"رهينة لبناني" يضرب عن الطعام في إيران

عربي ودولي



ذكرت وسائل إعلام ناطقة بالفارسية أن السلطات الإيرانية نقلت السجين اللبناني نزار زكّا، الذي يحمل البطاقة الخضراء الأمريكية، إلى العنبر الثاني لمعتقل الحرس الثوري الإيراني بعد أن كان أضرب عن الطعام احتجاجا على ظروفه في سجن ايفين بطهران.

ووصف موقع "إيران برس نيوز" السجين نزار زكّا بالرهينة الأميركي لدى إيران، ونقل تصريحات المحامي الأمريكي للسجين اللبناني الذي أكد خبر نقل موكله إلى معتقل الحرس الثوري. حسب ما جاء بـ"العربية نت"

وعلى صعيد متصل، نقلت إذاعة صوت أمريكا الناطقة بالفارسية تصريحات للمحامي جيسن بابلت، أدلى بها لحملة حقوق الإنسان في إيران، يوم السبت، وأكد فيها "أن السلطات الإيرانية نقلت السيد دكا بتاريخ 20 مايو 2018 من العنبر رقم 7 في سجن إيفين إلى العنبر رقم 2-ألف في معتقل الحرس الثوري، ومنذ ذلك التاريخ انقطع الاتصال بين السجين وأسرته".

يذكر أن مهام الحرس الثوري الإيراني لا تنحصر في المجال العسكري، بل لديه معتقلاته وأجهزته الأمنية الخاصة، بالإضافة إلى مؤسساته الاقتصادية العملاقة التي تضم حوالي 5000 شركة سرية وعلنية منتشرة في إيران وفي الخارج، والتي تعوّل عليها إيران للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها.

كيف اعتقلت إيران ضيفها نزار زكا
وكانت وكالة أنباء "فارس" القريبة من الحرس الثوري الإيراني أكدت في نوفمبر 2015 اعتقال رجل الأعمال اللبناني نزار زكّا المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وأشارت إلى أن المعتقل من ناشطي تيار 14 آذار اللبناني المناهض لسياسات حزب الله المدعوم من إيران.

ونزار زكا خبير في تقنيات المعلومات ومن مدافعي حرية نقل المعلومات، وهو أمين عام المنظمة العربية للمعلومات والاتصالات "أجمع"، ورئيس قسم السياسة العامة في التحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والخدمات (WITSA) الذي يمثل 90% من الصناعة العالمية لتكنولوجيا المعلوماتية والاتصالات في العالم.

وكانت السلطات الإيرانية دعت زكا في عام 2015 لحضور مؤتمر حول تقنيات المعلومات في العاصمة الإيرانية طهران، ولكن في 18 سبتمبر من نفس العام اختفى وهو يقل سيارة أجرة في طريقه من الفندق إلى مطار طهران بعد الانتهاء من المشاركة في مؤتمر دعته إليه نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة شاهيندخت مولاوردي.

وبعد اختفاء المواطن الضيف اللبناني على الأراضي الإيرانية بفترة، اكتفى التلفزيون الإيراني بالقول إن زكّا مشتبه به بالتجسس. وقد أشاعت أوساط مجهولة في إيران أن توقيفه متصل بكونه كان ينسق مع شخصيات إيرانية معارضة، وحكمت محكمة الثورة عليه بالسجن 10 سنوات.

زكا يضرب عن الطعام
وقال جيسن بابلت، محامي زكا، الجمعة، إن موكله بدأ يوم الثلاثاء 15 مايو إضرابا عن الطعام حاتجاجا على ظروف اعتقاله، مضيفا أن مسؤولي سجن إيفين اقتحموا العنبر رقم 7 وقاموا بتصوير العنبر بأكلمه، ونقلوا زكا إلى العنبر 2-ألف التابع للحرس الثوري.

وكانت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية وصفت زكا نقلا عن بعض المصادر لم تسمها بـ"الكنز الدفين نظرا لعلاقاته الخاصة والوثيقة جدا بالأجهزة المخابراتية والعسكرية الأمريكية".

وبعد عملية الاختفاء ثم الإعلان عن اعتقال زكا في سبتمبر 2015، اتصلت أسرته بوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل دون حصولها على رد شاف بخصوص مصيره، حسب محاميه اللبناني ماجد دمشقية، الذي عبّر عن سخط العائلة إزاء عدم تجاوب وزارة الخارجية مع هذه القضية.

خلف كواليس اختفاء زكا في إيران
يمكن رصد خلف كواليس اعتقال نزار زكّا من خلال ما توفر من معلومات في وسائل الإعلام الإيرانية والتي هي طرف إلى جانب السلطات في هذه القضية، حيث كتبت صحيفة "وطن إمروز" الإيرانية المتشددة بعد اعتقال زكا تقول "إن اللبناني نزار زكّا هو أحد مؤسسي جمعية المديرين العالميين الإيرانيين"، وزعمت أن هذه الجمعية هي "مجموعة شاركت في مشروع أمني، أُطلق عليه اسم بول Pol، والذي اعتبره بعض المسؤولين في طهران بمثابة واجهة تستخدمها الولايات المتحدة الأميركية للتوغل في السياسة الإيرانية وشبكات قطاع الأعمال رفيعة المستوى".

وحينها ربطت بعض المواقع الإخبارية الناطقة بالفارسية بين اعتقال نزار زكّا واعتقال سيامك نمازي بمنزله في طهران، وهو أحد الأعضاء البارزين في اللوبي الإيراني في أمريكا، وكان يعمل مدير التخطيط الاستراتيجي بشركة "كرسنت" النفطية حين تم اعتقاله.

ونقل موقع "تقاطع" الإيراني المعارض عن مصدر وصفه بالموثوق أن عناصر من استخبارات الحرس الثوري "هاجمت منزل نمازي في طهران يوم 12 أكتوبر واقتادته إلى سجن إيفين".

وبحسب المصدر، فقد اخترقت استخبارات الحرس الثوري البريد الإلكتروني لسيامك نمازي الذي يحمل الجنسيتين الإيرانية والأمريكية، وحاولت اختراق بريد زملائه عن طريق إرسال ملفات ملوثة وروابط مشبوهة".

وفي ذلك التاريخ ربطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أيضا بين الاعتقالين، إلا أن دمشقية أبدى استغرابه عما يدور خلف الكواليس والذي قد يكون السبب في اختفاء "إنسان تقني لا علاقة له بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد"، رافضاً فكرة وجود أي رابط بين اختفاء زكا وما كشفته صحيفة "وول ستريت جورنال".