احمد ابوالنيل يكتب : واشنطن تتخلى عن خادمتها

ركن القراء



أكدت تقارير إعلامية وإستخباراتية نشرت مؤخرا وموثوق في صدقيتها أن دوائر من دوائر الحكم في واشنطن أبلغت قطر برغبتها في قطع قطرعلاقاتها مع كافة التنظيمات الإرهابية  التي تقوم بتويلها وبخاصة تلك التي تربطها علاقة بإيران
في سابقة هى الأولى من نوعها منذ عقود وأرجع محللون سياسيون التحذير الأمريكي - الذي يأخذ طابع الجدية للمرة الأولى – الى أن وراءه تأزم العلاقات بين واشنطن وطهران وإتجاهها لصدام مسلح مفتوح وساخن يسدل الستار على أربعة عقود من المواجهه الباردة بين البلدين .
كانت واشنطن تعلم أكثر من غيرها أن جزيرة قطر راعية للإرهاب وحاضنة له ومع ذلك تأخر كثيرا وبأكثر مما ينبغي إتخاذها موقفا خشنا من ممارسات قطر وتمويلها للإرهاب وتميزت مواقفها السابقة بالمرواغة والميوعة والمناواره بل إن واشنطن لم تعبأ بمطالبات ملحه وصادقة جاءتها  مبكرا من القاهرة والرياض وابوظبي وكان التفسير الوحيد والمنطقي  للماطلة الأمريكية في التعامل الجدي مع تحذيرات تلك العواصم أن العاصمة الإمبراطوية مستفيده بشكل أو بأخر من المروق القطري بل إن التهديد الذي خرج من دوائر غير رسمية في واشنطن  في وقت سابق من هذا العام الماضي 2017بنقل قاعدة " العيديد " العسكرية الأمريكية من العاصمة القطرية الدوحة كان دعائيا بهدف تهدئة وتطييب الخواطر أكثر من أي شيء أخر .
وكنت الحماية الأمريكية لممارسات قطر المارقة والشاذة مثار تساؤل وريبة وغضب في عواصم عربية الرباعية العربية ( القاهرة والرياض وابوظبي والبحرين )  لدرجة دفعت تلك العواصم الى الإعتقاد أن الأزمة بينها وبين الدوحة هى أزمة مصغرة بالقياس بالأزمة الكبرى مع واشنطن وبدت قطر في تلك اللحظات وفي أحسن الأحوال الى مجرد مخلب قط  وخادمة ومتعهد ووكيل رسمي للقيام بلأعمال القذرة نيابة عن واشنطن في منطقة الشرق الأوسط 
إن الصورة الذهنية عن الولايات المتحدة لدى الغالبية العظمى من الشعب العربي أنها قادت تحالفا دوليا لقتال تنظيم " داعش " منذ العام 2014 في كل من سوريا والعراق وأنها تشن وبشكل منتظم ضربات بواسطة طائرات بدون طيار هجمات على قادة تنظيم " القاعدة " في اليمن وليبيا لكن الجانب الخفي من تلك الصورة أن الولايات المتحدة تساند وتدعم تنظيم الإخوان الإرهابيين في مصر والدول العربية وهى أول من دعم وساند ودرب وسلح تنظيم " القاعدة " في أفغانستان لقتال الكفر والإلحاد !!!!!  اللذان كانا يمثلهما الجيش السوفيتي السابق أثناء غزوالأخير لأفغانستان في العام 1979 .
ووفق صحيفة " الوول ستريت جورنال " التي نشرت تحقيقا مطولا منذ عامان جاء فيه أن قطر كانت على سبيل المثال من أكثر دول العالم التي إستضافت سجناء من سجن "جوانتاموا " الأمريكي الشهير عندما أرادت الولايات المتحدة الأمريكية إغلاقه والتخلص من نزلاءه بعد موجات النقد الموجه اليه من داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها كما وفرت الدوحة ملاذا أمنا لخمسة من قادة تنظيم " طالبان " الأفغاني الإرهابي بموجب صفقة بين واشنطن والدوحة بل إن الدوحة نظمت محادثات سرية بين الولايات المتحدة من جهه وبين قادة" طالبان " حول السلام وفرصه في أفغانستان بعد فشل الحملة العسكرية على أفغانستان في إجتتثاث " طالبان " و " القاعدة " من هناك .
ووفق ذات الصحيفة قامت الدوحة بدور الوسيط للإفراج عن الجندي الأمريكي المختطف في سوريا 2015 من قبل تنظيم " جبهة النصرة " ودفعت نظير ذلك ما يقارب المليار دولار مما إستوجب مديحا وتصريحا لوزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت " جون كيري " أثنى فيه على جهود وخدمات الدوحة في الإفراج عن الجندي الأمريكي المختطف وعودته سالما لأسرته .
ثم كان ما كشفت عنه صحيفة " الواشنطن بوست " الأمريكية منذ أيام من أن قطر دفعت مليار دولار لذات التنظيم " جبهة النصرة " مقابل الإفراج عن رهائن قطريين قام التنظيم بخطفهم أثناء قيامهم برحلة صيد مديرة من قبل جهاز المخابرات القطرية كي تكون رحلة الصيد والخطف غطاءا لقيام الدوحة بتمويل " جبهة النصرة " و " حزب الله " بفرعيه اللبناني والعراقي وتنظيمات بتركيا بما يقارب ب مليار دولار .
إن قطر بالدور الكبير الذي لعبته فيما يسمى ب " ثورات الربيع العربي"  عفوا " الخراب العربي"  تبدو وكأنها مجرد خادمة ومنفذه للأعمال القذرة التي لا تريد واشنطن التورط فيها بشكل مباشر كما تظل الدوحة تمثل القناة الخفية الرسمية الأمريكية للإتصال والتواصل بالتنظيمات الإرهابية بالمنطقة .