مصطفى محمد يكتب : صلاح المغامر.. احترس!

ركن القراء



كنت أتمنى من نجمنا العربي الكبير محمد صلاح ألا يضع على نفسه كل هذا الكم من الضغوط، بحديثه عن أنه يحمل آمال و أحلام 100 مليون مصري. هذا الضغط الهائل الذي قد يدفعه للمخاطرة ولعب المباراة أو جزء منها وهو غير لائق طبيا" 100%، ومن المؤكد فهو غير جاهز بدنيا تماما، بسبب عدم خوض حصص تدريبية قوية منذ اصابته الشهيرة في نهائي دوري أبطال أوروبا.
وللآسف مما زاد الضغوط، وقوع المنظومة المحيطة بالمنتخب في خطأ فني بطريقة تعاملها مع غياب صلاح. وهو الفشل في تجهيز باقي اللاعبين نفسيا"، وعدم بث الثقة فيهم بأنهم قادرون على الحفاظ على نسق الأداء في ظل عدم وجوده. وهو أمر ظاهر في الرعونة و الارتباك التي شابت أدائهم في المباريات الودية الأخيرة، ونتمنى أن يتجاوز الفريق هذه النقطة السلبية عندما تدق لحظة الحقيقة اليوم مع انطلاق صافرة المباراة.     
منتخب اوروغواي يمثل عنفوان مدرسة أمريكا الجنوبية الكروية، التي تعتمد على الاندفاع البدني والألتحامات العنيفة. ولن يرأف مدافعي السيليستي بصلاح أو يمنحونه معاملة خاصة، بل على العكس، سيعملون على إخراجه من معادلة الصراع في اللقاء بمجرد ظهوره على أرض الملعب. وهنا تكمن الخطورة، فالمسألة ليست فقط خسارة المشاركة في كأس العالم، بل قد تتعداها إلى خسارة مو صلاح لسمعته المهنية في أوروبا وحسنا فعل كوبر والجهاز الفني بعدم الدفع به في المباراة .
وهذه الأخيرة شهدت كفاح من محمد صلاح كثيرا لرسم صورة مغايرة عن اللاعب العربي.  فلو كان لعب صلاح و هو غير جاهز لن يتسامح معه ليفربول ولا أي فريق طامح للتعاقد معه في الميركاتو الساخن المقبل. تلك هي أدبيات الإحتراف (المصداقية) خاصة في هذا المستوى فائق الجودة والقيمة المالية الكبيرة، الذي يصنف الفرعون المصري ضمن فئته وعلى أساسه! 
وأقول لصلاح أنت لا تحتاج لإثبات أي شيئ لأي أحد! فاخلاصك وانتمائك وعطائك لبلادك معروف، وليس تحت الاختبار نهائيا". حافظ على نفسك وعلى مسيرتك الملهمة، فما يعنينا وما نحتاجه منك هو أن تكمل الطريق إلى مداه، لتهدي شباب هذا الجيل نموذجا وقدوة. وهي القيمة المضافة الحقيقية وليس مجرد لعب مباراة في كأس العالم!
اليوم ننتظرك في مواجهتي روسيا والسعودية لتكون كما عودتنا عند حسن الظن بك يا ملك .