خبراء يُجيبون.. ماذا سيحدث إذا اندلعت حرب إسرائيلية إيرانية؟

تقارير وحوارات



بالرغم من تطورات المشهد السياسي والعسكري، عقب تبادل الضربات الصاروخية الأخيرة بين إيران وإسرائيل داخل سوريا كان يلوح بأن الظروف باتت مهيأة لإثارة الحرب ضد إيران، لاسيما في ظل تبادل التهديدات بين الطرافين، إلا ان بعض المراقبين يستبعدون نشوب هذه الحرب؛ لأن المجتمع الدولي لا يسمح بحرب عالمية، لعواقبه الجثيمة.

 

وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مطلع مايو الجاري، عن أن طهران تحتفظ سرًا ببرنامج للأسلحة النووية، عرف باسم "مشروع عماد"، وقال إنها واصلت متابعة المعلومات الجديدة بشأن الأسلحة النووية بعد إغلاق المشروع في 2003.

 

وردت إيران على المزاعم الإسرائيلية على لسان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي قال في تغريدة، إن الأدلة "إعادة صياغة لمزاعم قديمة" تعاملت معها بالفعل وكالة الطاقة النووية التابعة للأمم المتحدة.

 

واتهم "ظريف" نتنياهو بالقيام بخدعة "طفولية" للتأثير على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن البقاء في الاتفاق النووي الإيراني.

 

أزمات إيران تمنعها من دخول حرب

في هذا الصدد أكد محمد علاء الدين، المتخصص في الشأن الإيراني، أن خيار حرب "إسرائيلية- إيرانية" مستبعدًا، نظرًا لأن المجتمع الدولي لا يسمح بحرب عالمية، موضحًا أن الضربات التي توجه إلى القواعد الإيرانية في سوريا تأتي في إطار تحجيم إيران في المنطقة التي تعاظم دورها في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

 

وأضاف "علاء الدين"، في تصريح لـ"الفجر"، أن المرحلة الحالية مرحلة تقليم أظافر بدأت بالانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وفرض عقوبات اقتصادية وتجميد حسابات بنكية لوكلاء إيران وأذرعها الاقتصادية وعلى رأسها حزب الله، متوقعًا أنه خلال الأيام المقبلة يكثف التحالف العربي من ضرباته إلى المليشيات الحوثية الإيرانية في اليمن، كما ستشهد العراق أيضًا تحركات مكثفة لأنصار الصدر من أجل تحجيم النفوذ الإيراني بالعراق.

 

وأشار المتخصص في الشأن الإيراني، إلى أن المعروف عن إيران أنها صاحبة سياسة دبلوماسية ذات نفس طويل لذلك ستخوض جولات جديدة مع الخلفاء الأوروبيين من أجل صياغة جديدة للاتفاق النووي، لاسيما أنها تشهد أزمة سياسية واقتصادية داخلية خانقة ستمنعها من الدخول قي حرب مباشرة مع الكيان الصهيوني، فهي الآن في مرحلة الحفاظ على ما اكتسبته خلال الفترة الماضية وخاصة في سوريا.

 

ورغم أن كل ما يقال في هذا الشأن يندرج في إطار التوقعات، إلا أن بلا شك عواقب اندلاع حرب"إسرائيلية- إيرانية" تعد كارثية على المنطقة، فالدول العربية والأوروبية الغربية ما زالت تتحمل فاتورة الحرب السورية، وخاصة اللاجئين السوريين وغيرهم من العراق واليمن.

 

"إسرائيل" لا تريد.. و"إيران" لا تتحمل

ويقول الدكتور محمد السعيد إدريس، الخبير بمركز الاهرام ورئيس تحرير مختارات إيرانية، إن الحرب الشاملة بين "إسرائيل-إيران"، الأخيرة لا تريدها والأولى لا تتحملها، ولذلك ستظل الضربات المتبادلة على الأراضي السورية، وأن أقصى تصعيد هو طورت حرب بين حزب الله وإسرائيل.

 

ويضيف" إدريس"، في تصريح لـ"الفجر"، أن إيران في الوقت الراهن مشغولة في الملف النووي، وقرائة السلوك الإيراني يشير إلى التهدئة وأهم مؤشراته أنها تراجعت عن خيار الانسحاب من الاتفاق النووي، وقبلت بالخيار الثاني بالانضمام للدول الأوربية الثلاث بالإضافة إلى روسيا والصين الذين تمسكوا بالاتفاق، بشرط أن هذه الدول تتعهد بتأمين المصالح الإيرانية، وحاليا المفاوضات بين هذه الدول متواصلة وبها نجاحات كثيرة، مشيرًا إلى أن هناك أمر أخر وهو أزمات بين طهران وروسيا، والأخيرة تؤكد موقفها في سوريا أنها مع النظام السوري، ولكنها ليست مع صراع "إسرائيلي- إيراني" فهي حليفة لطرافين، لاسيما العلاقات الروسية الإسرائلية خاصة عقب زيارة "نتنياهو" الأخيرة التي حققت نجاحات ضخمة، معتقدًا أن هناك توافق وقبول روسي في عدم تمكين إيران من أن يكون لها وجود قوي في سوريا يهدد أمن إسرائيل.

 

أما عن دور أمريكا وتدخلها لحل الأزمة، أكد أن في حالة تورط إسرائيل مع إيران ونشوب حرب ستدعم الأولى، لذا طهران حريصة على تجنب مثل هذه الحرب، لاسيما أن أمريكا لها قواعد عسكرية في العديد من الدول التي من الممكن تدمر طهران، وأيضًا ستطول العرب خاصة التي بها هذه القواعد، في إشارة منه إلى قاعدة العديد بقطر.