الصين: الشركات ستتعرض لخسائر في ظل تصاعد الحرب التجارية مع أمريكا

الاقتصاد



سلطت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الضوء على تحذير الحكومة الصينية للرؤساء التنفيذيين لأضخم الشركات متعددة الجنسيات أثناء اجتماع جرى في أخر مارس الماضي، بعد الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على سلع صينية وتوعُّد بكين بالرد بالمثل.

وذكرت الصحيفة أن الاجتماع الذي جمع الرؤساء التنفيذيين الأمريكيين وكبريات الشركات العالمية الأخرى بنائب الرئيس الصيني وانج كيشان، حيث تلقوا حينها رسالة عابسة حول النزاع التجاري المضطرب بين أمريكا والصين، مفادها: "إذا تصاعدت التوترات، فاستعدوا".

وأضافت الصحيفة أن الذين حضروا اجتماع مارس الماضي في بكين قالوا إن نائب الرئيس الصيني أبلغ قادة الأعمال أنهم ينبغي عليهم محاولة الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حتى لا يقدم على اتخاذ قرار بهجوم تجاري ضد الصين، وهو ما فعلته الولايات المتحدة، يوم الجمعة الماضي، بفرض رسوم جمركية إضافية على 1102 سلعة معظمها تكنولوجية.

ونقلت الصحيفة عن شخص حضر الاجتماع وتحدث مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "الرسالة كانت واضحة للغاية بأن العديد من الشركات ستصبح ضحايا الحرب التجارية بين أمريكا والصين".

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك هو ما تستعد له الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات بعد إعلان إدارة ترامب تطبيق رسوم جمركية بنسبة 25% على سلع صينية تقدر بـ50 مليار دولار سنويا، قبل أن ترد بكين بأنها ستنتقم من واشنطن "على قدم المساواة".

ولفتت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن المعركة بين أقوى اقتصادين في العالم ستخلف أثرا على الأعمال التجارية والمستهلكين في كلا البلدين، إلا أن الضرر الأكبر ستتلقاه الشركات متعددة الجنسيات التي لديها بصمة في الصين.

وأوضحت الصحيفة أن سلسلة التوريد العالمية المتطورة جعلت العديد من الشركات الأجنبية هذه الأيام تقوم بجمع منتجاتها في الصين بعد شراء القطع والأجزاء من دول أخرى، ثم تبيع تلك السلع في الولايات المتحدة والأسواق العالمية، ما يجعلها عرضة لخطر أية عقوبات أمريكية جديدة وكذلك أي ضغط أو انتقام من الصين.

وذكرت الصحيفة أنه بينما تقيّم الشركات متعددة الجنسيات الآثار المحتملة لتصاعد التوترات التجارية، فإن مُصنّعي الإلكترونيات الاستهلاكية باتوا يفرزون مورّديهم ويدرسون خططا لتحويل بعض إنتاجهم من الصين إلى الولايات المتحدة.