كتيبة «الراب والروك» فى داعش.. دوج وإيمينو وعبدالبارى «المصرى» والأرملة البيضاء

العدد الأسبوعي




لماذا يذهب مطربو الراب إلى داعش؟!.. اتهامات، وعلامات استفهام وتعجب بالجملة.. وحكايات تنافس بعضها البعض فى الغموض والإثارة.. لظاهرة تحولت إلى واقع أوروبى بامتياز، هجر خلالها عدد من أبرز نجوم الفن الغنائى «الشبابى» فى الغرب، الموسيقى والاستوديوهات والحفلات والجولات الغنائية، واتجهوا إلى «معارك الدم» فى سوريا والعراق، تحت راية التنظيم، تاركين العالم خلفهم فى ذهول!!.

1- «فالنتينو» الخلافة

يتصدر مطرب الراب الألمانى الشهير، دينيس كوسبرت، المولود فى برلين، لأم ألمانية، وأب غانى الأصل، قائمة نجوم الراب الدواعش، بقصة تحول درامية بدأها من عالم عصابات الجريمة المنظمة، والسجون، فى ألمانيا، ووصل خلالها إلى القمة، باسم ديزو دوج ،أحد أشهر نجوم الراب الشباب فى أوروبا والغرب، ثم انتهى به المطاف فى الأخير كأحد أبرز الوجوه الدعائية لتنظيم داعش، و«رأس حربة التنظيم» أيضاً لتجنيد مزيد من المقاتلين الألمان الجدد.

بعد تحوله للإسلام، أصبح كوسبيرت عضواً فى منظمة «ملة إبراهيم»، المتشددة، والمحظورة فى ألمانيا، ومسئولاً عن الشئون المالية بها، فاعتزل الغناء بوصفه «إثم وعمل الشيطان»، وتحول إلى «الإنشاد الجهادى».

وفى عام 2012، ظهر كوسبيرت فى مصر، وقد تحول إلى «أبو طلحة الألمانى»، ضمن مجموعة ضمت 90 سلفياً ألمانياً متشدداً، أشهرهم الملاكم بيير فوجل، نجم مؤتمرات حازم صلاح أبو إسماعيل.

ومن سيناء قرر «أبو طلحة» أن يضع بصمته الإعلامية الأولى فى عالم الإرهاب، فظهر فى فيديو مصور متوعداً، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزيرى داخليتها وخارجيتها آنذاك، هانز بيترفر يديريش، وجيودى فيستر فيله، «أيها الألمان لن تعيشوا فى أمان»، «سننقل الجهاد إلى بلادكم، فطويلاً ما أرقتم دماءنا، وستدفنون فى ألمانيا، وفيها سيكون قبركم».

وذلك قبل أن يسافر للقتال فى سوريا فى صفوف تنظيم «جبهة النصرة» التابع للقاعدة، ثم ينتقل إلى تنظيم «الدولة الإسلامية/ داعش» بعد تأسيسه فى 2014، حيث يتحول إلى أحد أشهر وأشرس رموزه التنظيمية والدعائية.

وبعد أن أصبح ديزو دوج مطلوباً دولياً على مستوى عال من الخطورة، دفع مكتب التحقيقات الفيدرالية، بمترجمته الألمانية، التى تحمل تصريحاً أمنياً عالياً، دانييلا جرين، فى طريق الإرهابى الشهير للتجسس عليه.

ولكن دوج سدد صفعة قوية لواحدة من أعتى الأجهزة الأمنية فى العالم، فنجح فى تجنيد العميلة الفيدرالية، التى وقعت بالفعل فى حب «جلاد داعش» وبدأت فى التواصل معه عبر حساب على تطبيق «سكايب»، بعيداً عن أعين «إف. بى. آى»، ثم سافرت إليه وتزوجته، فى قلب تنظيم داعش فى سوريا، وذلك بعد أن ضللت الأجهزة الأمريكية، وأقنعتهم أنها ستسافر فى رحلة إلى ألمانيا لزيارة عائلتها.

وهى الرحلة التى كلفت جرين، عامين من السجن، بعد عودتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بتهمة تضليل أجهزة الأمن، والتعاون مع إرهابى دولى بارز.

بعد شائعات موته المتكررة، ثم عودته للظهور مرة أخرى، تحول «أبو طلحة الألمانى» أيضاً، إلى شبح لدى أجهزة المخابرات، ووسائل الإعلام فى العالم، حيث سبق وأعلنت أجهزة أمنية عدة فى العالم، مقتله أكثر من مرة، عامى 2014و2015، بما فيها وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، نفسها، إلى أن أغلق تنظيم «داعش» ملف دوج نهائياً بإعلان مقتله، يناير الماضى.

2- أرملة «العقل الإلكترونى»

لاتقل حكاية سالى جونز، مطربة الروك البريطانية الشهيرة، إثارة كذلك، فقد تحولت نجمة الحفلات الموسيقية الصاخبة، وكاتبة الأغانى العاطفية الملتهبة، التى انشغلت الصحافة البريطانية بأخبارها لسنوات، إلى «أم حسين البريطانية»، «أرملة داعش البيضاء»، وأخطر مجندة للتنظيم الإرهابى على شبكة الإنترنت.

بعد عدة خيبات عاطفية وتجربة إدمان مريرة، تعرفت جونز 48عاماً، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، على البريطانى من أصل باكستانى، و»العقل الإلكترونى» لتنظيم داعش الإرهابى، حسين جنيد، 19 عاماً، من مدينة برينجهام.

وبعد 6أشهر، تحولت نجمة الراب إلى الإسلام، ولحقت بحبيبها الجديد، فى سوريا، فى عطلة «الكريسماس» المدرسية، وقد اصطحبت معها ابنها الأصغر جو ديكسون الذى أتم عامه التاسع، فيما فضل ابنها الأكبر 18 عاماً، البقاء فى بريطانيا مع رفيقته.

وفى حفل بسيط بمدينة «إدلب» السورية، تزوج حسين جنيد، من مطربة الراب الشهيرة التى تحولت إلى سكينة حسين، كما تحول ابنها جوجو، من تلك اللحظة إلى طفل داعشى، يحمل اسم حمزة، ويظهر فى فيديوهات التنظيم، فيما لم تمانع جونز بعد ذلك عندما تزوج جنيد كغيره من قيادات داعش من امرأة أخرى تصغرها بسنوات.

كان حسين جنيد أو«أبو حسين البريطانى» نفسه، القرصان الإلكترونى الأخطر لدى تنظيم داعش، ومؤسس وحدة «الخلافة الإلكترونية»، التى حققت نجاحات مدوية للتنظيم فى قرصنة عدة مواقع حيوية لأكثر من دولة على شبكة الإنترنت.

نجح جنيد قبل سفره إلى سوريا، فى اختراق حسابات رئيس الوزراء الأسبق تونى بلير، كما نجح لاحقاً فى قرصنة عدة مواقع تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، وحسابها على تويتر، واختراق حسابات القيادة الأمريكية الوسطى على يوتيوب وتويتر، فيما استهدف أيضاً حساب صحيفة «نيوزويك» الأمريكية على تويتر، وكذلك شبكة TV5 الفرنسية، ما أدى لتوقف جميع قنواتها التليفزيونية عن البث، وفقدانها السيطرة على مواقعها الإلكترونية.

وبعد استهداف جنيد بضربة درون جوية بدون طيار، أودت بحياته بمدينة الرقة السورية فى أغسطس 2015، استمرت جونز فى مسيرتها الداعشية، وتحولت إلى «رأس حربة» التنظيم فى نشر المواد الدعائية، وتجنيد الفتيات الغربيات واستدراجهن لأراضى الخلافة فى سوريا والعراق، كما نشرت أكثر من مرة رسائل تهديد ضد المسيحيين فى بريطانيا، واشتهرت بصورها وهى ترتدى الحجاب والنقاب وتوجه سلاحها صوب الكاميرا.

وبذلك تحولت سالى جونز إلى هدف أمنى «مهم للغاية» لدى أجهزة الأمن الدولية، وتمت تصفيتها، أكتوبر الماضى، بضربة درون جوية أيضاً، نجحت فى استهدافها بصحبة ابنها 12عاماً، أثناء محاولتها الهرب من معقل «داعش» فى الرقة.

3- المنشق

«L Jinny» هو الاسم الفنى الذى أطلقه مطرب الراب البريطانى، من أصل مصرى، عبدالمجيد عبدالبارى 25 عاماً، على نفسه، حيث انتشرت فيديوهاته الغنائية على الإنترنت عام 2013، قبل أن تتجه الشكوك فى أغسطس 2014، إلى كونه الملثم، منفذ عملية ذبح الصحفى الأمريكى جيمس فولى، فى فيديو داعش الشهير، وكان عبدالبارى قد ظهر قبل ذلك يحمل رءوساً مقطوعة فى صورِ للتنظيم الإرهابى.

كما أعلن عبدالبارى انضمامه إلى داعش فى تغريدات له على تويتر قائلاً: «سننتقم من الغرب الكافر، وسيفتح الله علينا البلاد الكافرة، ولن نهدأ حتى ينتصر الإسلام وتعلو راية الجهاد».

ومطرب الراب الشاب هو أيضاً نجل الجهادى القاعدى، والمحامى عادل عبدالبارى، الذى يقضى عقوبة السجن 25عاماً فى الولايات المتحدة الأمريكية، بتهمة التورط فى تفجير السفارتين الأمريكيتين فى نيروبى ودار السلام عام 1998، بعد أن سلمته إليها بريطانيا، التى كان قد حصل منها على اللجوء السياسى بعد خمس سنوات من اغتيال الرئيس السادات، حيث حصل على حكم بالبراءة فى القضية، ثم لحقت به زوجته وابنه عبدالمجيد، طفلاً،عام 1990. وانتشرت أنباء مؤخراً عن انشقاق مطرب الراب السابق عن داعش، وهروبه إلى تركيا، حيث يمثل الآن كنزاً من المعلومات، مطلوباً لدى التنظيم الإرهابى، والمخابرات البريطانية على حد سواء.

4- نجم سهرات داعش

شهور فقط فصلت بين حصول مروان الدويرى «إيمينو» 24 عاماً على جائزة، أفضل مطرب راب فى تونس، وبين ظهوره فى فيديوهات تنظيم داعش على الإنترنت، مطلقاً لحيته ومرتدياً زى «العمليات» الداعشى وهو يحمل السلاح.

وكان الدويرى قد أصاب الشباب التونسى بصدمة عندما نشر على صفحته الشخصية على «فيس بوك» فيديوهات له وهو يشارك فى جلسة إنشاد دينى فى إحدى السهرات فى صفوف التنظيم، كإعلان منه عن انضمامه لـ«الدولة الإسلامية/ داعش» واعتزاله الراب بلا رجعة.

كما انتشرت أنباء عن مقتل «إيمينو» على مدار عامى 2016 و2017، وثبتت عدم صحتها بعد ذلك.

5- عاشق «كرة السلة»

كان 2004 عاماً حاسماً فى حياة دوجلاس ماكين، مطرب الراب الأمريكى الشاب، شديد المرح، الذى لم ينجح فى إنهاء دراسته الثانوية، وعرف بحبه لكرة السلة، وتشجيعه لفريق NBA شيكاغو بولز، فاعتنق ماكين المولود فى سان دييجو بكاليفورنيا، الإسلام وتحول إلى دوالى عبدالله، والتحق بالعمل فى أحد المساجد.

وبعد اتهامات سابقة بالتزوير، والمخالفات المرورية، وحيازة الماريجوانا،أصبح ماكين هذه المرة ممنوعاً من السفر ومطلوباً لدى الاستخبارات الأمريكية، بتهم تتعلق بصلاته الإرهابية، ونشاطه المتطرف على الإنترنت، حيث كان يغرد على تويتر باسم دوالى خالد، وعلى تويتر باسمه الجديد دوالى عبدالله. نجح ماكين فى الالتحاق بالقتال فى سوريا تحت راية داعش، عبر تركيا، وفى نفس العام 2014، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً، مقتله فى معارك بين تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة»، ليصبح بذلك أول أمريكى يسقط فى صفوف تنظيم داعش، وفقاً للإحصائيات الرسمية.