية فى معسكرات أفغانستان، وبتلميحات أسامة بن لادن كذلك عن إمكانية استخدام التنظيم لأسلحة «فتاكة».

وذلك بخلاف سقوط خلايا تابعة للقاعدة حاولت تطوير أسلحة بيولوجية داخل أوروبا، ففى فرنسا تم القبض على خبير السموم القاعدى مناد بنشلالى، وهو يحاول تصنيع كميات منها لاستخدامها لأغراض إرهابية، إضافة إلى خلية أخرى أوقفتها السلطات البريطانية عام 2003.