من "أداء اليمين" إلى "تكليف الحكومة الجديدة".. تفاصيل نشاط الرئيس السيسي في أسبوع

أخبار مصر



تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث أدى اليمين الدستورية أمام مجلس النواب بمناسبة بدء فترة رئاسية ثانية، وكلف الحكومة بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة، كما كلف الدكتور مصطفى مدبولي بتشكيل الحكومة الجديدة، وعقد اجتماعا لاستعراض تطورات العمل في المدن الجديدة، واجتماعا مع عدد من السفراء المرشحين للعمل كرؤساء لبعثات مصر الدبلوماسية في الخارج، وتلقى اتصالا هاتفيا من العاهل الأردني، وشهد إفطار الأسرة المصرية، واستقبل أحمد القطان وزير الدولة للشئون الأفريقية بالسعودية.


واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بأداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب بمناسبة بدء فترة رئاسية ثانية، وألقى كلمة بهذه المناسبة قال فيها إننا نجدد مع المصريين العقد والعهد بمواجهة التحدي وخوض غمار معركتى البقاء والبناء، متمسكين بعقدنا الاجتماعي الذى وقعناه سويا دولة وشعبا بأن يكون دستورنا هو المصارحة والشفافية، ومبدأنا الأعظم هو العمل متجردين لصالح هذا الوطن وأن نقتحم المشكلات ونواجه التحديات ونحن مصطفون، محافظون على تماسك كتلتنا الوطنية حية وفاعلة، ولا نسعى سوى لصالح مصرنا العزيزة الأبية وتحقيق التنمية الاستقرار لها وبناء مستقبل يليق بتاريخنا وبتضحيات أبنائها.


وقال الرئيس : أنا على العهد معكم باق، لم ولن أدخر جهدا أو أؤجل عملا أو أسوف أمرا ولن أخشى مواجهة أو اقتحاما لمشكلة أو تحدى، وزادى فى طريقي هذا هو اليقين بعظمة وعراقة أمتنا وإيمانى بأن اصطفاف الشعب المصرى العظيم هو ضمانة الانتصار والعبور نحو المستقبـل.


وأضاف الرئيس :لقد كان يقينى صادقا ورهانى رابحا حين أثبت هذا الشعب العظيم عراقته وصلابته، وخاض معركة التحدى محافظا على مكتسبات وطنه وقادرا على تحدى التحدى وإثبات إرادته الحرة، وكانت لوحة الوطن رائعة الجمال والكمال وقد ازدانت بالأزهر الشريف منبر وسطية الإسلام، وبالكنيسة المصرية العريقة رمز السلام والتسامح، ويؤمن إرادة شعبنا ويحميها رجال الجيش المصرى العظيم البواسل، وشرطتها الأبطال الذين قدموا الدماء قربانا من أجل أن يبقى هذا الوطن مرفوع الرأس والهامـة.


وتابع الرئيس: قائلا ها هى المرأة المصرية ومعها كل أفراد الأسرة شبابا وشيوخا وأطفالا، يخوضون معركة التنمية والبناء فيزرعون الخير ويصنعون المستقبل، ويرسمون للغد طريقا كى نحقق حلمنا الوطنى بمصرنا دولة حديثة تقوم على أسس الحرية والديمقراطية، وتستعيد مكانتها اللائقة بين الأمم إقليميا ودوليا بعد أن عانت من محاولات للنيل من هذه المكانة، وتراجع دورها نتيجة لعوامل داخلية وخارجية وهو الأمر الذى ترفضه ثوابت التاريخ والجغرافيا.


وأكد الرئيس : أننا واجهنا سويا الإرهاب الغاشم الذى أراد أن ينال من وحدة وطننا الغالى وتحملنا معا مواجهة التحديات، التى خلفها لنا الإرث الثقيل من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، وما نجم عنها من آثار سلبية على مناحى الحياة كافة، وقال إننا بفضل من الله وبإخلاص النوايا والعمل الدؤوب المتجرد، استطعنا أن نعبر مرحلة عصيبة وننطلق نحو مستقبل أكثر ثباتا واستقرارا وعزما على تحقيق الحسم فى معركة البناء.


كما أكد الرئيس أنه بعد النجاحات التي تحققت خلال الفترة الرئاسية الأولى من برامج الإصلاح على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والمجتمعية، بجانب المواجهة الأمنية للمخاطر التى تحيق بمصر، وإطلاق حزمة من المشروعات القومية العملاقة، التى تهدف لتعظيم أصول الدولة وتحسين بنيتها التحتية وتوفير فرص عمالة كثيفة، تسير بالتوازى مع مخطط شامل للإصلاح الاقتصادى، والتى ارتبطت به شبكة من برامج الحماية الاجتماعية لمواجهة الآثار السلبية الناجمة عن هذه الإصلاحات، سيتم خلال الفترة الرئاسية الثانية وضع بناء الإنسان المصرى على رأس أولويات الدولة، وستكون في مقدمة الأولويات ملفات وقضايا التعليم والصحة والثقافة، من خلال إطلاق حزمة من المشروعات والبرامج الكبرى ،على المستوى القومى والتى من شأنها الارتقاء بالإنسان المصرى فى كل هذه المجالات واستنادا على نظم شاملة وعلمية.


وأوضح الرئيس أن الدولة المصرية ستمضي قدما وبثبات نحو تعزيز علاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية، فى إطار من الشراكات وتبادل المصالح دون الانزلاق إلى نزاعات أو صراعات لا طائل منها، والتأكيد على مبدأ الحفاظ على السيادة الوطنية للدول وعدم التدخل فى شئونها بالإضافة إلى تدعيم دور مصر التاريخى بالنسبة للقضايا المصيرية بالمنطقة.


وقال الرئيس إن مصر العظيمة الكبيرة تسعنا جميعا بكل تنوعاتنا وبكل ثرائنا الحضارى، وإيمانا منى بأن كل اختلاف هو قوة مضافة إلينا وإلى أمتنا، فإننى أؤكد لكم أن قبول الآخر وخلق مساحات مشتركة فيما بيننا سيكون شاغلى الأكبر لتحقيق التوافق والسلام المجتمعى، وتحقيق تنمية سياسية حقيقية بجانب ما حققناه من تنمية اقتصادية، ولن أستثنى من تلك المساحات المشتركة إلا من اختار العنف والإرهاب والفكر المتطرف سبيلا لفرض إرادته وسطوته، وغير ذلك فمصر للجميع وأنا رئيس لكل المصريين من اتفق معى أو من اختلف.


وأكد الرئيس أنه عازم على استكمال المسيرة متجردا من أى هوى إلا هوى الوطن، ومتيقنا بأن أروع أيام هذا الوطن ستأتى قريبا بلا أدنى شك بإذن الله ما دامت النوايا خالصة والجهود حثيثة والقلوب صامدة.


وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمهندس شريف حبيب محافظ بني سويف، وتم خلال الاجتماع استعراض تطورات العمل في المدن الجديدة الجاري إنشاؤها في جميع أنحاء الجمهورية، لاسيما العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة وفي صعيد مصر.


كما تناول الاجتماع الموقف التنفيذي لمشروع تطوير محور المحمودية بمحافظة الإسكندرية، والذي يهدف إلى تغطية المجرى المائي لترعة المحمودية الواقع بمحافظة الإسكندرية بشكل كامل، وإنشاء محور جديد للمرور بطول نحو 21 كيلومترا، فضلا عن النهوض بأوضاع المناطق المحيطة بمسار الترعة وإقامة مشروعات تنموية واستثمارية بها، وتكوين مجتمعات عمرانية جديدة على مسار المحور.

كما تناول الاجتماع تطورات مشروعات الإسكان الجاري تنفيذها في مختلف المحافظات، وعرض وزير الإسكان آخر مستجدات الخطة القومية المتكاملة لترشيد استهلاك المياه، والجهود الجارية لتنفيذ محطات تحلية المياه بالمحافظات الساحلية، وعرض المهندس شريف حبيب خلال الاجتماع الموقف التنفيذي لمشروعات الصرف الصحي بمحافظة بني سويف.


ووجه الرئيس بمواصلة بذل أقصى الجهد من أجل الانتهاء من تشييد المدن الجديدة في المواعيد المقررة، وكذلك الوحدات السكنية بمختلف مستوياتها، وكذا تطوير البنية التحتية على نحو متواصل مع الالتزام الكامل بالمعايير العلمية الخاصة بالجودة والأداء بغية رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.


وأجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وتناول الاتصال سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين، كما تم التباحث حول آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية، وتطورات الأزمات القائمة في بعض دول المنطقة، خاصة القضية الفلسطينية.وأكد الزعيمان خلال الاتصال الحرص على مواصلة التنسيق والتشاور بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، ودفع العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين البلدين.


وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع عدد من السفراء المرشحين للعمل كرؤساء لبعثات مصر الدبلوماسية في الخارج، حيث أكد الرئيس أهمية الدور الذي تقوم به الدبلوماسية المصرية باعتبارها خط دفاع متقدم عن الوطن ومصالحه في الخارج، والواجهة التي تبرز الصورة الحضارية لمصر، مؤكدا ثقته في قدرة الدبلوماسيين المصريين على تمثيل وطنهم في الخارج بصورة مشرفة تعكس تاريخ مصر العريق وتطلعات شعبها نحو مستقبل أفضل.


واستعرض الرئيس ثوابت السياسة الخارجية المصرية، مؤكدا أهمية مواصلة العمل على تطوير علاقات مصر المتوازنة مع مختلف دول العالم، وتعزيز علاقاتها بالقوى الدولية، وكذلك من خلال الأطر متعددة الأطراف، وذلك في إطار استقلالية قرار مصر ودورها الإقليمي النشط.


كما شدد الرئيس على أهمية مواصلة العمل الجاد على الحفاظ على ما تم بناؤه من استقرار، مشيرا في ذات السياق إلى أهمية حشد جهود المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب، وكذلك العمل على التوصل لتسويات سياسية لأزمات منطقة الشرق الأوسط، بهدف استعادة الأمن والاستقرار وإنهاء المعاناة الإنسانية التي تمر بها شعوبها منذ سنوات.


وأكد الرئيس أهمية فهم تفاصيل الواقع الحقيقي لمصر حتى يتسنى نقل صورة واضحة وواقعية عنه للخارج، مشيرا في هذا الصدد للتحديات الاقتصادية التي تعاني منها مصر منذ عقود طويلة والجهود الجارية للإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة، والعمل على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية الجديدة، وخاصة في ضوء ما يتم إنجازه في مصر من مشروعات عملاقة توفر العديد من الفرص الاستثمارية.


وطالب الرئيس السفراء بالعمل المستمر على إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه مصر، مشدداً على ضرورة أن تراعي أية حلول مقترحة الظروف الواقعية لمصر ومتطلباتها التنموية.

كما شدد على أهمية الدور الذي تقوم به البعثات المصرية في تقديم الخدمات القنصلية لأبناء الجاليات المصرية في الخارج، موجها بالعمل على إيلاء مزيد من الاهتمام لحل مشكلات المواطنين المصريين في الخارج، وربطهم بوطنهم الأم.


واستقبل الرئيس السيسي أحمد القطان وزير الدولة للشئون الأفريقية بالمملكة العربية السعودية، الذي أعرب عن حرص المملكة على مواصلة تطوير آفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما يسهم في تدعيم التضامن وتعزيز العمل العربي المشترك، ومواجهة التحديات المختلفة التي تواجه المنطقة.


وأكد الرئيس السيسي خصوصية العلاقات المصرية السعودية وما تتسم به من طابع استراتيجي، وأعرب عن حرص مصر على تعزيز مختلف أطر التعاون الثنائي، ومواصلة التشاور والتنسيق مع المملكة إزاء القضايا الإقليمية المختلفة وسبل التصدي للتحديات التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية، بما يحقق مصالح شعوبها.


وتناول اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين، خاصة التعاون الثلاثي مع الدول الإفريقية بما يساهم في تعظيم الاستفادة من قدرات وإمكانات البلدين ودول القارة الأفريقية، وتحقيق المصالح المشتركة لمختلف الأطراف.


واستقبل الرئيس السيسي المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء، الذي تقدم باستقالة الحكومة، وذلك بعد أداء الرئيس لليمين الدستورية لفترة رئاسية ثانية، وكلف الرئيس الحكومة بتسيير الأعمال والاستمرار في أداء مهامها لحين تشكيل حكومة جديدة، كما كلف الدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان بتشكيل الحكومة الجديدة، وأصدر قرارا جمهوريا باستمرار المحافظين ونوابهم في أداء عملهم لحين صدور قرار تعيين المحافظين الجدد.


وشهد الرئيس السيسي حفل إفطار الأسرة المصرية، حيث ألقى كلمة وجه خلالها التحية لجموع الشعب المصري الذين بعثوا برسالة قوية للداخل والخارج باحتشادهم أمام مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، مفادها أنهم يريدون لمصر مواصلة مسيرة التنمية والاستقرار، كما وجه التحية لرجال القوات المسلحة والشرطة لجهودهم في مواجهة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في جميع ربوع مصر.


وأعلن الرئيس أنه سيلتقي بأسر الشهداء في أول أيام عيد الفطر المبارك إكراما وتقديرا للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن، كما أعلن أنه سيفتتح بعد العيد مجموعة من المشروعات والانجازات الجديدة، ودعا الشعب المصري إلى التكاتف والتعاون لتنفيذ برامج الإصلاح الإداري وتطوير منظومة التعليم، مؤكدا أن تنفيذ الإصلاح الإداري لن يؤثر على أرزاق الموظفين، ووجه التحية لجميع فئات الشعب المصري لتحمله مصاعب قرارات الإصلاح الاقتصادي معربا عن أمله في تحقيق تقدم وتحسن في أحوال مصر خلال العامين القادمين.