"انظروا إلى نهاية سيرتهم".. كيف احتفل أساقفة الكنيسة بشهداء دير الأنبا صموئيل؟

تقارير وحوارات



"أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم"، بهذة الكلمات بدأت الإحتفال بالذكرى الأولى لشهداء طريق دير الأنبا صموئيل المعترف، الذين استشهدوا إثر الحادث الأرهابي الذي وقع العام الماضي في مثل هذة الأيام.

 

فبدأت كلاً من مطرانيات ببا والفشن وسمسطا ببنى سويف، و بنى مزار، والبهنسا، والمنيا، وأبوقرقاص، والعدوة، ومغاغة، بالمنيا بإقامة القداسات على مدار الثلاث أيام الجمعة والسبت والأحد.

 

صاروا في مكانه جليلة وانضموا إلى سحابة الشهود وهم يشجعوننا هنا في مجال الجهاد، بهذة الكلمات بدأ قداس صباح يوم الجمعة، لإحياء الذكرى الأولى للشهداء، وترأسة الأنبا مكاريوس، الأسقف العام بإيبارشية المنيا وأبو قرقاص، بمشاركة لفيف من كهنة الكنيسة.

 

الأنبا مكاريوس للإرهابين ربنا يفتح عيونكم

واستطرد الأنبا مكاريوس، أنه يجب أن نتعاون ونتشارك كأعضاء في المجتمع لمكافحة كل أشكال العنف، مضيفًا كلنا مع الحكومة والمسؤولين من أجل نبذ العنف بكل الطرق الممكنة من خلال التعليم والإعلام وغيرها ونحن نتابع مجهودات المسؤولين في كل الاتجاهات.

 

فيما وجه الأسقف العام بالمنيا، عدة رسائل، الرسالة الأولى للشهداء، قد جاهدوا وسبقونا وهم الآن بيصلوا من أجلنا حتى نكمل  في الملكوت.

 

والرسالة الثانية وجهها إلى أسرهم: نشكركم لأنكم وضعتم فيهم هذا الإيمان وهذه الشجاعة، لأنهم لما خيروهم بين القتل وإنكار الايمان قرروا أن يقتلوا من أجل الإيمان، وهذا من نتاج التربية ومخزون الإيمان.

 

أما الرسالة الثالثة كانت من نصيب القتلة: "ربنا يفتح أعينكم على الحق وترجعوا عن ضلالتكم، ولا نحمل كره او ضغينة لأحد بالعكس لما كانوا يطلبوا حاجة من الشهيد قبل مايموت كانوا يقولوه نفسك في حاجة يقول نفسي أصلى يصلى للي حاكمه وبيجلده".

 

وختم رسائلة، أننا يجب أن نستعد لنشهد للمسيح، مضيفًا أن للشهادة ثلاثة مستويات: شهادة بالكلمة، شهادة بالسلوك، شهادة بالدم.

 

موكب عظيم والسماء تحتفل بالشهداء بسقوط الأمطار

وفي "موكب عظيم"، ظهر يوم الجمعة، تجمع الآلاف من أقباط قرية دير الجرنوس، بمشاركة الأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوة، والأنبا مكاريوس، الأسقف العام بإيبارشية المنيا وأبو قرقاص، والأنبا أغابيوس، أسقف دير مواس، مع لفيف من كهنة القرية، في نقل جثامين الشهداء من مدفنهم الخاص إلى المزار المعد لهم بالكنيسة، في موكب عظيم يزفه الشمامسة بالترانيم والألحان المفرحة.

 

"هطول الأمطار"، هكذا أحتفلت السماء بشهداء القرية أثناء سير الموكب من المقابر إلى المزار الخاص بهم بكنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بالقرية ذاتها.

 

"فرحة..حزن"، مشاعر ممزوجة لكل من شارك في هذة الإحتفالية، أثناء دخول الموكب الكنيسة، لبدء صلاة العشية، ثم تطيب رفات أجسادهم لوضعم بالمزار المعد لهم بالكنيسة ذاتها.

 

الأنبا أغاثون الشهداء غلبوا الإرهاب

مثالين عن الإيمان، هكذا بدأ الأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوة، كلماته بالذكرى، قائلاً،" المرأة نازفة الدم التي بإيمانها برئت، وأبنة يايروس التي  أقامها المسيح".

 

وتابع الأنبا أغاثون، أن هؤلاء الشهداء بإيمانهم غلبوا الإرهاب والموت وكتبوا أسمائهم بأحرف من نور في التاريخ، مضيفًا أن الذي أن الله أعطى لهذه القرية قامة وقيمة بأبنائها الـ7 الذين استشهدوا.

 

البابا تواضروس أسماؤهم ستحيا للأبد

"أسماؤهم تحيا إلى الأبد"، بهذه الكلمات قال البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،  أن أولادنا كانوا صائمين لكي يأخذوا بركة التناول من الأسرار المقدسة في الدير وكانوا في كامل استعدادهم وفي كامل أيمانهم لنوال هذه البركة."

 

وتابع البابا، نفتخر بأولادنا و بأسر الشهداء الذين ارتبطوا بها وعاشوا فيها وتعلموا الإيمان والثبات في السيد المسيح.

 

يذكر أن الحادث وقع، في العام الماضي، بعد استهداف جماعة مسلحة لأتوبيس رحلات متجهًا للدير، وسيارة ربع نقل تقل عمال كانوا في طريقهم للدير، ويقع دير الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون بمحافظة المنيا، ونتج عن الحادث استشهاد 28 شخصًا.