ليلى مراد التي قضت عليها شائعة تبرعها لـ إسرائيل

الفجر الفني



"بنت الأكابر" و"بنت الفقراء" و"فقية"، كما كان يُناديها محمد عبد الوهاب الذي طال انتظاره في بعده عنها، وخطفها أنور وجدي، والتي جعلت نجيب الريحاني عينه بترف وراسه بتلف وعقله فاضله دقيقة ويخف، لم تكن مجرد نجمة لمعت على الشاشة الفضية، أو مطربة من طراز فريد أسهمت بعذوبة صوتها في حركة تطوير الأغنية المصرية، بل كانت وستظل حالة استثنائية في تاريخ الفن المصري، إنها ليلى مراد.. هكذا بدأت مريم أمين برنامجها "حكايتها"، والذي كشفت فيه العديد من تفاصيل حياة ليلى مراد في السطور التالية..

وقالت مريم: "إنك تسيب بصمة دي حاجة ليست سهلة، لكن إن البصمة دي تبقى ابتسامة مميزة أكيد حاجة صعبة جدا، بطلة حكاية النهاردة صاحبة أجمل ابتسامة في السينما المصرية قالوا عنها صوت الحب، وبرغم أعمالها القليلة لكن لينا مع صوتها ذكريات كثيرة.. هي ليلى مراد".

وأضافت: "اسمها الحقيقي، ليليان ذكى مراد، ولدت لأسرة مصرية يهودية، قيل إنها اتولدت فى إسكندرية لكن المعلومة دي اتصلحت بأنها اتولدت في حي السكاكيني في القاهرة، والدها يبقى الملحن ذكى مراد، اللى سافر أمريكا في طفولتها وانقطعت أخباره وهذا جعلها تعيش طفولة قاسية جدا لأن بعد فترة تعرضت أسرتها لضائقة مالية كبيرة جعلتها تغير مدرستها الخاصة لمدرسة مجانية في منطقة العباسية في القاهرة".

داوود حسني
وتابعت: "ولأنها بتعتبر من بيت فني فكانت اتعلمت من والدها التراتيل الكنسية، وبدأت تغنيها في مدراس الراهبات والمدارس المجاورة، ولما كبرت شوية تعاقدت مع كازينو حدائق القبة الصيفي على الغناء فيه مرتين في الأسبوع، وبدأت تكون فرقة تعزف ورائها، لحد ما قابلت الملحن داوود حسني، اللي علمها أساسيات فى الغناء زي المقامات والسلم الموسيقي ودى كانت أول خطوة تشجعها على التقديم في الإذاعة المصرية اللى كانت لسة فاتحة وقتها سنة 1934، وبالفعل اتوافق عليها وبدأت تغني في الإذاعة، لكن كانت مهمشة أو يعني لم تكن من أهم المطربات ساعتها، عشان كان غناها تقليدي جدا لحد ما بقى عندها 20 سنة".

يحيا الحب
وأردفت: "ظهر والدها في حياتها مرة أخرى وبدأ يشجعها من جديد بعد ما شاف إنها قطعت شوط طويل لوحدها فقدر يخليها تقابل الموسيقار محمد عبدالوهاب، وتسمعه صوتها وبالفعل اقتنع بيها جدا ورشحها لبطولة فيلمه (يحيا الحب)، ومع إن مخرج الفيلم محمد كريم لم يكن مقتنعا بأدائها، لكن غامر عشان خاطر عبدالوهاب، واتغير اسمها وقت تصوير الفيلم من "ليليان" إلى "ليلى" وكان (يحيا الحب) أول ظهور لليلى مراد فى السينما".

وجو مزراحي
واستطردت: "توجو مزراحي ودا مخرج وكاتب مصري يهودي من أصل إيطالي قرر إنه يتبنى ليلى مراد فنيا، وكان سببا في عمل بصمة لأسمها في وجدان الجمهور لأنه شارك في إخراج وكتابة أكثر من فيلم ليها بيحملوا اسمها زي (ليلى – ليلى بنت الفقراء – ليلى بنت الريف – ليلى فى الظلام)، فالناس حفظوها بسرعة، واهتمامها الزائد بالسينما كان السبب وراء إنها وقفت شغلها في الإذاعة، لحد ما رجعت الإذاعة من جديد بعد ما أصبحت نجمة في السينما وكانت عودتها بأغنية قلبى دليلى اللى بتعتبر واحدة من أشهر أغانيها لحد انهاردة".

أنور وجدي
وأشارت: “عملت مع أنور وجدي أشهر وأهم أفلامها وأثناء تصوير فيلم ليلى بنت الفقراء، طلب إنه يتجوزها ووافقت بعد تفكير كبير بسبب إن دي ماكنتش الجوازة الأولى بالنسبة له لكن كانت الجوازة الأولى بالنسبالها وترددها كان بسبب إنه كان معروفا عنه علاقاته المتعددة وبالفعل اتجوزوا وعاشوا مع بعض في عمارة “الإيموبيليا” المشهورة في وسط البلد لكن جوازهم انتهى بعد 8 سنين، وقامت بينهم حرب خفية اتقال إن الحرب دي كانت السبب في بٌعدها عن السينما.. الحكاية بدأت بعد تغيير ديانتها وتحويلها من اليهودية للإسلامية بعد فترة نشرت مجلة لبنانية خبر بيقول إنها اتبرعت بمبلغ كبير لحكومة إسرائيل في الوقت اللى كانت مصر بتمر فيه بظروف سياسية صعبة وكانت وقتها بتصور فيلم (الحبيب المجهول)، والإشاعة دي طبعا أثرت جدا على نجاحها وعلى شعبيتها فقررت بشكل مفاجئ إنها توقف نشاطها السينمائي وتكتفي بغنائها في الإذاعة بس، وكان هذا الفيلم آخر ظهور ليها على الشاشة".

التعسف والاضطهاد
وأوضحت مريم: "هذه الفترة لم تكن سهلة أبدا عليها بسبب تحقيقات النيابة معاها طول الوقت واستجوابها وهذا جعلها تطلع في حوار إذاعي اشتكت فيه من التعسف والاضطهاد غير المبرر، وفى الوقت دا كانت اتجوزت المخرج فطين عبدالوهاب، وخلفت منه ابنها الفنان ذكى فطين عبدالوهاب، وفضلت متمسكة بقرار اعتزال السينما.. ناس قالوا أنور وجدي السبب وأخرين قالوا راقية إبراهيم السبب وأخرين قالوا إن مجلس قيادة الثورة كان مضطهدها بسبب قربها من الرئيس محمد نجيب وقتها، وفي النهاية هذا الأمر جعلنا لا نشاهد ليلى مراد غير في 27 فيلما فقط، هذا عدد أعمالها السينمائية أما أغانيها فقد تخطت حاجز الـ1200 أغنية، واتعمل مسلسل سيرة ذاتية عن حياتها بعنوان أنا قلبي دليلي، وقامت ببطولته الفنانة السورية صفاء سلطان سنة 2009 واتكرمت من مهرجان القاهرة السينمائى الدولي سنة 1998 واستلمت تكريمها الفنانة ليلى علوى، وسنة 2007 صٌناع فيلم فى شقة مصر الجديدة عملوا لفتة حلوة منهم وهي إنهم كتبوا فى أول تتر نهاية الفيلم إهداء إلى ليلى مراد.. صوت الحب لكل الأجيال”، دي أكتر جملة حقيقية ممكن أقولها عن العظيمة ليلى مراد".