د. حماد عبدالله يكتب: حياتنا العملية والعلمية فى روما !!

مقالات الرأي



كانت الحياه فى ( فيوميشينو ) ،بعد أن تزوجت ورزقنا بإبنتى الأولى ( داليا ) فى "روما" فى الأول من نوفمبر 1975، وكان لوجود زوجتى معى ، ومجىء إبنتى ، دافعاً لصديقى "سعيد الوتيرى" ، أن يسعى للإستقرار ، فتقدم هو الأخر لعائلة من "روما" وطلب إبنتهم وتزوج هو الأخر ، وأصبح لنا عائلتين فى "فيوميشينو) ، وأسسنا منزلين ، وإستعدينا تماماً لمناقشة المشروع النهائى للتخرج ( للجراند دبلومة ) ، وكان المشروع كما أشرت سابقاً مشتركاً ، وكانت الثالثة معنا هى الرائعة(ديانا ) التى من أصل إيرانى وفرنسية الجنسية ، وفى المناقشة والحصول على درجة الإمتياز ، مرحلة جديدة فى حياتنا حيث طلب منا أن نعمل مساعدين للأستاذ "موناكيزى" فى الجامعة ، ونختص بشئون الطلبة الوافدين من الدول العربية خاصة .
, وكنا أيضاً نقوم برسم اللوحات الزيتية (طبيعه صامته ومنظور حر) ونقوم ببيعها مع رسومات أصدقائنا الفنانين , فى حديقة المطعم ,والذى كان يكتظ بالزبائن أيام الأحد للإجازت الرسمية ,وكنا نستعين بزملائنا للمساعدة فى تقديم الخدمه للزبائن , وكنا لا ننسى أبداً محاسبتهم فى أخر يوم العمل !!
كان إقناعنا للإستاذ المشرف أن نشترك ثلاثة طلاب فى المشروع لضخامته ,فإخترنا فتاة فرنسيه من أصل إيرانى ,وناقشنا المشروع ثلاثتنا وقد نلنا فى التقدير العام "إمتياز" ,وهو ما كان شيئاً مشرفاً ,وللزميله الصديقه (الفنانه ديانا) دور فى المستقبل أرجو ألا أنسى أن أقصه فى هذه الحلقات ( وكيف ساعدتنى بالحصول على مشروع ضخم فى دوله الكاميرون (قصر فومبان) بمدينه "ياوندى" وهو ما يشبه عندنا (قصر الإتحادية) ,وقد نلت تقدير وإحترام مستر (بول بيا) رئيس جمهورية الكاميرون وكان لصديقتنا وزميلتنا (ديان ) الفضل العظيم فى هذا المشروع , ولنا فيه حديث اخر !!
وكانت حياتنا العمليه أيضاً لها أثر بالغ على تقدمنا مادياً و إجتماعياً ,حيث إستطعنا الإدخار لتكوين إحتياجات منازلنا ,حيث أعددنا كل الاحتياجات للمستقبل وكان همنا الأول هو أن نحقق أكبر (أسكور ) فى حصيلة الدرجات أثناء الدراسة للحفاظ على "المنحه الدراسية" ,وفى العمل أن نحافظ على الإرتقاء بمستوى دخلنا من "أدائنا للخدمه بصورة محترمة" جعلت من مطعمنا من كبار المطاعم فى مدينه (فيوميشنو )،كما أن وجودنا وسط المجتمع الثقافى فى روما ,حيث كنا نواظب على حضور الفعاليات الثقافية فى السفارة المصرية بل والسفارات الأجنبية والتى كان يدعى اليها المثقفون من النخب الرومانية (نسبه إلى أهل روما ).
وكان أيضاً من رواد المطعم والذى يواظب على تناول الغذاء حينما يكون موجود فى "روما" , رجل رائع إسمه "عبد الجليل عارف " وهو احد قاده ثورة "سبتمبر الليبية" ومن رجال "معمر القذافى" ,قبل أن ينقلب على زملائه 
ولعل النهاية المأساوية لهذا الرجل الفاضل فى ( كافيه دى باريس) فى "فيافنتو" وسط "روما" حيث تم إغتياله فى وضح النهار من عملاء للعقيد "معمر القذافى" وللحديث بقية .......