في اليوم العالمي لضحايا الاعتداءات .. سوريا وأفغانستان أخطر الأماكن على الأطفال

تقارير وحوارات



 تسرق الحروب والصراعات براءة الأطفال، وتكسر فرحتهم، وتمنعهم من اللحاق من ذويهم في البلدان الأخرى، حيث يتعرضون لوحشية عنيفة، وخاصة جراء أعمال العنف المتصاعدة في العراق وليبيا وفلسطين وسوريا واليمن، لذا أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1954م، اتخاذ يوم عالمي للأطفال ضحايا الاعتداءات، ووقع الاختيار على 4 يونيو، ليكون فرصة لإرساء قيم التآخي بين الأطفال على الصعيد العالمي.

 

اليوم العالمي لضحايا الاعتداءات

 

تركت الجمعية العامة للأمم المتحدة لكل دولة اختيار التاريخ الذي يناسبها للاحتفال باليوم العالمي لأطفال ضحايا الاعتداءات، فاختارت بعض الدول يوم العشرين من نوفمبر، واختارت دول أخرى الاحتفال به في أول يونيو.

 

وخصص اليوم العالمي للأطفال ضحايا الاعتداءات، لتوفير حقوق الأطفال، ومنها حقهم في الحماية من خلال توفير بيئة مناسبة لهم، لايتعرضون فيها للإساءة والعنف والاستغلال، وتضمن للطفل توفير حقوقه الأساسية والحصول على كل أوجه الرعاية من تعليمية وصحية واجتماعية وغيرها.

 

وجاء تخصيص هذا اليوم بعد أن تصاعد العنف ضد الأطفال وبات يشمل جميع الثقافات والطبقات والمستويات، ويؤكد هذا إحصاءات "اليونيسيف" التي تشير إلى وجود ما يقرب من 300 مليون طفل حول العالم يتعرضون للعنف والاستغلال والإساءة بما فيها أسوأ أشكال عمالة الأطفال، وصور العنف الأخرى ضدهم، ومنها الإيذاء البدني والنفسي والعاطفي والإيذاء الجنسي.

 

375 مليون طفل يعيشون في مناطق نزاع

 

وحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" فمن بين ستة أطفال في العالم، هناك طفل يعيش في منطقة نزاع مسلح، وهو ما يشير إلى أن أكثر من 375 مليون طفل حول العالم يعيشون في مناطق النزاع ما يزيد بنسبة 75% عن عام 1995.

 

ويعيش الأطفال في منطقة الشرق الأوسط في مناطق تشهد نزاعات حيث يعيش طفلان من بين خمسة أطفال في حدود 50 كيلومترا من مكان المعارك والهجمات الخطيرة. كما احتلت افريقيا حسب التقرير المركز الثاني من حيث خطورة الوضع على الأطفال.

 

 

سوريا وأفغانستان والصومال أخطر الأماكن على الأطفال

 

المنظمة أكدت أنّ الأطفال أصبحوا أكثر عرضة للنزاعات المسلحة أكثر من أي وقت آخر خلال العشرين عاما الأخيرة، مشيرةً إلى أن سوريا وأفغانستان والصومال هي أكثر المناطق خطرًا على الأطفال.

 

ويرجع السبب في ارتفاع عدد الأطفال الذين يعيشون في المناطق الخطيرة إلى تحول الحروب نحو المناطق الحضرية والمدن، واستدامة وتعقد النزاعات المسلحة، إضافة إلى وجود حصار إنساني متعمد من جانب الجماعات المسلحة على المدنيين مثلما هو الحال في سوريا واليمن.

 

40% من ضحايا الحرب في سوريا أطفال

 

بينما قال المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في الشرق الأوسط جيريت كابالاري، إن "الأطفال يمثلون 40% من ضحايا الحرب التي تدخل عامها الثامن في سوريا".

 

وأضاف كابالاري، أن "الضحايا الأوائل في هذا الصراع هم الأطفال، مع العلم أن الأسرة الدولية قررت في معاهدة أقرت منذ 30 سنة بضرورة تجنيبهم مساوئ الحرب، موضحًا أن "سبع سنوات من الحرب أدت إلى إصابة عشرات الآلاف من الأطفال بإعاقة دائمة، والكثير منهم فقدو أجزاء من أعضائهم أو أصيبوا بشلل".

 

ولفت إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل معرضون يوميًا لمخاطر الذخائر والألغام المتروكة حتى في المناطق التي عاد الهدوء إليها، ناهيك عن الضرر الجسدي الذي يلحق بأطفال سوريا فهناك الضرر النفسي الذي يترك أثرًا بالغًا في نفوسهم ويهدد مستقبلهم، وهذا الأمر يظهر جليًا من خلال التجوّل في المعرض وقراءة القصائد والقصص التي دونها هؤلاء الأطفال إذ يمكن قراءة ما بين السطور حول هذا الأثر السلبي".

 

900 طفل ضحايا الحرب في سوريا عام 2017

 

وبحسب "يونيسيف"، يوجد نحو 5.3 مليون طفل في سوريا بحاجة إلى المساعدة  2.8 مليون منهم نازحون داخلياً  و2.6 مليون لاجئون.

 

بينما أعلنت المتحدثة باسم اليونيسيف، ماريكسي ميركادو، مقتل 910 أطفال سوريين وتجنيد 961 آخرين على الأقل خلال العام 2017، قائلةً؛ إنّ "الأمم المتحدة وثّقت في 2017 مقتل 910 أطفال مقارنة بـ 652 طفلاً قتلوا في 2016".

 

وتابعت ميركادو "961 طفلًا على الأقل تمَّ تجنيدهم واستخدامهم في الحرب عام 2017"، مشيرة إلى أنَّ هذا العدد يُشكل نحو ثلاثة أضعاف العدد عام 2015، مشيرةً إلى أنَّ الإحصائية الحقيقية أعلى من ذلك بكثير، لكنَّ الأرقام تمثل ما تمَّ توثيقُه والتحققُ منه بدقة.

 

ضحايا اليمن

 

فيما اعتبرت ميريتشل ريلانيو، ممثلة منظمة اليونيسف في اليمن، إن عام 2017 كان عامًا مروعًا لأطفال اليمن، ليس فقط بسبب القتال ولكن أيضا لأننا شهدنا أسوأ تفش لمرض الكوليرا إذ يقدر عدد المصابين بأكثر من مليون شخص، ولأن معدلات سوء التغذية مازالت من بين الأعلى في العالم. لم يكن من الممكن أن يكون عام 2017 أسوأ مما كان عليه للأطفال اليمنيين".

 

وقالت إنه في المجال الصحي: "استطعنا ضمان مواصلة عمل الكثير من المراكز الطبية، وقمنا بتوصيل اللقاحات وتنفيذ حملة تحصين من شلل الأطفال استفاد منها أكثر من 5 ملايين طفل وقدمنا العلاج من سوء التغذية الحاد لمئتي ألف طفل".

 

التهديدات  مستمرة

 

ورغم تراجع استخدام بعض الأسلحة المعروفة بقتل وتشويه الأطفال، كالأسلحة الكيميائية والألغام الأرضية والقنابل العنقودية، لا تزال هناك تهديدات أخرى مثل اللجوء إلى العمليات الانتحارية واستخدام البراميل المتفجرة والأجهزة المتفجرة التي تتسبب في مقتل الجنود ، إضافة إلى مخاطر الإصابات والتعرض على القتل، كثيرا ما يفتقر الأطفال في مناطق النزاع إلى المرافق الصحية الأساسية والدارس ومراكز التعليم، كما يعانون من سوء التغذية.