أفيجدور ليبرمان بنظر قادة الجيش الإسرائيلي: كسول ويفتقر للخبرة العسكرية

عربي ودولي




مر عامان على تولي رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيجدور ليبرمان، منصب وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن شارك مع كتلته البرلمانية في تشكيل الائتلاف الحكومي وعلى رأسه الليكود بزعامة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.

وعلى الرغم من التصريحات الرسمية المثيرة للجدل وغير المتوازنة، التي صدرت عنه قبل توليه المنصب، ومع الأخذ بعين الاعتبار خبرته العسكرية المحدودة، إلا أنه على يقين من أنه "لن يخرج أي طرف فائزاً من الحرب"، خصوصًا عندما تتحرك بدوافع سياسية.

طرأ ليبرمان على المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بعد أن شغل في مناسبتين منصب وزير الخارجية الإسرائيلي، تراجعت خلالها علاقات دولة الاحتلال مع كثير من دول العالم نظرًا لأدائه، ومنذ تعينه وزيرًا للأمن يبحث ليبرمان عن إنجاز يضعه في صدارة المشهد الإعلامي ويترجم في انتخابات مقبلة إلى أصوات تخرجه من منطقة ظل "الرجل القوي – المحافظ على أمن إسرائيل"، نتنياهو.

وينظر قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إلى وزيرهم المسؤول، ليبرمان، باعتباره رجل سياسي ربما يكون ملما بالمسائل الأمنية، إلا أنه شخص يعتمد على تصريحات في الأساس، حيث صدر عنه في السابق تصريحات رسمية، منها عندما هدد بتفجير سد أسوان المصرية، وعندم قال للرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، "اذهب إلى الجحيم"، وحين هدد باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، في غضون 48 ساعة، إذا لم يتم إرجاع جثامين جنود الاحتلال المحتجزة في قطاع غزة.

ويصف قادة المؤسسة الأمنية في إسرائيل، ليبرمان، بـ"الكسول"، ويؤكدون، بحسب تقرير نشرته صحيفة "هآرتس"، اليوم، الجمعة، أن النقاشات معه "سطحية وبسيطة" نظرًا لخبرته العسكرية المتواضعة، وأشاروا كذلك إلى أنه كثير الخروج من الاجتماعات الأمنية الحساسة لأنه يظهر عدم كفاءة خلال النقاشات، فيما نقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي بارز (لم تحدد هويته)، أن حضوره غير مؤثر في اجتماعات المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، "بالاجتماعات يمكن اعتباره شخص شفاف، غير مؤثر، قليل المشاركة بصورة غير عادية".

ولفت المسؤول السياسي إلى أنه "عندما ينوي ليبرمان المشاركة والبروز في اجتماعات المجلس الوزاري المصغر، فإن القادة العسكريين يشعرون بالحرج عندما يجدون أنفسهم مضطرين إلى شرح وتفسير نوايا ليبرمان وأقواله حين يقوم باستعراض مواضيع ذات طابع عسكري".

وتلخصت مشاركات ليبرمان في اجتماعات "الوزاري المصغر" خلال عامه الأول في المؤسسة الأمنية، تصريحات اعتاد أن يدلي بها في نهاية كل جلسة، أنه "يرى أن الحرب ستقع في غضون السنة المقبلة"، وذلك خلافا للمعلومات الاستخباراتية التي قدمت له.

وأكدت الصحيفة أن ليبرمان يسعى لتحقيق إنجاز خلال توليه منصب وزير الأمن، بهدف ترجمته إلى أصوات في انتخابات مقبلة، لتقديره أنه لن يحظى بفرصة أخرى يتولى من خلاله وزارة الأمن الإسرائيلية، وفي ظل تواصل تراجعه في استطلاعات الرأي التي تجريها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأنه يتخذ من سابقه، عمير بيرتس، نموذجًا ناجحًا، حيث نجح الأخير في تطوير واعتماد منظومة القبة الحديدة للدفاعات الجوية، وذلك "رغم أدائه الهزيل في حرب لبنان الثانية".

ويسعى ليبرمان إلى تطوير سلاح صواريخ في جيش الاحتلال، رغم تأكيد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت، في عديد المناسبات، أن إسرائيل ليست بحاجة لسلاح مماثل نظرًا للميزانية الهائلة التي قد ترصد لمثل هذا المشروع في ظل امتلاك سلاح الجو والبحرية والمشاة في الجيش الإسرائيلي "قوة صاروخية تعد من الأكبر عالميًا"، على حد تعبيره.

واستعرضت الصحيفة في تقريرها العديد من الحالات التي أحرج فيها ليبرمان القادة العسكرين في تصريحات كاذبة، امتنع الجيش عن تأكيدها أو نفيها منعًا للفضيحة، منها عندما ادعى إطلاق حزب الله النيران على نقاط عسكرية للاحتلال في الجولان المحتل، تبين لاحقًا أنها نيران طائشة. 

في حالة أخرى ادعى ليبرمان ان الشهيد الصحافي ياسر مرتجى تحكم بطائرة مسيرة أسقطت زجاجات حارقة بالقرب من البلدات الإسرائيلية بالمنطقة المحيطة في قطاع غزة المحاصر، رغم تأكيدات الجيش الرسمية أنه لم يتم استخدام طائرات مماثلة في ذلك اليوم.