أحمد شوبير يكتب: عالم فلوس فلوس

الفجر الرياضي



عايز تلعب معانا.. طب معاك فلوس.. اللى معهوش ميلزموش.. هذا هو شعار كرة القدم فى العالم الآن فالمتابع لحركة الانتقالات فى العالم والأسعار الفلكية التى وصلت إليها النجوم يتأكد من ذلك واختفاء أسماء كبيرة من عالم كرة القدم فى العالم من الأندية يؤكد صدق هذا الكلام وتعالوا نبدأ بالساحة المحلية والصفقة التى أفزعت المصريين فى اللاعب صلاح محسن الذى انضم للأهلى بحوالى 2 مليون دولار أى 38 مليون جنيه مصرى هذه الصفقة التى مازالت أصداؤها تتردد فى كل مكان ما بين اتهام باشعال سوق الانتقالات فى مصر أو اتهام الأهلى بأنه أفسد السوق المصرى بوصوله إلى هذا الرقم فى لاعب واحد والغريب أننى استرجعت ذاكرتى قليلا إلى الوراء وكدت أن أموت على روحى من الضحك وأنا أتذكر صفقة انتقال رضا عبدالعال إلى الأهلى فى أوائل التسعينيات عندما وصل سعره إلى مبلغ 625 ألف جنيه فظل حديث الساعة فى مصر لأيام وشهور ويومها خرجت كل وسائل الإعلام تصرخ من أن الكرة المصرية أصبحت على وشك الإفساد بوصول الانتقالات إلى هذا الرقم ولا أنسى أنه قبلها بأيام قليلة كان النادى الأهلى قد انتهى من التجديد لحوالى 6 لاعبين من العيار الثقيل منهم شوبير وحسام حسن وإبراهيم حسن وأسامة عرابى وأيمن شوقى ومحمد رمضان بما لا يتجاوز 600 ألف جنيه لهم جميعا لذلك قامت الثورة الإعلامية وما لبثنا سوى بعض سنوات وأصبح حوار الملايين هو الأسهل فى مصر كلها واستمرت الأسعار فى الارتفاع حتى وصلنا إلى التجديد للاعب مثل عبدالله السعيد وهو له قيمته واحترامه يصل إلى 40 مليون جنيه فى عامين فقط لا غير عدا ونقدا! ومع ذلك مازال البعض يصرخ من ارتفاع الأسعار ورغم تقديرى الشديد لكل ما يكتب ويقال فى هذا الشأن إلا أننا دخلنا سواء بإرادتنا أو رغما عنها فى هذا السوق الصعب جدا وهو ما يفسر هذا الارتفاع الجنونى فى عقود الرعاية والبث الفضائى للمباريات للأندية فوجدنا ناديا مثل النادى الأهلى يقترب من المليار جنيه فى 4 سنوات وهو ما أسعد جماهيره بشدة حيث شعروا بأن ناديهم قد نال أخيرا ما يستحقه من تقدير مادى وأدبى والأمر نفسه بالنسبة للزمالك والذى وصل إلى 400 مليون جنيه ومع احترامى لكل من يهاجم إدارة الزمالك إلا أننى أرى أن الزمالك قد انتقل نقلة نوعية غير مسبوقة على الإطلاق بالوصول إلى هذا الرقم بالمقارنة مع أرقامه السابقة وأذكر أننى كنت أعمل فى التسويق الرياضى بوكالة الأهرام للإعلان وكان عقد رعاية الزمالك لا يتعدى خمسة ملايين جنيه كانت مشكلة كبيرة لدى الإدارة فى كيفية تدبير هذا المبلغ الكبير! أما الآن فالزمالك أصبح كيانا قويا وزادت أسعاره وبالتالى زادت مداخله بدرجة كبيرة ولكن حتى مع اقتراب الأهلى من المليار والزمالك من نصف المليار فإن هذه المبالغ لم تعد تساوى شيئا فى عالم كرة القدم والذى تحول إلى عالم فلوس فلوس وكما قلت فى المقدمة اللى ممعهوش ميلزموش فالبطولة أصبحت مكلفة والدورى أو الكأس أصبح المقابل له كبيرا وضخما للغاية وبالتالى لابد من ايجاد وسائل للصرف والدعم خصوصا بعد أن رفعت الدولة يدها بالكامل عن دعم معظم الأندية وهو أمر كان لابد من حدوثه منذ زمن بعيد ولكن المهم أن الدولة تنبهت إلى ذلك وأصبح للأندية الحق التام فى الاستثمار بشتى أنواع الطرق لأن الدولة لديها ما يكفيها من التزامات فى الجانب الاقتصادى وأنا أرجو من الجميع أن يشاهد كأس العالم ويتابع بورصة اللاعبين والمدربين ليرى أن الفارق كبير جدا بيننا وبينهم فى الأسعار والأرقام ويكفى أن نلقى نظرة ولو بسيطة على نجمنا محمد صلاح وكيف أصبح سعره ليس فى سوق اللاعبين ولكن فىسوق الإعلانات.. الدنيا تغيرت من حولنا والفلوس أصبحت هى الأساس فى كل شىء لذلك لابد وأن نتطور فكريا واقتصاديا لنجارى العالم فى كل ما يحدث حولنا لأن الماكينة ستظل تدور ونحن لن نظل نجلس القرفصاء ونضع أيدينا على خدودنا نتفرغ للطم والبكاء والعويل.. تحركوا واعملوا واشتغلوا لكى تنجحوا وكفاكم تشنجا وصراخا وعويلا.