بعد 9 سنوات.. "الري" تستجيب لفلاحي أبيس بالإسكندرية بزراعة ألفين فدان أرز (صور)

في ظل قرار وزارة الري بتقليص زراعة الأرز من مليون و100 ألف فدان إلى 700 ألف فدان، طبقًا للقانون 12 لسنة 1984، والذي تقوم وزارة الري من خلاله سنويًا بتحديد المساحة المنزرعة بمحصول الأرز كل عام، خرجت الإسكندرية من هذا القرار، عن نظائرها من محافظات، الدقهلية، الشرقية، بورسعيد، دمياط، كفر الشيخ، البحيرة، الإسماعيلية، الغربية.

وتم صدور قرار بعودة زراعة الأرز في منطقة أبيس بوسط الإسكندرية لأول مرة عقب توقف لمدة تسعة سنوات، وذلك بناءًا على طلبات مقدمة من الجمعيات الزراعية في منطقة أبيس منذ ثلاثة سنوات، بسبب تحسين زراعة الأرز جودة الأراضي الزراعية التي تعاني من ارتفاع نسبة الملوحة، ولتنظيم زراعة الأرز التي كانت تتم بالمخالفة لقرار الري، مما يتسبب في توقيع غرامات على المزارعين.

من داخل الأراضي الزراعية في قرية أبيس 7 بوسط الإسكندرية، التقت"الفجر" بعدد من رؤساء الجمعيات الزراعية، لرصد تأثير تلك القرار عليهم، ومعرفة خطوات الاستعداد، لإعادة زراعة الأرز.

- ألفين فدان لزراعة الأرز في أبيس بالإسكندرية
وقال المهندس مصطفى عبد اللطيف مدير منطقة امتداد أبيس، لـ"الفجر"- إن وزارة الري قد حددت ألفين فدان لزراعة الأرز في منطقة أبيس بالإسكندرية هذا العام، عقب توقف لمدة تسعة سنوات، وإن الذي يحدد موقع زراعة الأرز هي وزارة الري، وقد تم تحديد مصدر الري من ترعة بحيرة مريوط المستجدة وفروعها الأربعة، الموزعين على ستة جمعيات زراعية في منطقة أبيس.

وأشار إلى أن جمعيات الروضة، السعادة، السلام، التحرير، الاتحاد، الزهر هي الجمعيات الموكلة هذا العام لزراعة محصول الأرز داخل منطقة أبيس كما يوضح"عبد اللطيف"، مضيفًا أن الألفين فدان موزعين على الستة جمعيات، وأنه قد تم اختيار منطقة أبيس، نظرًا أن الأرض شديدة الملوحة بعد أن كانت أرض ملحات وتم تجفيفها واستخدامها في الزراعة في ستينات وسبعينات القرن الماضي.

وأضاف أنه تم اختيار موقع أبيس هذا العام عقب تسعة سنوات لزراعة الأرز، نظرًا أن منطقة أبيس تعد سلة زراعة الخضروات التي تغطي الإسكندرية، وأهمها البطاطس والبطاطا والطماطم، وأن زراعة الأرز في أبيس بنظام الدورة الثلاثية، الذي يسمح بتحلية الأرض وتقليل نسبة الملوحة، وزراعة خضروات ذات جودة عالية عقب الانتهاء من زراعة الأرز.

- أربعة أطنان.. الإنتاج المستهدف من كل فدان أرز
سيد غنيوة عضو مجلس جمعية الاتحاد الزراعية أضاف ل"الفجر" أن أبيس أصبحت الوحيدة في منطقة الإسكندرية التي تقوم بزراعة الأرز، وأنه قبل عام 2009 كانت مناطق كثيرة بالإسكندرية تزرع الأرز مثل خورشيد، النهضة، المعمورة، إلا أنه عقب 2009 تم تحديد أبيس لزراعة الأرز، ليكون المستهدف من كل فدان انتاج نحو أربعة طن من محصول الأرز، لكي يقوم بتغطية احتياجات سوق الإسكندرية.

وأوضح أن الهدف من زراعة الأرز في أبيس هو تحسين جودة زراعة الأرض التي كانت تعاني من تدهور المحاصيل بسبب ارتفاع نسبة الملوحة داخل التربة، وهو يعتبر فائدته عالية جدًا للمزارع الذي يحتاج إلى زراعة الخضراوات عقب زراعة الأرز وخاصة زراعة البطاطس، الذي يعد زراعته ذات الدخل الوفير للفلاح، فهو كما يوصف:"الفلاح بيجوز عياله من زراعة البطاطس".

وأوضح أن أرض أبيس قد كادت تبور من ارتفاع الملوحة، إلا أن زراعة الأرز سوف تحافظ على جودة التربة، وأن تلك القرار تم تنفيذه عقب مطالبات المزارعين بتطبيقه، وأن وكيل وزارة الزراعة الدكتور مصطفى كامل بخشوان، النائب هيثم الحريري قد كان لهما الدور في مطالبة وزارتي الري والزراعة بتطبيقه.

وأشار إلى أن تلك القرار الجديد فائدته أنه يسمح بتنظيم زراعة الأرز والقضاء على التجاوزات التي كانت تصدر من بعض الفلاحين، بالقيام بزراعة الأرز بالمخالفة، لقرار وزارة الري من أجل تحسين جودة التربة، مقابل دفع غرامات، لأن هدف الفلاح هو الفائدة من زراعة الخضروات عقب الأرز وتحسين جودة التربة من الهلاك، إلا أن تلك القرار ينظم العملية الزراعية وفق قرار سليم.

وأكد إبراهيم عبد العال رئيس جمعية الروضة الزراعية، أن أرض أبيس شديدة القلوية والاثار الجانبية الفترة الماضية ظهرت في الأرض، موسم البطاطس انتهى بنسبة 80% بسبب ارتفاع ملوحة الأرض، ووهذا تراكم على عدم زراعة الأرز، وأن زراعة الأرز هو معالجة لتلك الأرض، خاصة أنه قد كان يستخدم مياه خلط بين الصرف الزراعي ومياه النيل، وهذا قد يدمر أبيس.

- منتصف مايو.. بدء زراعة الأرز.. والزراعة تبدأ من المشتل
موسم الزراعة يبدأ في منتصف شهر مايو إلى نهاية أغسطس، فالخطوة الأولى تبدأ بزرع التقاوي في مشتل، حتى يرتفع المشتل إلى 15-20 سنتيمتر لمدة 20 يوم، فيما يقوم الفلاح بتسوية الأرض المستديمة وتكون مغمورة بالمياه، ثم يتم غرز الأرز من المشتل إلى الأرض المستديمة في اول يونيو.

وقبل الحصاد بنحو 20 يوم يتم قطع المياه عن الأرض فيما يسمى"تفطيم الأرض"من المياه، حتى يتلون الأرز إلى اللون الأصفر، ويستغرق زراعته نحو أربعة شهور في السنة، أمل المزارعون هذا العام أن تنتنظم وزارة الري في المناوبة الزراعية، ووصولها في مواعيد محددة، خاصة ارتفاع نسبة استهلاك المياه في شهري يوليو وأغسطس بالإسكندرية.

أنواع الأرز في أبيس، هو الأرز السبعيني، الأرز 101، 108، 104، محصول 104 يعد أفضل عن محصول 101، محصول 102 يقدم محصول محدود الجودة، لكن يستحمل العطش، وذلك وفق حديث علي عبد الفتاح عضو جمعية الزهراء.