اليوم الأوّل من شَهر رَمَضَان المُعَظّم 1439هـ

أبراج



*مُقدّمة لابُدّ منها.....

- الفراسة عند العرب من العلوم الطبيعية التى تُعرف به أخلاق الناس الباطنة من النظر إلى أحوالهم الظاهرة كالألوان والأشكال والأعضاء ، والمُراد هنا الإستدلال على قوى الإنسان وأخلاقه من النظر إلى ظواهر جسمه.

- علم الفراسة قديم فيُقال أن هوميروس الشاعر اليونانى كتب شيئاً عنفراسة الكف كما أشار أبوقراط أبو الطب إليه، ويُعتقد أن قدماء المصريين كانو على دراية بهذا العلم بسبب بردية مكتوبة من عصر الأسرة الثانية عشرة ، لكنها لم تُعتبر علماً إلا بعد كتابات أرسطو الفيلسوف اليونانى عنها ، فقد دوّن معلوماته عن الفراسة فى ستة فصول ذكر فيها أن للإنسان علامات تدل على قوته وضعفه ، ذكاؤه أو غباؤه ، مهارته أو بلادته ، واستدل بذلك على الملامح وأشكال الشعر والقامة والصوت ومُقابلة أوجه الناس بملامح أحد الحيوانات .

- قدماء العرب قسمو معارفهم فى الفراسة إلى اقسام ، القيافة والريافة والعيافة.

- القيافة معرفة البشر من ملاحظة بشرات الناس وجلودهم خصوصاً القدام ويُستدل عندهم بها على الأنساب وشرفها.

- الريافة معرفة مدى عمق الماء فى باطن الرض بشم رائحة ترابها ورؤية نباتها وحيوانها.

- العيافة تتبع آثار الاقدام والأخفاف والحوافر فى الطرقات التى تتشكل بشكل القدم التى تقع عليها.

وهناك علم الإختلاج وهو الإستدلال على ماقد يقع للإنسان صحياً بانظر غلى حركات أجزاء جسده من الرأس للقدم.

**قام علماء المسلمين بنقل كتب افراسة فلخّص الرّازى كتاب أرسطو وزاد فيه ، واشار غبن سينا لهذا العلم فى كثير من كتبه.

*من أشهر كتب الفراسة العربية منظومة خطيّة فى علم الفراسة  لمحمد غرس الدّين ،البهجة الأنسية فى الفراسة الإنسانيّة لزين العابدين المرصفى بدار الكتب بالقاهرة.

**لما إنتشر علم الفراسة فى القرون الوسطى لك يكتف المُدّعين بالإستدلال من الملامح على الأخلاق ونمط الشخصية ونقاط القوى أو الضعف  لكنهم توسّعو فاخذو يتنبأون بالغيب مُستدلين بذلك من خطوط الجبين والكف وتأثير ذلك على مُستقبل الإنسان من سعد أو نحس فخلطو بين الفراسة والتنجيم والسحر فأصبحت الفراسة من العلوم الخرافية وزادت من أوهام الناس ، والمرء إن لم يزجره الدّين أو العلم فإنه صائرٌ إلى الأوهام من تلقاء نفسه ، وعظم البلاء فى أوروبا بسبب غرق الناس فى تلك الأوهام حتى أصدر جورج الثانى ملك إنجلترا امراً بجلد كل من يدّعى هذا العلم أو يتعاطاه فانخفضت ثقة الناس بالفراسة وكاد العلم أن يتلاشى.

- مع ظهور حركة النهضة الأوروبية ألف الإيطالى ببتسابورتا رسالة فى علم الفراسة فى أوخر القرن السادس عشر وضّح فيها الفرق بين الخرافة والعلم ، والألمانى جون كاسبر لافاتير بالعالم 1778 ألف كتاباً قائماً على البحث العلمى وتم نقله لكل لغات أوروبا ، وأخيراً كتاب لصموئيل ويلس نشر بنيويورك 1866.

***فى هذا الكتاب..

*الفصل الأوّل: هل الفراسة علم صحيح ؟ هل تصدق باستمرار؟ هل يحتاج أن يكون المُتفرّس ذو مواصفات خاصة؟

*الفصل الثانى: تعليل الفراسة وقوانين التشابه والتناسب ، فراسة الأمزجة ، زوايا الوجه.

*الفصل الثالث: فراسة الأعضاء ، كل أعضاء الجسم ، فراسة الأيدى ، علم الكف ، فراسة الأقدام خصوصاً للنساء ، فراسة الحركة والملابس (لغة الجسد).

*الفصل الرابع: فراسة المهن والصناعات المختلفة ، مقابلة بين فراسة الإنسان وأوجه الشبه مع الحيوان.

**المصدر: كتاب علم الفراسة الحديث لجرجى زيدان-1954