فيصل زيدان يكتب : كأس العالم .. وكأس " العالمة " !!

الفجر الرياضي



انفض المولد .. وخرجنا من بين سرادقاته بلا حبة حمص ولا شبهة حلاوة .. يستكمل الناس مشاوريهم بكل عزيمة .. ونحن لا نزال نتنفس ثقافة عم " بخ " .. فما ان انتهى من جملته الشهيرة  " روح يا شيخ " .. حتى  " عدنا بسرعة " .. وسبحان ربى العظيم .. فى الملفات التى نحتاج فيها السرعة لا نجد ما نمطتيه الا ما تيسر من " سحالف "  .. وفى المناسبات التى يحلو فيها البقاء ومواصلة المشوار .. نجدنا بقدرة قادر وقد امتلكنا النفاثات التى تقطع المسافات باسرع من البرق .. وهنا نبقى امام قضية كونية ازلية مصرية عربية ميه بالمية .. الاسباب دائما واحده .. والملابسات متشابهة .. والسقوط  على " جدور الرقبة " متكرر .. ومع ذلك .. لا نحن حاولنا التغيير .. ولا الرقبة انكسرت حتى نرتاح .. فنقوم وننفض غبار ما كان .. لنقسم باغلظ الايمان .. بان ما كان .. لن يكون .. وانه ذهب الى حيث كان مع خبر كان .. ثم تمر الايام .. وتنقضى السنون .. وتعود الايام المباركات وما بها من كبرى المناسبات .. فتعود معها ستنا ريما .. الى عادة ام خالة جدة عمة بنت اخت ابوها القديمة .. فيتكرر المشهد بحذافيره وتفاصيل تفاصيله .. ونبقى فى ذات الدوامة ما دامت السموات والارض .. حتى المرة التى وهبنا الله فيها لاعبا بمواصفات العالمية .. فارتفع معه سقف طموحاتنا الى ما ليس ابعد من تجاوز الدور الاول .. كنا اول المبادرين بالقاء بيان الوداع قبل ان " نستف " حتى الشنط فى ارفف دواليب فندق الاقامة .. حتى ان الفنانين والفنانات الصاحلين منهم والصالحات مقبولي الدعوة منهم والمقبولات .. ملحقوش يا " عينى عليهم " يغيروا الفساتين ولا لحقوا حتى يشبعوا سلفيات .. فرجعوا صاغرين الخد مقهورين ومقهورات  - بس طبعا لا مكسوفين ولا مكسوفات – وهيتكسفوا ليه .. حضراتهم لا كان وشهم نحس فى ام درمان ولا فى بطرسبرج ولا فى اى مكان .. ومحاولات وصفهم بــ " وش النحس " ما هى الا كيد الكائدين وحقد الحاقدين منا عليهم والحاقدات .. وماذا يضير لاعبى المنتخب وجهازه ومسؤليه من اشخاص " فى اى بى " ضحوا باموالهم واوقاتهم وشدوا رحال الجهاد خلف منتخب وطنهم .. لا طمعا فى ركوب موجه .. ولا احتلال صورة .. ولا شمطاء عاملة فيها سنيورة .. بل انهم ضحوا اكثر فزحفوا فور وصولهم الى فندق اقامة اللاعبين قبل ساعات من اهم مباراة لنا فى تاريخنا المونديالى .. وقدموا التورتات .. واخدوا السليفيات .. وخلقوا اجواء البهجة دخل اروقة المكان .. وهات يا قفشات و3 مواه وضحكات وابتسامات .. يعملوا ايه اكتر من كده .. يموتوا نفسهم يعنى ؟ .. مش ذنبهم بقا انك كئيب ومبتحبش الفرفشة .. الناس عملت اللى عليها واكتر .. كل ده طبعا بقا غير كوبر وما فعله بنا وفينا .. ومسؤلى المنتخب الطيبين اوى يا خال .. اهل الكرم الذين فتحوا كل الابواب امام الضيوف .. المعروف منهم واللى مش معروف .. اما اكثر ما هالنى فعلا .. فهم اللاعبون انفسهم .. انت لاعب محترف تملك قرارك .. وتستطيع ان " تخلع " وتغلق عليك بابك .. خصوصا ان ساعات فقط تفصلك عن مباراة هى الاهم فى حياتك .. واذا رأيت رب البيت بالدف ضارب .. فليس لزاما ولا الزاما ان تكون شيمتك انت الرقص .. الا اذا كنت انت تحب الرقص .. فتلك قصة اخرى ..

 

 يا سادة .. كلهم اخطاوا .. ولا اعفاء لاحد من المسؤلية .. الناس فى هدوء واحنا فى صخب .. الكل فى تركيز تام .. واحنا تشتت زوءام .. الناس بتفكر فى مبارايات بكرة .. واحنا بنحتفل قبل حتى ما ييجى بكرة .. الناس كلها بتعلب كاس عالم .. واحنا لوحدنا بنلعب كاس " عالمة " .. !!!