في ذكرى استشهاده.. ما لا تعرفه عن مامرقس الرسول "أول باباوات الإسكندرية"؟

أقباط وكنائس



احتفلت الكنيسة الأرثوذكسية، صباح اليوم الثلاثاء، بعيد استشهاد القديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية، ومؤسس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، وأول من كتب أنجيلاً يسجل فيه حياة السيد المسيح ومعجزاته، وسالت دمائه في شوارع الإسكندرية، فروت أرض مصر ونبتت بذرة المسيحية الأولى نبتة صالحة ومثمرة.

 

النشأة

نشأ القديس مارمرقس الرسول من أسرة يهودية متدينة من سبط لاوي،؛ بوه يدعى أرسطوبولس أبن عم أو "عمة القديس بطرس الرسول"، ولد مرقس في مدينة القيروان أحد الخمس مدن الغربية من أسرة ميسورة الحال؛ تعلم اللغات اليونانية واللاتينية والعبرية وأتقنها جميعاً.


وذكرت بعض المصادر التاريخية أن القبائل الهمجية المتبربرة هجمت على أملاك أسرته في القيروان ونهبوها، وكان ذلك في عهد أغسطس قيصر وهاجرت أسرته إلى فلسطين، كما روت بعض كتب التاريخ أنهما كانوا سائرين في الطريق تقابلاً مع أسد، فقال له والده: "أهرب يا أبني لتنجو بنفسك واتركني أنا ليلتهمني الوحش"، فقال مرقس لأبيه: "إن المسيح الذي بيده نسمة كل واحد فينا هو ينجينا ثم صلي إلى الله"،:فأستجاب الله لصلاته وانشق الوحش.


ويعد بيت مارمرقس، أول كنيسة في العالم، وتم العشاء السري في عيد الفصح قبل قبل صلب المسيح والمعروف بخميس العهد، وحل الروح القدس على التلاميذ في يوم الخمسين".

 

61 ميلاديًا مارمرقس الرسول يؤسس مدرسة الإسكندرية

وفي عام 61 ميلاديًا جاء مارمرقس الرسول إلى مدينة الإسكندرية وبينما كان يتمشى على البحر، وبينما هو يتأمل ويصلى لكى يكرز بالمسيحية فى تلك المدينة المتعددة الثقافات والحضارات، ففيها مدرسة الإسكندرية بمدارسها الفلسفية العريقة مثل "الأفلاطونية، والفيثاغورية، و الرواقية، والأبيقورية وغيرهم".


وتوجه إلى إسكافي يدعى "أنيانونس أو حنانيا"، بعد أن تهرأ حذاؤه من كثرة المشي، وخلال إصلاح الحذاء جرح المخراز يد الاسكافي، فصرخ من شدة الألم قائلا: "يا الإله الواحد"، وهنا أخذ مارمرقس قليلا من طين الأرض وتفل عليه، ثم دهن يده المصابة فشفيت فى الحال.


وتعجب إنيانوس من أين له هذه القدرة على الشفاء؛ فدعاه إلى زيارة منزله فى الإسكندرية؛ وهناك عرفه تعاليم المسيحية حتى آمن واعتمد هو وأهله كلهم، ويعتبر إنيانوس هو البطريرك الثانى من بطاركة الكرسى المرقسى، ثم أسس مارمرقس بعدها مدرسة لاهوتية لتعليم الإيمان المسيحي.


وعهد مارمرقس بإدارة المدرسة إلى القديس يسطس البابا السادس من بطاركة الكنيسة القبطية، وعرفت المدرسة على مر التاريخ المسيحي، واستمر مار مرقس فى كرازته وتبشيره بالمسيحية فى مدينة الإسكندرية حتى استشهد عام 68 م تقريبا.

 

سحل مارمرقس في شوارع الإسكندرية حتى استشهد

وفي 68 ميلاديًا، بعد أن حقق مارمرقس نجاح في جذب النفوس إلى الإيمان المسيحي، مما أدى إلى حقد الوثنيون مما جعلهم يهجموا على الكنيسة، والقبض عليه وسحله حتى سال دمه في شوارع الإسكندرية كلها، وبعدها قاموا بإلقائه في سجن مظلم حتى الصباح.


وقضى مارمرقس الليلة في السجن وهو مهشم الجسد، ولكن روحه كانت متعلقة بالرب، وظهر له ملاك الرب ليقويه ولمسه، وفي صباح اليوم، رجع الوثنيون مرة أخرى وأخذوه من السجن وضربوا عنقه بحبل غليظ، وسلحوه مرة أخرى.


وقطعوا رأسه ونال أكليل الشهادة ونال معه ثلاثة أكاليل هم: إكليل الشهادة ؛ إكليل الرسولية، إكليل البتولية، وبالرغم من موته لم تهدأ ثائرة الوثنيين وحقدهم، ففكروا في حرق جسده الطاهر فجمعوا حطباً كثيراً وأعدوا نارا لحرقه، ولكن في تلك اللحظة هبت عاصفة شديدة مصحوبة بمطر غزير، فتفرق الشعب و انطفأت النيران، فأتى مجموعة من المؤمنين وحملوا الجسد ودفنوه في قبر داخل الكنيسة.

 

سرقة جسد القديس مارمرقس

تعرضت الكنيسة لاضطهاد  فاستولى الملكانيون على الكنائس ومنها كنيسة بوكاليا؛ التي توجد بها رأس القديس مارمرقس التي أخذت بيد رئيس المركبية، إلى أن أحضر عمرو بن العاص هذه الرأس وسلمها لبابا الأقباط، وسرق الجسد عام 828 م وهرب إلى فينيسيا وأصبح بحوزة الروم.

 

رجوع رفات مارمرقس وإقامة أول قداس

وفي عام 1968 تمت أتصالات بين البابا كيرلس السادس والبابا بولس السادس لإرجاع جزء من رفات مارمرقس، وفي البداية رفض بطريرك فينسيا، وقال أن جسد مارمرقس هو مجد فينسيا؛ فتوسط البابا بولس السادس في الأمر وطلب اقتسام الجسد بين الكنيستين.


وافق بطريرك فينيسيا على منح جزء من الرفات للكنيسة القبطية، وسافر وفد من الكنيسة القبطية إلى روما لتسلم الرفات، يوم السبت الموافق 22 يونيو 1968، وتسلموا الرفات من البابا بولس السادس حتى عادوا بالجسد إلى القاهرة يوم الاثنين، وفي يوم الأربعاء الموافق 26 يونيو، تمت إقامة أول قداس في الكاتدرائية المرقسية بالانبا رويس وبعدها تم إيداع الجسد أسفل المذبح وما زال محفوظا هناك حتى الآن.