أسطورة مرآة الإضاءة التي استخدمها المصريين لجلب "العريس" (صور)

أخبار مصر



الكثير من الأساطير سكنت المنشآت الدينية وخصيصًا المساجد، ومنها على سبيل المثال جامع البنات الذي اشتهر أن كل من تأخر بها سن الزواج تذهب لهذا المسجد ولسوف يبعث الله تعالى لها بـ "ابن الحلال".

وهناك مسجد آخر التصقت به هذه الأسطورة، وهو الجامع الأزرق في شارع باب الوزير بمنطقة الدرب الأحمر، والمسجد أنشأه الأمير المملوكي آق سنقر السلاري الناصري، عام 748 هـ، وجدده إبراهيم أغا مستحفظان في العصر العثماني، وأضاف لجدرانه تكسيات من القاشاني الأزرق، أضفت على أجواؤه لون أزرق جميل، جعل المسجد يشتهر بهذا الاسم.

وعلى جانبي منبر الجامع الأزرق توجد منطقتين بيضاوين أرضيتهما من الجص، وسط الحائط المكسو بالكامل بالقاشاني الأزرق. 

وقد اشتهرت هاتين اللوحتين البيضاوين بين الأهالي بأنهما مرآتي الزواج، وأن كل فتاة فاتها قطار الزواج عليها أن تذهب وتقف وتدعوا أمام إحدى هاتين المرآتين ولسوف يبعث الله لها بـ "ابن الحلال"، وانتشرت الأسطورة بشدة في العصر العثماني، بل واستمرت وتوغلت حتى بدايات خمسينيات القرن الماضي. 

ولكن العلم دائمًا لديه التفسير، ويملك الجواب الشافي، فيقول محمود شاهين مدير عام منطقة آثار باب الوزير إن هاتين المنتطقين البيضاوين بالفعل يطلق عليهما المرآتين، فكل منهما بالفعل تشبه المرآة، وهي ذات حاجة وظيفية، حيث تركها الفنان الذي قام بتكسية الحوائط بالقاشاني الأزرق حتى تكونان أداتين لتكثيف الضوء، فكل مرآة موجودة في جانب من جانبي المنبر، وتعكسان ضوء القناديل المعلقة بالسقف، فتعملان على زيادة شدة الإضاءة في فترة الليل.

وأوضح: "إذًا فالمرآة البيضاء على يمين أو يسار المنبر في الجامع الأزرق ليستا آداتين لتزويج الفتيات وإنمها هما آداتين لتكثيف الإضاءة بطريقة ابتكرها المعماري حتى يكسر حدة الضوء الأزرق سواء في ساعات النهار أو لما يسود الظلام المكان".

يذكر أن الجامع الأزرق بمنطقة باب الوزير يعد السابع من نوعه على مستوى العالم، واشتهر بهذا الاسم لوجود القاشاني الأزرق الذي يكسو حائط القبلة فيه، والذي أضافه إبراهيم أغا مستحفظان في تجديداته للجامع في العصر العثماني.