بعد تصريحات "الخارجية الأمريكية".. ما وراء سعي واشنطن لإنشاء تحالف دولي ضد إيران؟

تقارير وحوارات



بعد انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى صياغة ما تسميه تحالفًا دوليًا كخطوة جديدة لوقف تدفق الأموال التي تحصل عليها طهران نتيجة الاتفاق النووي لإجبارها على التفاوض على اتفاق دولي أوسع يوقف برنامجها بشكل نهائي ويضع قيودًا على صواريخها الباليستية ويغيّر سلوكها الإقليمي.

 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، الذي وقعه سلفه باراك أوباما عام 2015 مع إيران والقوى الكبرى بريطانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا.

 

تحالف دولي أمريكي لمواجهة برنامج إيران النووي

أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سعيها إلى صياغة ما تسميه تحالفًا دوليًا لمواجهة برنامج إيران النووي وأدوارها الإقليمية، لوقف تدفق الأموال التي تحصل عليها طهران نتيجة الاتفاق النووي لإجبارها على التفاوض على اتفاق دولي أوسع يوقف برنامجها النووي بشكل نهائي ويضع قيوداً على صواريخها الباليستية ويغيّر سلوكها الإقليمي.

 

وفي هذا الصدد، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، إن واشنطن تكثّف جهودها "لإنشاء تحالف جديد لمواجهة مجمل النشاط الإيراني الخبيث"، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية مايك بومبيو يتشاور مع الحلفاء في أوروبا والمنطقة "للتعامل مع تهديد انتشار الأسلحة النووية الإيرانية، فضلًا عن دعمها للإرهاب والتشدد والأسلحة غير المتماثلة مثل الصواريخ الباليستية".

 

ولفت المسؤول الأميركي إلى أن هذا التحالف "سيجلب كل الضغوط اللازمة على إيران لتغيير سلوكها".

 

"ترامب" يضغط على إيران لإلغاء البرنامج النووي

فيما كشف الدكتور محمد سلطان، الأكاديمي المتخصص في الشأن الإيراني، عن سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لقيادة تحالف دولي جديد، لمواجهة برنامج الاتفاق النووي، والضغط على الدول الموقعة عليه، للانسحاب منه بتعويضها عن مصالحها الاقتصادية والتجارية مع طهران، كوسيلة لكسب تلك الدول للانضمام للتحالف الدولي، بحسب ما ذكرته وكالة "سبوتنيك".

 

وأضاف سلطان، أن إيران وأمريكا يسعيان لاستمالة الدول الأوروبية الكبرى، للتحالف مع كليهما، مشيرًا إلى أن أمريكا تعمل على كسب الدول الموقعة على البرنامج النووي الإيراني للانضمام لجبهتها، والضغط على إيران، في حين تسعى الأخيرة، مواصلة التزامها ببنود الاتفاق النووي

 

وعن إمكانية ضم دول خليجية للتحالف الأمريكي، توقع الأكاديمي المتخصص، أن يشمل التحالف، انضمام دول عربية وخليجية، كمحاولة لإجبار طهران، إلغاء الاتفاق النووي، بفرض عقوبات دولية عليها

 

مصالح أمريكا تحكم

"أمريكا تدعى أنها تسعى إلى استقرار المنطقة العربية والحد من أطماع إيران في الشرق الأوسط ولكن الحقيقة أن جميع القوى المتناحرة هدفها الاستيلاء على خيرات المنطقة العربية"، حسبما أشارت سها البغدادي الباحثة في الشأن العربي، قائلةً؛ أمريكا تبحث حول الوضع داخل إيران وسياستها التوسعة في المنطقة العربية من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن، فعن أي استقرار تبحث أمريكا وهي من مولت داعش وعندما اختلفت مع شريكاتها إيران انقلبت عليها، ولكن المتوقع إذا حدث تعديل لاتفاقية النووى بحيث يتم التغيير بشكل مرضي لأمريكا ستعود العلاقة بين أمريكا وطهران.

 

وأكد "البغدادي"، في تصريحها الخاص لـ"الفجر"، أن أمريكا تستخدم دول الخليج التي تعاني من المد الشيعي كأدوات ضغط على إيران بدعوى أنها تسعى إلى إيجاد حالة من توازن القوى بالمنطقة العربية وخاصة السعودية وإيران لمواجهة المد الإيراني الشيعي بدعم من الجانب الأمريكي، مشيرةً إلى أن الأخيرة تفكر في مدى تأثير فرض نظام العقوبات ضد إيران على التغيير الإيجابي لسياستها التوسعية في المنطق وخاصة دعم إيران للحوثيين في اليمن وتزويدهم بالصواريخ ذات المدى الطويل بهدف تهديد دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات.

 

ولفتت الباحثة في الشأن العربي، إلى أن المداخلات في الندوة الأخيرة بواشنطن، أجمعت على ضرورة دعم أمريكا لأمن واستقرار المنطقة والحد من الأطماع الإيرانية في المنطقة العربية والشرق الأوسط بشكلٍ عام، مشددةً على أن العرب جميعًا على خطأ لأن عدم إدراكهم لخطورة ما يفعله العدو الأمريكي في المنطقة سوف يودى بنا جميعًا فلماذا لم يكون العرب هم القوى الحقيقية التي تحقق التوزان داخل المنطقة العربية بدون اللجوء لعدو ضد عدو آخر - بحسب قولها-.

 

وأشارت "البغدادي"، إلى أن المخطط ضد العرب خلق حالة من الصراع على أرض العرب ونحن من ندفع الثمن فحربنا الحقيقية لابد أن نوجهها للعدو الحقيقى الأمريكي الإيراني ولا نستعين بطرف ضد الآخر وننسى أنهم أعداء وعلى العرب أن يوصلوا إلى اتفاقية لحل نزاعات المنطقة العربية لإخراج الحرب من داخل المنطقة العربية للقضاء على الحلم الصهيوإيراني.

 

رفع سقف التفاوض مع إيران

أما الدكتور إبراهيم الشهابي رئيس مركز الجيل للدراسات السياسية والاستيراتيجية، يفند تصريحات الخارجية الأمريكية حول سعيها لتشكيل تحالف دولي جديد، بأنها تعبير عن رفع أمريكا لسقف التفاوض مع إيران، مؤكدًا أنها تستهدف استغلال الخليج كأوراق ضغط على إيران وكرافعه لموقف واشنطن في مرحلة تفاوضها الخشن ضد إيران.

 

وأوضح "الشهابي"، في تصريحه الخاص لـ"الفجر"، أن واشنطن تستهدف التفاوض مع إيران على المصالح الأمريكية في سوريا والعراق كوردستان العراق، أكثر حتى من التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني، خاصة مع رفض الدول الأوروبية للموقف الأمريكي بشأن الانفاق النووي الإيراني.