الملف المسكوت عنه من الفتنة الطائفية إلى المحبة الدينية.. صفحات من مذكرات عادل حمودة

العدد الأسبوعي



أجبرنا عمر عبدالكافى على الذهاب إلى الكنيسة وتهنئة البابا بعيد القيامة بعد أن حرّض عليهم

سمعت من الأب متى المسكين أنه نصح هيكل بالاعتذار عن إهانته للسادات فى «خريف الغضب»

البابا شنودة كتب على مكتبه فى الدير «هنا المقر الباباوى» بعد أن وضعه السادات تحت الإقامة الجبرية فيه

فى مايو 2018 عاد إلى برلين فولكر كادور بعد زيارة للقاهرة استمرت ثلاثة أيام.

لم يتردد المسئول عن الأغلبية البرلمانية للحزب المسيحى الديمقراطى فى الاعتراف بأن أوضاع المسيحيين فى مصر تحسنت بما لم يتصوره أو يتوقعه ويعيشون فى حالة من الأمان بعد سنوات طوال من الشعور بالقلق.

ولم يمر على إعلان شهادته سوى عدة أيام حتى أعلنت حكومته تجميد العمل باتفاقية "دبلن" لمدة عامين وهى الاتفاقية التى تنظم الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبى ولم تعد تسمح باستخراج تأشيرات دخول أقباط مصر بدعوى الاضطهاد وأغلقت بذلك تجارة رابحة كسب من ورائها محامون تحالفوا مع رجل دين مسيحى مصرى فى شمال ألمانيا أشهرهم فولفنجانج بوكس.

والحقيقة أن الملف القبطى ظل ملفا مغلقا محرما يصعب فتحه أو لمسه منذ ثورة يوليو 1952 وبمرور السنين تضاعفت حساسيته ووصلت إلى حد الصدام بين رئاسة أنور السادات وكنيسة البابا شنودة فيما عرف بأحداث الفتنة الطائفية التى بدأت فى "الزاوية الحمراء" ووصلت إلى حد وضع البابا شنودة تحت الإقامة الجبرية فى أحد أديرة وادى النطرون ضمن قرارات سبتمبر 1981 بعد أن تصور السادات أنه يمكن إقالته وهو تصور خاطئ فرئيس الجمهورية لا يتدخل فى اختيار البابا وكل ما يملك من سلطة هو أن يصدر قرارا يثبت الاختيار.

لم يختلف تعامل مبارك مع ذلك الملف كثيرا، رغم تزايد أحداث العنف بين مسلمين وأقباط فى الصعيد لعل أسوأها ما جرى فى قرية الكشح فى اليوم الأخير من عام 1999 وأدت إلى مقتل 20 شخصا وجرح 33 آخرين ولكن الأخطر أنها أحرجت مبارك خلال زيارته الرسمية إلى واشنطن بتظاهرات حرضت عليها الجمعيات القبطية فى المهجر أمام البيت الأبيض وواجهتها تظاهرات مضادة أظهرت مصر دولة منقسمة على نفسها ورصدت ذلك مباشرة بنفسى خلال تغطيتى لتلك الزيارات.

منذ اللحظة الأولى لبدء تجربتنا الصحفية فى «روزاليوسف» ونحن نشعر بضرورة فتح ذلك الملف المسكوت عليه بجرأة وصراحة ولو غضبت أطرافه المختلفة وكان يقيننا أن هناك خارج الحدود قوى متربصة تستغله لتوريط البلاد فى تحديات صعبة تضاف إلى الهجمات الإرهابية التى تؤرق سلامتها وتهدد نظامها.

فى عدد 22 أكتوبر عام 1992 نشرنا التحقيق الأول من نوعه عن أزمة الطلاق عند الأقباط وكشف التحقيق عن وجهات نظر دينية تختلف عمَّا يؤمن به البابا شنودة وترى أن الطلاق جائز فى المسيحية بإرادة مستقلة من الزوجين بخلاف ما تقره الكنيسة من أسباب مثل الزنى.

تبنى وجهة النظر المختلفة القس إبراهيم عبدالسيد الذى كان باحثا متبحرا فيما يكتب وما ينشر وما يتحدث فيه ولكن البابا لم يحتمله وأجبره على القيام بإجازة مفتوحة دون تحديد مدتها ودون التحقيق معه بل كان التحقيق مع ابنته سوسن التى وجهت إليها الكنيسة أسئلة شخصية بدت مثيرة للدهشة وانتهت بطلب غريب أن تحمل ورقة بيضاء إلى أبيها ليوقع عليها دون أن يعرف ما سيكتب فيها.

كان القس عبدالسيد راعى كنيسة المعادى، عندما بدأ الخلاف بينه وبين البابا حول قانون الأحوال الشخصية وأموال الكنيسة والذمة المالية لرجالها وعوقب بشلحه من منصبه وحرم بعد وفاته من الصلاة عليه.

واختلف البابا مع الأب أغاثون الذى كان سكرتيرا له قبل أن يصبح راعى كنيسة مار مينا فى مصر الجديدة وسر غضب البابا منه أنه تلقى تمويلا أجنبيا عبر وزارة الثقافة لترميم كنيسته فكان أن أقعده فى بيته لكنه لم يتكلم مثل غيره، وإن كان يفضفض لى بمشاعره من خلال مكالمات تليفونية لم أنشر ما دار فيها احتراما لرغبته.

لكن ذلك لم يمنع أننا دافعنا عن حق الأقباط فى بناء الكنائس بعيدا عن الإجراءات البيروقراطية وكتب الدكتور ميلاد حنا أكثر من مقال يرفض فيه ما يعرف بالخط الهمايونى الذى تبنى على أساسه الكنائس ويعود تاريخه لزمن الخلافة العثمانية.

ويحسب للبابا شنودة أنه رفض سفر الأقباط للحج فى القدس قبل عيد القيامة، وعندما تجاوز البعض وسافر هدد بحرمانه من الصلاة عليه بعد وفاته ولكن كان للدكتور ميلاد حنا رأى آخر يرى فيه أن السفر للقدس ليس تطبيعا مع إسرائيل وإنما دعم لسكانها العرب ممن يحمون الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين وهى وجهة نظر أخذ بها الدكتور على جمعة فيما بعد عندما صلى فى المسجد الأقصى.

ولم نقبل منذ اللحظة الأولى بالتفرقة التى سعى بعض الدعاة لفرضها بين المصريين على أساس دينى وخضنا مبكرا معركة شرسة ضد الدكتور عمر عبدالكافى الذى كان نجما متألقا فى ذلك الوقت.

فى منتصف عام 1993 كنا نسهر لتنفيذ عدد جديد من المجلة عندما جاء صوت موظف الاستقبال منزعجا عبر الهاتف بعد أن جاءت إليه سيدة غاضبة تصر على مقابلتى، رغم أننا تجاوزنا منتصف الليل وبعد دقائق كانت فى مكتبى بحضور إبراهيم عيسى.

دخلت علينا سيدة فى منتصف العمر تتشح بالسواد ولا تغطى وجهها وما إن قدمت إليها إبراهيم عيسى حتى صرخت فى وجهه: "لم تهاجم رجلا يقول ربنا الله؟" وكانت تقصد الدكتور عمر عبدالكافى.

استطردت: أنا مضيفة فى شركة طيران أجنبية ارتكبت كل الكبائر زنيت وشربت الخمر وهربت بضائع ودخنت الحشيش ولكننى تبت على يد الشيخ الجليل الذى تهاجمونه حرام عليكم إنه الوحيد الذى فتح أمامنا أبواب الجنة.

قلت فى هدوء: لو كنت تعترفين بارتكاب كل هذه الخطايا فلابد من أن تتقبلى إقامة الحدود عليك ليتقبل الله توبتك.. جلدك لشرب الخمر ورجمك لممارسة الزنى بعد قطع يدك لسرقة مال عام بتهربك من الجمارك.. هذا ما يفرضه الشرع وليس شيخك يحمل توكيلا أو تفويضا من الله بغفران ذنوبك ولو أقنعك بغير ذلك فقد ضللك وباع لك وهما.

وأضفت: اذهبى إلى فضيلة المفتى وكررى أمامه اعترافك لتسمعى بنفسك ما سيحكم به عليك.

ولكنها لم تقتنع بكلامى وغادرت مكتبى وهى تدعو علينا بأن يسخطنا الله قردة وخنازير بجانب همهمات أخرى لم نفهمها.

كان إبراهيم عيسى قد بدأ فى نهاية مارس 1993 حملة شجاعة ضد شرائط وفتاوى وخطب عبدالكافى تحت عنوان "شيخ النساء والفتنة الطائفية" وحسب ما ذكر فإن عبدالكافى دكتور فى المركز القومى للبحوث وليس دكتورا فى الفقه أو السنة وتستضيفه فى التليفزيون كريمان حمزة التى تخصصت فى حوارات الشيوخ ولكن اعتداله على الشاشة كان بعيدا تماما عن تشدده وتطرفه على منبر مسجد "أسد بن الفرات".

وهو يرتدى الملابس المدنية الأنيقة على أحدث صيحات الموضة وإن يضع عليها عباءة عربية ويهذب لحيته التى غزاها الشيب، كما أنه يلقى دروسا على الفنانات فى بيت زميلتهن المعتزلة سهير رمزى وينفرد بمواعظ خاصة للنساء فى نادى الصيد تنقلها الميكروفونات لكل من يجلس خارج القاعة.

ولم يكن عمر نجوميته الدينية ليزيد عن شهور قليلة ولكنه نجح فى تسجيل 90 شريطا منها 35 شريطا عن اليوم الآخر لم يجزها الأزهر ولا الرقابة على المصنفات الفنية وبدا أن هناك تمويلا خفيا لترويجها وطرحها على الأرصفة وفى المواصلات العامة وأمام المساجد بأقل من تكلفتها، كما أباح طباعتها لمن يشاء "فحقوق الطبع لكل مسلم" ومنحت المقاهى وسيارات الأجرة نسخا مجانية منها.

وحسب ما رصد عيسى فإن عبدالكافى أفتى بغير علم بما يبرر العنف ونقل عيسى عن شرائطه العلنية بعضا منها:

"الحياة والرتم السريع بتاعها جعل بنتك تروح جامعة طنطا ومراتك تدرس فى جامعة أسيوط وأختك رايحة مندوبة عن الوزارة فى بنى سويف ومسافرة مع الوفد اللى رايح أسوان والسؤال: هل يباح للست تسافر من هنا لغاية طنطا من غير محرم؟.. لا.. فى حالة واحدة بس يسمح لها بالصحبة الآمنة إذا راحت سافرت للحج وهناك رأى آخر كمان يسقط عنها الركن طالما ليس لديها محرم.. إذن البنت اللى بتسافر كل يوم والست اللى بتسافر كل يوم بدون محرم مفيش الكلام ده.. لا يجوز لامرأة أن تسافر 80 كيلومترا إلا مع محرم وإلا لعنتها الملائكة حتى تعود وصارت آثمة.. مفيش حاجة اسمها مراتى فى جامعة بنها أو جامعة السويس ومن أقر بهذا فقد رد أمرا على الله عز وجل".

والغريب كان إقبال النساء على دروسه وشرائطه، رغم أنها تعيدهن إلى عصر الحريم لكن الأسوأ أنها كانت تنقل فى اليوم الواحد مئات المعتدلين إلى صفوف المتشددين تمهيدا لقبولهم بالعمليات العسكرية التى ينفذها الإرهابيون.

ونأتى للفتوى المدمرة:

"هناك واحد بيسألنى أنت مرة بتقولنا أحسن إلى الذمى واليهودى ومرة تقولنا غير كده.. آه.. أحسن إليه يعنى لا تشتمه ولا تذمه ولا تضربه بدون حق ولا تأخذ ماله لو اشتغل عندك ولكن ما تشاركوش فى الأفراح بتاعته والمصيبة ييجى يعمل فرح لابنه فى الكنيسة وكلام زى كده أروح له فى الكنيسة الفرح نقول له: لا.. يقاطعنا بس يا سيدنا الشيخ.. نقول خلاص.. أنت بتسأل ولا بتجادل.. إذا كنت بتسأل أدينالك الفتوى إذا كنت عاوز تجادل مش فاضيين".

وتستمر الفتوى المدمرة:

"هل أبدأ أنا المسيحى بالسلام؟.. واحد مسيحى جاء على هل أبدأ بالسلام.. لا ما تبدأش بالسلام.. طيب لو سلمت عليه أقوله السلام عليكم؟.. لا.. قوله صباح الخير.. مساء الخير.. ازيك يا خواجه.. شوف الجو برد إزاى.. مالك وشك أصفر كده يا عكر".

وتلحق بالفتوى المدمرة فتوى أخرى مفجرة تحرم على المسلم تهنئة المسيحى بالعيد: "ولو قابلك فى السكة وقالك: أنا زعلان منك مجتش تعيد على.. تقول له هو انتوا عندكم عيد؟.. يعنى توهه متقولوش كل سنة وأنت طيب.. العب معاه.. المهم ما تقرش إنه عنده عيد".

لم يكتف عيسى بمقال واحد ضد عبدالكافى وإنما كتب ثلاثة مقالات طالب فى آخرها من النائب العام بمحاسبته أو محاسبتنا لو كنا مخطئين.

ولكن شيئا ما خفى فى جهة ما جعلت عبدالكافى يتراجع فجأة عن كل ما أفتى به ضد المسيحيين رافضا تهنئتهم بالعيد بل فوجئنا بأنه ذهب بنفسه لتهنئتهم بعيد القيامة ولم نصدق ذلك ولم نعرف ما الذى أجبره عليه؟

وطلب البابا أن أحضر لحظة دخول "شيخ الفتنة الطائفية" إلى الكاتدرائية لتقديمه التهنئة بالعيد إليه ولكننى اعتذرت مكتفيا بأن يرسل نسخة من شريط الفيديو الذى يسجل الحدث بنشر ما فيه من صور وكان تبريرى: إننى صحفى يقتصر دورى على النشر ولا يتجاوزه ضمانا للحياد.

ونشرنا فى عدد 26 إبريل (1993) صورة للبابا يتوسط عمر عبدالكافى ووزير الأوقاف محمد على محجوب تحت عنوان: "الشيخ فى ضيافة البابا" وسجلت تلك الصور انتصارا صحفيا للتيارات المدنية على التيارات المعاكسة للتطور.

وحسب ما عرفت فإن عبدالكافى استدعى فى أمن الدولة وحدث هناك ما حدث وبعد أن غادر مبناها اتصل به رئيس الديوان زكريا عزمى وأمره بأن يذهب إلى البابا لتهنئته بالعيد واستجاب عبدالكافى مستسلما دون أن يفتح فمه بكلمة اعتراض وبالطبع لم يتعرض لتعذيب ولكنه وجد هناك ما جعله يرضخ بسهولة رغم ما عرف عنه من جرأة وعناد فهل يكشف لنا عبدالكافى ما جرى؟ لا أتصور ذلك.

بل أكثر من ذلك ترك عبدالكافى مصر وأقام خارجها سنوات طوالا ولم يعد إليها إلا بعد سقوط نظام مبارك ولكنه لم يعد بالبريق الذى كان عليه من قبل.

ورغم أننى رفضت دعوة البابا لحضور مشهد وجود عبدالكافى فى الكاتدرائية فإننى قبلت دعوة البابا للقائه فى الدير الذى حددت إقامته فيه ورتب الزيارة المحامى ماجد حنا وسجلها أسامة سلامة الذى حمل الملف القبطى على عاتقه وبرع فى تناوله على صفحات المجلة.

وفى الدير وجدنا غرفة مكتوبا عليها "المقر الباباوى" فسرها لنا البابا قائلا: "إن المقر الباباوى يوجد حيث يوجد البابا".. "إنه ليس مكانا بعينه يغلقه السادات فى وجهى ولكنه المكان الذى أتواجد فيه".

ولكن على جانب آخر دعانا الأب متى المسكين لقضاء يوم فى استراحته القريبة من مدينة الحمام على الساحل الشمالى وكان وجوده هناك نوعا من النفى الاختيارى بعد أن اختلف مع البابا فى أمور دينية وسياسية وكانت الزيارة فى منتصف يوليو 1995 وتولى توصيلنا أنا وزوجتى الدكتور ميلاد حنا وقاد سيارته ابنه المهندس هانى.

ومتى المسكين أول جامعى يدخل سلك الرهبنة واسمه فى شهادة الميلاد يوسف إسكندر وبعد أن مارس مهنة الصيدلة فى دمنهور عدة سنوات باع كل ما يملك وترك الدنيا ليقيم فى دير الأنبا صمويل فى جبل القلمون وفى عام 1950 توجه إلى وادى الريان للتوحد وانضم إليه سبعة رهبان من بينهم نظير جيد الذى أصبح فيما بعد البابا شنودة الذى اختار الأب متى المسكين أب اعتراف له.

كنت ثانى شخصية عامة يستقبلها متى المسكين فى استراحته بعد هيكل الذى يقضى الصيف بالقرب منه فى قرية الرواد وسمعت منه أنه اقترح عليه أن يعيد النظر فيما كتب عن السادات فى "خريف الغضب" قائلا: "المحبة كانت تقضى أن تنصح السادات لا أن تفضحه".

واستطرد: "إن هجومك على السادات لابد أن يخيف كل من يأتى بعده فلا يقربك منه حتى لا تكرر ما فعلت معه" وهو ما حدث فعلا.

وكان متوقعا أن يكون متى المسكين بطريركا ولكن التقارير الأمنية أوحت بأنه شيوعى فتحمس السادات أكثر للبابا شنودة دون أن يتنبأ بما سيحدث بينهما من خلافات وصدامات حادة وصلت إلى سحب القرار الجمهورى بالموافقة على تنصيبه عارضا المنصب على متى المسكين ليخلفه ولكن الراهب الزاهد المثقف رفض قائلا: "إن اختيار البطريرك اختيار إلهى ليس للبشر أن يراجع الله فيه" فاكتفى السادات بتشكيل لجنة خاصة لإدارة شئون الكنيسة.

وأهدانى متى المسكين بعضا من مؤلفاته التى نكتشف فيها أنه يرفض تدخل السياسة فى العقيدة مستندا للقاعدة الكنسية الشهيرة: "اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله" وكان التداخل بينهما سببا آخر للخلاف بين البابا والرئيس.

وفيما بعد حرصت على تسجيل حياة متى المسكين فى برنامجى التليفزيونى "حكاية وطن" وتأكدت وأنا أصور الحلقة أن أتباعه وتلاميذه من الرهبان يصعب إحصاؤهم ولكنهم كانوا يخشون البوح بإيمانهم به خشية أن ينالهم ما ناله من عزلة إجبارية كانت بمثابة تحديد إقامة دينية.