التفاصيل الكاملة لعودة جثامين شهداء ليبيا من مطار مصراتة لقرية "العور" بالمنيا

أقباط وكنائس



بعد ثلاث سنوات، من مشهد ذبح شهداء ليبيا على يد تنظيم داعش الإرهابي في مدينة سرت الليبية في عام 2015، واحتراق قلوب أمهاتهم لفراقهم وعدم معرفة مكان جثامينهم، دخلت الفرحة من جديد بعد أن أعلنت مصادر أمنية ليبية، صباح أمس، عن تحرك طائرة من مطار مصراته لمطار القاهرة لتسليم الرفات لأهاليم.

وفي مشهد أبوي ورعوي استقبل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رفات الشهداء الأقباط في مطار القاهرة، وتوافد أساقفة الكنيسة القبطية، وبرفقتهم خورس الكلية الإكليريكية لزفتهم بالألحان لمسقط رأسهم بقرية العور بمحافظة المنيا لدفنهم  بالمزار الذي أعد لهم بكاتدرائية الإيمان بسمالوط.

وقف البابا تواضروس، بجانب نعوش جثامين شهداء ليبيا، لإقامة صلوات التجنيز لشهداء الوطن والكنيسة، التي أقيمت في ساحة مهبط مطار القاهرة ، وصلى خورس الكلية الإكليريكية لحن "أكسيوس" أي مستحق، في مشهد يدل على أن الكنيسة مجتمعة في جسد المسيح الواحد، واحتضنها لأبنائها، وقال البابا تواضروس، إننا يجب أن نحيي أرض مصر التي أنجبت تلك الشهداء والنيل الذي شربوا منه.

بدأ أهالي شهداء ليبيا، بعد إعلان عودة رفات أبنائهم، بإعداد مراسم الاستقبال استعدادًا لدفنهم بالكنيسة، بتعليق اللافتات التي تحوي كلمات الشكر للرئيس السيسي، ولكل من ساهم بعودة ذويهم، كما حرص عددًا من أقارب وأشقاء شهداء ليبيا على القيام بأعمال نظافه داخل الكنيسة.

وفي صباح اليوم الثلاثاء، صلى الأنبا بفنوتيوس، أسقف سمالوط، بمشاركة الأنبا بطرس الأسقف العام، والأنبا أغابيوس أسقف ديرمواس ودلجا، والأنبا إرميا الأسقف العام، والأنبا زوسيما أسقف أطفيح، قداس الجناز على جثامين الشهداء، وسط بكاء وفرحة أهاليهم.

وقال الأنبا بفنوتيوس، أسقف سمالوط، إننا نتذكر بداية الأحداث التي بدات منذ 3 سنوات و3 أشهر، بخطفهم، وكان الأهالي يأتون الى المطرانية للتحدث عن الوضع، وقلقهم الدائم.

وتابع الأنبا بفنوتيوس، خلال عظته صباح اليوم في قداس الصلاة على جثامين "شهداء ليبيا"، فوجئنا بعدها بفيديو ذبحهم، مستغربًا بشاعة المنظر، كيف لانسان يذبح آخر، ونحن لا نستطيع ذبح قطة على حسب تعبيرة.

وأضاف أسقف سمالوط، إن هدف داعش من تسجيل الفيديو، هو إثارة الخوف والرعب في نفوسنا، واهتزاز إيماننا، مؤكدًا أن إيمان الشهداء كان للنفس الأخير.

وأشار أسقف سمالوط، إلى أن الموت هو الحياة مع السيد المسيح، مردفًا آية الكتاب المقدس"ليس موت لعبيدك بل انتقال"، مؤكدًا على أنه يجب أرسال برقية شكر لداعش لتسجيلهم استشهاد ابنائنا، لكن للأسف لا نعرف عنوان لهم. 

وأضاف أسقف سمالوط، أننا نقرأ سير القديسين والشهداء في السنكسار الذي دونها الأنبا يوليوس الأقفهصي، متابعًا أنه لأول مرة نشاهد استشهاد مسيحيين مقابل إنكار الرب، ولكن ثباتهم ورفضهم إنكار السيد المسيح أعطى درس عظيم لنا في الأيمان.

وفي ختام كلمته، وجه الأنبا بفنوتيوس، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، وكل رجالات الدولة في مصر، وليبيا، ومدير الأمن ومحافظ المنيا ووكيل وزارة الصحة لدفعه بسيارات الإسعاف لنقل الجثامين، بالإضافة لكل الذين شاركوا وساهموا في استعادة رفات جثامين الشهداء.

أساقفة الكنيسة يودعون الشهداء: تعلمنا منهم الإيمان حتى النفس الأخير

قال الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس، أثناء مشاركته في استقبال رفات شهداء الوطن والكنيسة لمطار القاهرة: "فرحانين بحضورهم وتتصاغر أمام إيمانهم لأنهم  ثبتوا إلى النفس الأخير". 

وأضاف الأسقف العام، معجزة أن أجسادهم وجدت بعد أن مرت بتحليل لمطابقة الرأس مع الجسد، مشيرًا أن أمس يصادف عشية القديس اثناسيوس الرسولي ونحن لنا أبطال في كل زمان يحافظون على الإيمان.

وقال الأنبا أرميا، الأسقف العام، ورئيس المركز الثقافي القبطي للكنيسة القبطية، إن "شهداء ليبيا" تعلمنا منهم الإيمان حتى النفس الأخير، مضيفًا أنهم لم يخافوا الموت.

فيما هنأ الأنبا أرميا، الشعب القبطي، وأسر شهداء ليبيا، بوصول الجثامين أمس إلى مطار القاهرة منذ عام 2015.

فيما قال الأنبا موسى، أسقف الشباب، أننا نقف صامدون أمام هذا الإيمان القوي الذين ورثوا ملكوت السموات ببساطتهم.

وكان قد اختطف تنظيم داعش الشهداء، أثناء عملهم بليبيا، واحتجازهم لفترة قبل أن يقدم على ذبحهم، وبحسب ما كشف فيلم وثائقي بثته قناة 218 في فبراير الماضي، وكان تنظيم "داعش" ذبح 21 مسيحيا بينهم 20 مصريًا وإفريقيًا في 2015 بعد اختطافهم، ولم يتم اكتشاف جثامينهم إلا العام الماضي، وبدأت اتصالات بين السلطات المصرية والليبية تم التأكد خلالها من حقيقة هوية الرفات وتم إنهاء إجراءات نقل الجثامين.