د. حماد عبدالله يكتب: "زيارة "وجيه اباظة" لروما "!!

مقالات الرأي



كان لزيارة "وجيه أباظه" "رحمه الله" لنا بصحبه إبن أخيه الوزير المفوض بالسفارة المصرية فى "روما" المرحوم (فؤاد أباظه ) دور بالغ الأهمية ومؤثر جداً على مسيرتى العملية فى "مصر" فيما بعد .
وجائت هذه الزيارة عقب خروج "وجيه أباظه" من السجن , حيث تم حبسه ضمن القبض على رجال الرئيس "جمال عبد الناصر" فى 15 مايو 1971  , بتهمه محاوله الإنقلاب على الحكم ,وكانت تهمه عم "وجيه أباظة" بأنه (علم ولم يبلغ ) بالمؤمراة التى كانت تحاك ضد الرئيس السادات (رحمه الله ) قصة طويلة ليس مجالها هذا العمود.
جاء عم "وجيه اباظة " للنقاهة وبعد سجن خمس سنوات , وكان لقائه معنا فى  المطعم لقاء عاطفى للغايه ,حيث أعجب الرجل بنا كشباب مصرى ,مكافح ,يعمل ,ويدرس , وأقمنا عائلاتنا فى الغربة ,وكل شىء زى الفل .
ولعب الحظ لعبته مع الجميع  بما فيهم عم "وجيه أباظه" حيث كان فى هذه الزيارة ,ضيفنا الدائم المرحوم الحاج "عبد الجليل عارف " يتناول غذائه بالمطعم , وقد وفؤجىء بوجود "وجيه أباظه" وتعود المعرفه بينهم لسبتمبر 1969حينما قامت "ثورة الفاتح من سبتمبر" ,وكان "عبد الجليل" أحد نجومها وصديق القذافى ,وجلود , وأخرين وكان السيد "وجيه أباظه" ضمن الوفد المرافق للراحل الرئيس "جمال عبد الناصر " لزيارة وتأييد الثوره فى ليبيا ,وكان اللقاء بين الرجلين ,لقاء حميم للغايه ,وذكريات , وحكى عما حدث ,وإمتد اللقاء حتى المساء ,ثم ذهبوا سوياً ,ولم  أعرف شيئاً لأكثر من عده شهور حينما عاد لزياره خاطفة لنا عم "وجيه أباظه" لكى يعلمنا بأنه قد دخل فى مشاركة مع السيد" عبد الجليل عارف" (وهو وكيل بيجو الشرق الاوسط) وشريك فى شركة "فيات تورينو" , و انشئوا شركة "بيجو مصر" وكان هذا من أسعد الاخبار التى وصلتنا حينها وزادت سعادتى بأن عم "وجيه أباظة" فيما بعد قد إعتبرنى أحد أبنائه , وسوف أترك لهذه العلاقة جزء خاص فى كتاباتى. 
لذا حينما تم إغتيال الحاج "عبد الجليل عارف" فى (روما) فى (كافيه دى باريس) تولى "وجيه أباظة" نقل الجثمان إلى القاهرة والقيام برجولته المعهودة على رعاية أسرة الفقيد ، وكان له دوراً رئيسياً (عم وجيه أباظة ) فى تأسيس عملنا فى مصر ، بعد عودتنا حيث خصص لى فى مكتبه (20 ش عدلى –بالقاهرة) حجرة خاصة (لكى أزاول نشاطى) كمهندس يبدأ عمله فى القاهرة.
وبقراره أن أنفذ كل منشأت الشركة سواء فى الإسكندرية أو العامرية أو القاهرة وإمتد عملنا مع الرجل حتى العريش حينما تم إستردادها من جانب العدو الإسرائيلى فى فض الإشتباك الثانى لقد تعلمت من "وجيه أباظة" الثقة فى النفس والرجولة فى التعامل مع الغير والعفو عند المقدرة وأيضاً تعلمت كيف أكون مهندساً فى السوق المصري والذى لم أزاول فيه أى عمل هندسى قبل سفرى سوى مهندس إنتاج بشركة "الشوربجى للغزل والنسيج" ولكن بعد أن غيرت (الكاريير) ودرست العمارة، كان التطبيق العملى لكل ما تعلمته على يد وأوامر شغل "وجيه أباظة" فى "بيجو مصر" وللحديث بقية ....