انتبهي.. الإفراط في "التفكير" قد يُدمّر علاقتك بالشريك!

الفجر الطبي



يُعد كثرة التفكير من الأمور التي تُرهق النفس والروح، وتُؤثر على الحالة النفسية والمزاجية، وتُعكر صفو المرء، ما ينعكس على شريكه، بل على حياته العاطفية ويتسبب في انهيارها.

قد يساعد الإفراط في التفكير، على رؤية الأشياء والتفاصيل من منظور أشمل، كالتفكير في المستقبل، الذي يتبع خطوات بعينها، فعلينا التخطيط لها جيدًا وتوقع كافة الاحتمالات والعمل على أساسها.

لكن هناك جوانب سيئة للإفراط في التفكير عندما يزيد عن الحد، فنجد أنفسنا نُفكر في أتفه الأمور ونجعل منها مشاكل مستعصية، وتنشأ الصّراعات النفسية ويزيد القلق والإحباط.

قبل التطرق لهذه المسألة الشائكة، علينا معرفة الأسباب والدوافع الكامنة وراء كثرة التفكير، وكيف يؤثر على العلاقة وينسفها، كما وردت في مجلة بولد سكاي الهندية.

تدهور الإحساس
عندما ينزوي الحب ويقل الإحساس به، يشرع العقل في التفكير في الأسباب وراء ذلك، ويصل الشريكان لطريق مسدود، وهكذا يتصارع القلب مع العقل، فالأول لا يصدق أن الحب انتهى، والأخير يقنعه بأن النهاية باتت وشيكة، وتتعقد المشكلة وينتظر كل شريك قرار شريكه، فيطول الانتظار ويمر كل يوم عليه بألف سنة.

فقدان الأمان 
هو نتيجة طبيعية لشخص يفكر ليلاً ونهاراً، وتغلب عليه الجوانب السلبية أكثر من الإيجابية، فهل يمكن لهذا الشخص أن ينجو من براثن هذه الحيرة؟ للأسف لا، فقد تملّكه القلق وجعله أسيرا له، تتخبط مشاعره بين اليأس والأمل، ويطلق العنان للشيطان يتلاعب برأسه، والنتيجة قتل الحب ووأد المشاعر.

اختفاء الثقة
طالما تمَلَك التفكير من عقلك، فستضيع الثقة لا محالة، فالثقة هي الرباط المقدس الذي يربط بين قلوب المحبين، وعندما يقتلعها التفكير الزائد، فماذا يتبقى إذًا؟ فقد وثقت أكثر في عقلك وانتهت ثقتك في شريكك، والنتيجة صراعات ومشاكل لا أساس لها.

كثرة اللوم
تلقين باللوم على كل شيء، وتهربين من إلقاء اللوم على نفسك، تلعنين الظروف والعلاقة والشريك، وكأنك الصادقة الوحيدة وأنت في النهاية مُجرد بشر، تذكري أن كثرة التفكير ستفقدك ثقتك واحترامك لنفسك وشريكك، وبمجرد فتح الباب أمام الشكوك، وأنك لا تجدين طائلاً من هذه العلاقة، ستفكرين جديًا في نهايتها.

كثير من الحزن قليل من السعادة
نعم، كثرة التفكير تنغص العيش، فبعد ما كنت راضية النفس مطمئنة القلب، أصبحت تفكرين في العيوب وحسب، ولا يشغل بالك المميزات أو حتى تذكرينها، ولا يخطر ببالك الذكريات الجميلة، والنتيجة تسلل الحزن العميق إلى جنباتك، ويصعب عليك تخطيه أو نكرانه، وتنهار راحة البال ويذهب الضمير في سبات عميق، وتخسرين السعادة للأبد، وتحاولين الوصول إليها حتى لو بالبسمة المزيفة فلا تجدينها.

تذكري، لن تجني من الإفراط في التفكير إلا الحسرة وخيبة الأمل، ولن يساعدك على الوصول لبر الأمان، لا نعني بذلك ترك التفكير مطلقًا، ولكن ركزي على الإيجابيات، وحل المشاكل بالنقاش الهادئ والآراء المتبادلة، واعلمي أنها ليست طبيعة فطرية ولدت بها، بل هي عادة وعيب خطير عليك التخلص منه، كي لا تفقدي حبك وحياتك واحترامك لنفسك أيضاً.