"أوبك" تسعى لزيادة الانتاج إلى 800 ألف برميل يومياً

الاقتصاد



تجتمع أوبك مع روسيا وحلفاء آخرين يوم السبت لإبرام اتفاق جديد على زيادة إنتاج النفط بعد يوم من الاتفاق على زيادة إنتاج المنظمة نفسها في قرار أربك السوق بشأن حجم النفط الإضافي الذي سيضخ.

أعلنت منظمة البلدان المصدرة للبترول قرارها الخاص يوم الجمعة لكنها لم تذكر أهدافا واضحة لمستويات الإنتاج. وارتفع خام برنت القياسي 2.5 دولار بما يعادل 3.4 بالمئة في ذلك اليوم إلى 75.55 دولار للبرميل.

ويعقد منتجو النفط غير الأعضاء في أوبك محادثات حاليا مع المنظمة في مسعى لنيل مشاركتهم في الاتفاق. وقال مصدران في أوبك إن من المتوقع أيضا أن يخلو البيان المقرر بعد اجتماع يوم السبت من أرقام محددة للإنتاج.

وتساءل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وآخرون عن حجم زيادة نفط أوبك بعد الاتفاق. وكتب ترامب على تويتر بعد إعلان قرار المنظمة يوم الجمعة ”آمل بأن تزيد أوبك الإنتاج بشكل كبير. نحتاج إلى الإبقاء على الأسعار منخفضة!“

وحثت الولايات المتحدة والصين والهند منتجي النفط على زيادة المعروض للحيلولة دون نقص نفطي قد يقوض نمو الاقتصاد العالمي.

وقالت أوبك في بيان إنها ستزيد المعروض عن طريق العودة إلى التزام بنسبة 100 بالمئة بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها سلفا لكنها لم تذكر أرقاما محددة.

وقالت السعودية إن الخطوة ستُترجم إلى زيادة اسمية في الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا أو واحد بالمئة من المعروض العالمي لمنتجي أوبك وغير الأعضاء.

وقال العراق إن الزيادة الحقيقية ستبلغ حوالي 700 إلى 800 ألف برميل يوميا لأن عدة دول تعاني من تراجعات في الإنتاج وستجد صعوبة في العودة إلى حصصها كاملة. وقالت إيران إن الزيادة الحقيقية أقرب إلى 500 ألف برميل يوميا.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك يوم السبت إنه سعيد بالقرار رغم أنه دعا أوبك وغير الأعضاء من قبل إلى زيادة الإنتاج بما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا.

وأبلغ الصحفيين بعد وصوله إلى فيينا حيث مقر الأمانة العامة لأوبك ”في هذه المرحلة المليون معقول جدا“.

سد الفجوات
كانت إيران، ثالث أكبر منتج في أوبك، طالبت المنظمة برفض دعوات من ترامب لزيادة معروض النفط قائلة إنه ساهم في ارتفاع الأسعار خلال الفترة الأخيرة بفرضه عقوبات على إيران وزميلتها في أوبك فنزويلا.

وفرض ترامب عقوبات جديدة على طهران في مايو أيار ويتوقع مراقبو السوق أن يتراجع إنتاج إيران بمقدار الثلث بنهاية 2018. يعني ذلك أن البلد لن يستفيد استفادة تذكر من اتفاق لزيادة إنتاج أوبك على العكس من السعودية أكبر مصدر للخام في العالم.

وبعدم وضعه أهدافا لكل دولة فإن اتفاق أوبك بدا كأنه يمنح الفرصة للسعودية كي تنتج فوق حصتها السابقة في أوبك لتسد الفجوة لدى دول مثل فنزويلا لا تستطيع ضخ ما يكفي للوصول إلى حصتها الرسمية.

لكن الأمر ليس كذلك بحسب وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه الذي قال ”كل دولة أنتجت أقل (من حصتها) تستطيع إنتاج المزيد. ومن لا يستطيعون، فلن يفعلوا“.

وأبلغ زنغنه أرجوس ميديا ”يعني هذا أن السعودية تستطيع زيادة إنتاجها بأقل من 100 ألف برميل يوميا. قطر تستطيع إنتاج 70 ألف برميل يوميا إضافية“.

وأضاف ”لكن هذا لا يعني أن إنتاج فنزويلا ينبغي أن ينتجه بلد آخر. فنزويلا ستزيد إنتاجها عندما تستطيع. وإذا لم تستطع، فإن الآخرين لا يمكنهم الإنتاج نيابة عنها“.

تشارك أوبك وحلفاؤها منذ العام الماضي في اتفاق لخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا. ساعد الإجراء في إعادة التوازن إلى السوق في الثمانية عشر شهرا الأخيرة ورفع النفط إلى حوالي 75 دولارا للبرميل من 27 دولارا في 2016.

لكن تعطيلات غير متوقعة في فنزويلا وليبيا وأنجولا وصلت عمليا بتخفيضات المعروض إلى حوالي 2.8 مليون برميل يوميا في الأشهر الأخيرة.

وحذر وزير الطاقة السعودي خالد الفالح من أن العالم قد يواجه نقصا في المعروض يصل إلى 1.8 مليون برميل يوميا في النصف الثاني من 2018.

وقال مندوب في أوبك ”بوسع كل من السعودية وإيران أن تُظهر أنها فازت.

”يستطيع زنغنه أن يعود إلى بلاده ويقول ’لقد فزت‘ لأننا سنبقي على الاتفاق الأصلي بدون تغيير. الفالح يستطيع أن يعود ويقول ’سيكون بوسعنا زيادة الإنتاج لتلبية حاجات السوق‘“.

لا تشارك الولايات المتحدة، التي تنافس روسيا والسعودية على صدارة منتجي النفط في العالم، في اتفاق المعروض.