خبراء يجيبون.. ماذا بعد إلغاء "ترامب" الاتفاق النووي الإيراني؟

تقارير وحوارات



بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، إحدى "مفاجآته المتوقعة" بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران، التفتت الأنظار، إلى تداعيات القرار على العالم العربي والخارجي، وكشف خبراء العلاقات الدولية، أن فرنسا ستلعب دور المفاوض، في حين أكد آخرون، أن إسرائيل الرابح الأكبر، حيث ستعمل على إنهاء الوجود الإيراني في سوريا، من خلال استهدافها لـ7 نقاط لها هناك.

 

انسحاب "ترامب"

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، إحدى "مفاجآته المتوقعة" بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران، حيث سادت حالة الارتباك بعد زيادة ارتفاع أسعار النفط العالمية على خلفية القرار.

 

ووصف "ترامب"، الاتفاق النووي الإيراني بأنه "كارثي"، وبعدما أعلن الانسحاب من الاتفاق الذي وقع مع القوى الكبرى العام 2015، قال "بعد لحظات، سأوقع أمرًا رئاسيًا للبدء بإعادة العمل بالعقوبات الأميركية المرتبطة بالبرنامج النووي للنظام الإيراني، سنفرض أكبر قدر من العقوبات الاقتصادية".

 

وشدد ترامب على أن "كل بلد يساعد إيران في سعيها إلى الأسلحة النووية يمكن أن تفرض عليه الولايات المتحدة أيضًا عقوبات شديدة".

 

تخصيب صناعي إيراني

وسارع الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى الرد على قرارات ترامب التي وصفها بأنها "حرب نفسية"، محذرًا من أن بلاده قد تضع حدًا للقيود المفروضة على أنشطة تخصيب اليورانيوم.

 

وقال "أصدرت تعليمات لوكالة الطاقة الذرية الإيرانية للقيام بما هو ضروري، بحيث نستأنف التخصيب الصناعي اللامحدود إذا لزم الأمر".

 

عقوبات أمريكية

وبناء على الاتفاق النووي الإيراني، رفعت الولايات المتحدة بموجبه عقوبات كانت قد فرضتها ضد طهران، وذلك قبل تولي "ترامب" السلطة، وخلال حملته الانتخابية، هاجم هذا الاتفاق ووصفه بالأسوأ في تاريخ أمريكا وأكد أنه سينسحب منه حال فوزه، وهو ما حدث بالفعل.

 

وستنظر إدارة "ترامب" في العديد من الخيارات بشأن العقوبات المرتقبة ضد إيران مثل عقوبات ضد البنك المركزي والصادرات النفطية وإجبار الشركات العالمية على تقليل مشترياتها من طهران.

 

 وأفادت "أسوشيتد برس" بأن هناك خيارات أخرى بشأن العقوبات ربما يتم الإعلان عنها في يوليو القادم وتشمل عقوبات ضد 400 شركة إيرانية وأفراد وقطاعات أعمال مختلفة.

 

 توقعات بإنهاء الاتفاق

 شكك محللون في استمرارية الاتفاق بعد انسحاب أمريكا منه نظرًا لأن النظام المالي العالمي مرتبط بشكل وثيق بالاقتصاد الأمريكي وأي عقوبات ستفرضها واشنطن ستؤثر بالطبع على تعاملات شركات أوروبية مع طهران وسوف تتخوف هذه الشركات من التعرض لعقوبات أمريكا.

 

 رسالة لكوريا الشمالية

 فيما ألمح مراقبون إلى أن قرار "ترامب" بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني يمثل رسالة إلى كوريا الشمالية بأن القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي و"كيم يونج أون" لن تمر مرور الكرام حال التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.

 

 وأشار المراقبون، إلى أن "ترامب" يريد القول لكوريا الشمالية إن أي اتفاق سيكون قيد المراقبة اللصيقة، ولا يعني أن الأمور انتهت، بل يمكن الانسحاب منه في أي وقت حال عدم رضا واشنطن عنه.

 

فرنسا ستلعب دور المفاوض

ومن جهته، قال إبراهيم الشهابي مدير مركز الجيل للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قرار ترامب بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني يعني أن هناك رفع لسقف التفاوض بين واشنطن وطهران، ولا يعنى صدام محتمل من أي نوع إذ أنه بحكم الأمر الواقع ستستمر إيران في الاتفاق لتقوية موقف الدول الرافضة للقرار الأمريكي باستكمال رفع العقوبات عنها، والمتوقع أن تلعب فرنسا دور المفاوض بين مجموعة الخمس وأمريكا من ناحية وأمريكا وإيران من ناحية أخرى.

 

وأوضح "الشهابي"، في تصريحه الخاص لـ"الفجر"، أن القرار سيؤدي إلى نمو نفوذ المحافظين في إيران، ما يتسبب في استخدام إيران للحرس الثورى الإيراني وميليشياتها الشيعية في محاولة الضغط على المكونات العربية وإثاره القلاقل بهدف الضغط على الموقف العربي تجاه المصالح الإيرانية والتفاوض مع واشنطن بشكل مباشر.

 

وأشار مدير مركز الجيل للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن قرار الإدارة الأمريكية لا يعنى التراجع عن الاتفاق النووي وإنما يعنى إعادة التفاوض بشأنه ورفع تكلفته على طهران، فضلًا عن تعظيم المكاسب العربية من الخليج العربي.

 

إسرائيل الرابح الأكبر

أما الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يقول إن هناك تطورات عديدة ستحدث عقب انسحاب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي، موضحًا أن إسرائيل ستكون الرابح الأول والأخير.

 

وأضاف فهمي، أن هناك اجتماعات منعقدة، بين بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، وفلاديمير بوتين رئيس روسيا، لمناقشة طريقة التعامل بعد انسحاب "ترامب" من الاتفاق النووي.

 

وأردف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قائلًا؛ إن إسرائيل ستعمل على إنهاء الوجود الإيراني في سوريا، من خلال استهدافها لـ7 نقاط لها هناك.