ياسر أيوب يكتب: مونديال الفرحة والأمل

الفجر الفني



سافر منتخبنا القومى، أمس، إلى روسيا استعدادا لمشاركته فى المونديال المقبل بعد أيام قليلة.. ولست من هؤلاء الخائفين أو الساخرين والمتشائمين الذين اعتقدوا أن منتخبنا لن يقدم أى شىء هناك فى روسيا وسيعود لنا بالهزائم والأحزان وحتى الفضائح.. وعلى العكس تماما أشعر بأن هذا المنتخب سيمنحنا حق الفرحة معه وبه فى روسيا.. ولا أقصد أن منتخبنا مسافر ليرجع لنا بكأس العالم أو حتى سيذهب بعيدا فى تلك البطولة الكروية الأكبر فى العالم.. لكننى أقصد أننا سنلعب هناك كما لم نلعب طيلة المباريات السابقة.. وسنشاهد لاعبينا كما لم نشاهدهم من قبل.. لن تتغير أسماؤهم أو ملامحهم، لكنهم سيكونون فى الملاعب هناك أقوى وأفضل وأكثر إصرارا وإبداعا أيضا.. وبالتأكيد لا أملك أى دليل أستند إليه فى هذا التفاؤل وتلك الثقة.. ولكننى أقول ذلك لسببين أؤمن بهما جدا..

 

الأول هو شخصية اللاعب المصرى أو الإنسان المصرى بشكل عام.. قد يقضى وقتا طويلا مهملا ومتكاسلا ومتراخيا وحين يجد نفسه مضطرا لأى مواجهة.. أو حين تحاصره السخرية التى تنتقص من مكانته والشكوك فى قدراته واستطاعته.. يصبح إنسانا مختلفا تماما ويستطيع أن يفاجئ الجميع بما لم يتوقعه أو ينتظره منه أى أحد.. وأنا أراهن على تلك اللحظة لدى كل لاعب فى منتخبنا حين يبدأ مشاركته فى كأس العالم.. اللحظة التى يعرفها وعاشها من قبل مصريون كثيرون امتلكوا فجأة القوة والقدرة حين حاصرتهم القيود وتكاثرت عليهم الضغوط وطاردتهم المخاوف والاتهامات.

 

أما السبب الثانى فهو علاقتنا كمصريين بكرة القدم.. تلك العلاقة الطويلة والقديمة الحافلة بالغرائب والدراما والمفاجآت.. وقراءة تاريخنا الكروى تجعلنا نعرف كل الأدوار التى قامت بها كرة القدم فى حياتنا ومجتمعنا سياسيا ونفسيا واجتماعيا.. وسيبقى هذا التاريخ شاهدا على أننا منذ اللحظة الأولى لم نتعامل مع كرة القدم باعتبارها مجرد لعبة نلعبها أو نحبها.. وفى المقابل كانت كرة القدم هى الفرحة حين نحتاجها من فرط أحزاننا.. وكانت الأمل حين يسود يأس أو إحباط.. كانت الدعوة التى نستجيب لها كلنا فتختفى فجأة كل خلافاتنا وتناقضاتنا ونتوحد كلنا.. وكثيرة جدا هى المرات التى قامت فيها كرة القدم بهذا الدور فى بلادنا.. وستقوم به أيضا معنا فى هذا المونديال الجديد.

 

المقال نقلا عن "المصري اليوم"