نفحة من الماضي.. ما لا تعرفه عن محمود علي البنا "سفير القرآن"؟

تقارير وحوارات



"الرۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ".. بهذه الآية لسورة هود تلى الشيخ محمود علي البنا أولى تسجيلاته بالإذاعة المصرية، ليبدأ 37 عامًا من رحلة الإذاعة المصرية، بعد 3 سنوات من ذياع صوته في أنحاء القاهرة، ليكون سفيرًا للقرآن الكريم في مصر والوطن العربي وأوروبا لمدة 40 عامًا لم ينقطع صوته العذب آثير الميكرفون سوى لقاء ربه.

 

1947 عام نقطة تغيير

يعد عام 1947 م نقطة تغيير للشيخ محمود علي البنا، الذي بدأت رحلته في القرآن الكريم بالقاهرة منذ عام 1945م، التي درس فيها  علوم المقامات على يد الشيخ الحجة في ذلك المجال درويش الحريري، حينما اختير قارئًا لجمعية الشبان المسلمين عام 1947م، وفي العام التالي خلال افتتاح إحدى الاحتفالات التي كان قارئًا لجميعها منذ توليه مقرأة الجمعية، كان علي ماهر باشا، رئيس وزراء مصر- آنذاك- حاضرًا، بالإضافة لحضور كبار علماء الأزهر، وبعض الأمراء ومدير الإذاعة المصرية- في ذلك الوقت-، نال اعجاب جميع الحاضرين حتى طلبوا منه الالتحاق بالإذاعة المصرية.

 

بداية الإذاعة المصرية

التحق الشيخ البنا بالإذاعة المصرية عام 1948، وكانت أول قراءة له على الهواء في ديسمبر 1948 من سورة هود، وصار خلال سنوات قليلة أحد أشهر أعلام القراء في مصر.

 

سفير القرآن

على مدار الـ 40 عامًا من حياته القرآنية استطاع أن يترك ثروة هائلة من التسجيلات للإذاعات المصرية والسعودية والإماراتية، ليصبح سفيرًا للقرآن الكريم، كما قرأ القرآن بالحرمين الشريفين والحرم القدسي والمسجد الأموي، وأغلبية الدول العربية، وسافر لعديد من الدول الأوروبية أيضًا.

 

قارئًا لـ 4 مساجد

اختير الشيخ محمود البنا قرائًا لـ 4 مساجد على مدار حياته، بدأت بمسجد عين الحياة في ختام الأربعينيات، ثم لمسجد الإمام الرفاعى في الخمسينيات، وانتقل للقراءة بالجامع الأحمدى في طنطا عام 1959، وظل به حتى عام 1980 حيث تولى القراءة بمسجد الإمام الحسين حتى وفاته في 20 يوليو 1985م.

 

ثروته الإذاعية

ترك البنا ثروة هائلة من التسجيلات للإذاعات فقد سجل المصحف المرتل بصوته عام 1967، والمصحف المجود في الإذاعة المصرية، والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات السعودية والإمارات.

 

نائبًا لنقيب القراء

يعد الشيخ محمود البنا من أشد المناضلين لإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، وتم اختياره عام 1984 م نائبًا لنقيب القراء بعد إنشاء النقابة.

 

بدايته مع القرآن حتى الممات

ولد الشيخ محمود علي البنا في قرية شبرا باص مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية شمال مصر يوم 17 ديسمبر 1926، وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية على يد الشيخ موسى المنطاش، وأتم حفظه وهو في الـ11 من عمره، ثم انتقل إلى مدينة طنطا لدراسة العلوم الشرعية بالجامع الأحمدى، وتلقى القراءات فيها على يد الإمام إبراهيم بن سلام المالكي، ليصبح من أشهر قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، حتى توفي عام 1985 ودفن في ضريحه الملحق بمسجده بقريته شبرا باص، وقد منح الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وسام العلوم والفنون عام 1990.