علوم في القرآن الكريم

إسلاميات



سلط الإعلامي والباحث في فقه الحركات الإسلامية محمد أحمد عابدين، في حلقته السابقة المعروضة علي موقع قناة الغد، الضوء علي العلوم في القرآن الكريم، وذلك علي النحو التالي.

علم أسباب النزول، علم القراءات، علم التفسير، علم متشابه القرآن، علم غريب القرآن، علم المكي والمدني»

منذ أُنزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد وفا ة النبي وفي أيام عصر الصحابة ومن بعدهم ما زال علماء الأمة ينهلون من القرآن الكريم ويضعون علومًا تم استلهامها من آيات الكتاب العزيز، وقد ذكرنا بعضها، ولكن يقال إن هناك 357 عِلمًا في القرآن، وهنا نقدم نبذة مختصرة عن 5 فقط من العلوم التي تعاملت مع النص الكريم واعتمدت عليه وتأملت في كل تفاصيلها

علم القراءات:

لأن لقراءة بعض الكلمات القرآنية وبعض الحروف في اللغة العربية اكثر من قراءة، فقد تعددت قراءات الحروف والكلمات والتراكيب وهذا العلم يهتم بإبراز قراءات عدد من أئمة القراءة، وكلها قراءات صحيحة لأنها تعتمد على السند من جيل إلى جيل حتى تصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنكتشف أنه قرأ القراءة المتعددة للحرف الواحد والكلمة والآية، وبهذا نستطيع أن نفهم معنى أن القراءة جاءت على سبعة أحرف، ودائما نسمع قراءة قالون عن نافع، أو حفص عن عاصم، أو ورش.

علم أسباب النزول:

هو علم يتعلق بتحديد أسباب نزول بعض الآيات في القرآن الكريم، وتحديد الحوادث التي وقعت والأماكن والأشخاص والمناسبات، ويجب أن نعلم أن هناك بعض الآيات التي لها أسباب في نزولها وليس كل آيات القرآن، وحسب بعض المصادر فهناك 807 آيات لها أسباب نزول، والبعض يزيد على هذا، مثال نزلت « وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»، آل عمران: 103، بسبب شجار صحابي من الأوس مع آخر من الخزرج وكادت أن تحدث بين القبيلتين معركه دامية، وذلك بعد أن آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين القبيلتين ودخلتا الإسلام، ولكن تدخل الشيطان لإحداث الفرقة فأنزل الله هذه الآية على سوله ليأمر بالتماسك والترابط والابتعاد عن الفرقة.

علم التفسير:

هو علم يُفهَم به كتاب الله من حيث معانيه ويتم استخراج الأحكام ومعرفة الحكم عن طريق هذا العلم، ولذلك فهو يتصل اتصالا وثيقًا بعلوم اللغة العربية كالنحو والصرف والبلاغة وغيرها، وبهذا يمكن أن يتصل أيضًا بعلم أسباب النزول، لفهم مقاصد الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز.

علم المكي والمدني:

وهو علم يعرف به ما نزل من القرآن منسوبًا إلى مكة وما نزل منسوبًا إلى المدينة، وكانت سور وآيات قد نزلت بمكة أو ضواحيها وأخرى نزلت بالمدينة أو بعض ضواحيها، فيحدد العلماء مانزل بمكة أو قريبا بالمكي، وما نزل بالمدينة أو قريبا منها بالمدني وهذا هو التقسيم المكاني، ولكن هناك علماء أجروا تقسيما آخر، فقالوا إن هناك قرآنًا مكيًا يخص مرحلة ماقبل الهجرة، وقرآنًا مدنيًا يخص مرحلة ما بعد فتح مكة، ونحن نعلم أن فتح مكة كان في العام الثامن من الهجرة والرسول صلى الله عليه وسلم انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد ذلك بثلاثة أعوام، ومع ذلك احتسبت المرحلة ما بعد الهجرة وفتح مكة مرحلة تابعة أيضًا للمدينة، والعلماء قالوا إن سور القرآن الـ114 بينها 86 مكية و28 سورة مدنية.

نكتفي بهذا القدر، وللعلم فإن هناك علومًا أخرى كثيرة، منها علم المتشابه وعلم الغريب وحتى الإعجاز العددي والاعجاز البياني والإعجاز في العلوم الطبيعية إلى آخر كل هذه العلوم حتى هناك ما يسمى بعلم عدد الآيات وهناك أيضا التأويل وعلومه.