الجمعة.. البابا تواضروس يفتتح احتفالية كبرى بمناسبة إحياء ذكرى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر بالمتحف القبطي

أقباط وكنائس



يفتتح قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الجمعة المقبل، احتفالية كبرى بمناسبة إحياء ذكرى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر بالمتحف القبطى بمصر القديمة .


وصرح منير غبور، رئيس جمعية إحياء التراث الوطني المصري "نهرا"، بأن الجمعية انتهت من وضع اللمسات النهائية لهذه المناسبة التاريخية بالتعاون مع المتحف القبطي المصري لتخرج الاحتفالية بالشكل الذى يليق بهذا الحدث العالمى حيث تقام على مسرح  وسط أجمل الأثار والمباني المعمارية ببهو المتحف القبطي.


وأضاف أن جمعية نهرا تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية لوضع الاماكن التي زارتها العائلة المقدسة علي خريطة سياحة الحج الديني المسيحي مشيرًا إلى أن الاحتفال يحضره عدد من المسؤولين ورجال الدولة فى مقدمتهم الدكتور شريف إسماعيل رئيس الوزراء وبعض السفراء العرب والأجانب حيث تبدأ الفاعليات 9 مساء بعزف السلام الجمهوري المصرى ثم تليه كلمة للدكتور وسيم السيسى المؤرخ والمفكر الكبيروكلمة للدكتور خالد عنانى وزير الآثار وكلمة للدكتور رانيا المشاط وزير السياحة وكلمة للدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الاسكندرية .


من جانبها قالت الدكتورة منى زكي، أستاذة الفكر الاستراتيجى والتسويق ومقدمة الاحتفالية، إن ١ يونيو هو تاريخ بداية زيارة العائلة المقدسة لمصر وهى مناسبة تستحق أن تكون عيدا قومياً لأنها تعكس عظمة مصر التى احتضنت العائلة المقدسة ووفرت لها الامان حينما كانت مطاردة مؤكدة أن هذه الخطوة ستفتح أبواب الخير على مصر لانها ستستقبل ملايين الحجاج والسياح تترجم فى زيادة الدخل وتخلق الكثير من فرص العمل أمام المصريين.


وأضافت أنه سيتم تقديم فقرة غنائية عقب الكلمات لمؤسسة القوى الناعمة من غناء الفنانتين الشابتين داليا فريد وللى فريد تتضمن مجموعة ترانيم منها "تسبيحة مريم" لفرانز شوبرت و"جالك يا مصر زمان" و"ما أعظمك" و"أعطنى الناي وغني" و"ما أعجب النعمة لي" و"بمراحم الرب أغنى" و"سلامك فاق العقول" و"الصلاة" لديفيد فوستر و"نور يا يسوع" و"بارك بلادي".


وأوضحت أنه سيتم عرض  فقرة باليه خلال الحفل ترسم لوحة فنية لرحلة العائلة المقدسة لمصر ثم فيلم تسجيلى أنتجته جمعية نهرا  ثم يلقى منير غبور رئيس الجمعية كلمة حول الاحتفالية التى تختتم فاعلياتها بأغنية لفريق مؤسسة القوى الناعمة ثم مأدبة سحور للحضور. 


كانت العائلة المقدسة  -السيدة مريم العذراء والسيد المسيح وهو طفل والقديس يوسف النجار- قد بدأت زيارة تاريخية لمصر هربًا من الطغاة الذين حاولوا قتل السيد المسيح في طفولته. 


جاءت العائلة المقدسة من فلسطين بر طريق العريش ووصلت إلى بابليون أوما يعرف اليوم بمصر القديمة ثم تحركت نحو الصعيد وأختبأت هناك فترة ثم عادت للشمال مروراً بوادي النطرون وأجتازت الدلتا مرورا بسخا ثم واصلت  طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين من حيث أتت ويعرف خط سير هذه الرحلة برحلة العائلة المقدسة.


ويتكون برنامج رحلة العائلة المقدسة من 25 محطة تبدأ ببداية المسار من الفرما حتى وادى النطرون حيث تم تطوير النقاط الخمس الأولى للمسار بالتعاون بين وزارتى الآثار والتنمية المحلية وهى كنيسة «أبى سرجة» بمصر القديمة وشجرة «مريم» بالمطرية وديرا وادى النطرون و«المحروق» بأسيوط برفع كفاءة الأماكن التى تم تحديدها وتجهيزها للزيارة وإعداد المادة العلمية الخاصة باللوحات الإرشادية ومسار الزيارة بالتنسيق مع الجهات المعنية.


وحصلت مصر، على دعم غير مسبوق من بابا الفاتيكان باعتماد نقاط العائلة المقدسة ضمن الحج لمليارى مسيحى على مستوى العالم  ما يعد فتحاً جديداً للسياحة المصرية وإضافة تاريخية لمكانة مصر السياسية والحضارية والاقتصادية خاصة وان وزارة السياحة المصرية انتهت من اعتماد مسار العائلة المقدسة والأيقونة الخاصة بها من الفاتيكان لتبدأ أولى رحلات الحج الديني المسيحى لمصر فى الوقت الذى حققت فيه المملكة الأردنية نقطة واحدة وهى مكان تعميد السيد المسيح وحققت من خلالها طفرة سياحية بدخول نصف مليون زائر إليها.


ويبدأ برنامج الرحلة الذى وضعته وزارة السياحة من الفرما إلى تل بسطة حتى مسطرد ويستكمل المسار ليصل إلى سخا منها إلى وادى النطرون الذى يضم 4 أديرة مهمة وهى دير "الأنبا بيشوى" ودير السيدة العذراء "السريان"، ودير "البراموس" ودير "القديس أبو مقار"، ويضم دير الأنبا بيشوى ضريح البابا شنودة ومائدة الرهبان وحصن الخباز.


ويستكمل المسار طريقه ليصل إلى المطرية بالقاهرة حيث توجد هناك شجرة مريم وكنيسة السيدة العذراء بالزيتون وكنيسة أبو سرجة وهى أقدم كنيسة فى القاهرة ومكثت العائلة المقدسة فى موقعها فى رحلتى الذهاب والعودة حيث يوجد موقع التعميد بالكنيسة والبئر الذى شربت منه العائلة المقدسة.


وتتجه الرحلة إلى مجمع الأديان بالقاهرة الذى يشمل كنيسة المعلقة ومسجد عمرو بن العاص وهو أقدم مسجد بأفريقيا والمعبد اليهودى "بن عزرا" لتتجه بعد ذلك إلى كنيسة المعادى التى يوجد بها المذبح ثم إلى البهنسا وصولاً إلى كنيسة جبل الطير الأثرية والتى يوجد بها المغارة المقدسة.


ويتجه المسار بعد ذلك إلى جبل الطير بالمنيا ومنه إلى دير المحرق بأسيوط وبه أول كنيسة شيدت فى مصر تحقيقاً للنبوءة الواردة فى سفر أشعيا حيث أقامت بهذا الموقع العائلة المقدسة فترة وصلت إلى 6 أشهر و10 أيام وهى أطول مدة ظلت فيها العائلة المقدسة بموقع واحد أثناء تنقلها لتتجه بعد ذلك إلى دير جبل درنكة بأسيوط أيضًا حيث أقامت به العائلة المقدسة فى طريق العودة بعد أن تلقت رسالة بوفاة الملك هيرودس وإمكانية العودة وبها مغارة بالجبل تضم مجموعة من الأيقونات.


ويهدف برنامج العائلة المقدسة الذى أطلقته وزارة السياحة إلى عملية توثيق لرحلة أشهر سائح فى العالم وأقدم رحلة سياحية معروفة وموثقة تاريخياً ودينياً ويشمل البرنامج الجمع بين المناطق التاريخية ومناطق الاسترخاء وسهولة الوصول براً عن طريق القطار أو الأتوبيس أو عن طريق النهر بالمراكب النيلية وقابل للتسويق المشترك مع مقاصد مجاورة بدول الأردن ولبنان والأراضى المقدسة.