"دماغ ليلة العيد".. وسط البلد قِبلة دراويش "الكيف" و"الخمور".. وأصحاب المقاهي يبيعون "لأهل الثقة"

تقارير وحوارات



تعد منطقة وسط البلد، قبلة معظم المصريين في ليلة العيد، خصوصًا سكان القاهرة والجيزة والقليوبية، منهم من يقضي تلك الليلة في شراء ملابس جديدة، ومنهم من يخرج للتنزه لرؤية مظاهر الفرحة والسعادة على المتواجدين في المنطقة الأشهر في مصر، بينما فريق ثالث يقصد البارات الموجودة فيها، لتناول الكحوليات، كعادة معظم الشباب في الفترة الأخيرة، وهي شرب المواد المخدرة في ليلة كل عيد، كالحشيش.

على مقاهي وسط البلد، تكتظ الحياة، فلا يوجد موطئ قدم، من كثرة المتواجدين، شباب وفتيات ورجال ونساء، أصوات صاخبة وأدخنة متصاعدة، وجميع المشروبات متاحة أمام الجميع.

طه عبد الفتاح، 42 عامًا، قال إنه دائم التواجد على المقهى خصوصًا في ليلة العيد، ولا مانع لديه في أن يتناول قطعة "حشيش" على "حجر الشيشة" الذي يتناوله.

بينما تابع خالد وحيد، 32 عامًا، أن جميع المقاهي الموجودة في وسط البلد، تبيع " الحشيش" لزبائنها المعروفين لديها، والدائيمين التواجد بصفة مستمرة على مقاهيهم، ولا يبيعونه إلى أي غريب، وأن هناك من يطالب بإضافة المخدر إلى "حجر الشيشة" الذي يتناوله، ويكثر ذلك في ليلة العيد. 

إحصائيات لوزارة الداخلية، كشفت عن واقع مخيف وكارثي، إذ يصل عدد المدمنين في مصر لنحو 3،5 ملايين، في حين يبلغ عدد المضبوطات من مخدر الحشيش إلى نحو 200 طن سنويًا، وقرابة الـ 100 كيلو جرام من الأفيون، و260 كيلو جراما من الأفيون، ونحو 153.5 مليون من الأقراص المخدرة، وأخيرًا 171.5 كيلو جرام من مساحيق الأقراص المخدرة.

في حين تؤكد دراسات المركز القومي للبحوث الجنائية، أن نسبة الإنفاق على المخدرات في مصر تتجاوز 26 مليار جنيه سنويًا، بينما تصل النسبة العالمية إلى نحو 800 مليار دولار سنويًا.

كما كشفت دراسة أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن أن المصريين أنفقوا 8.13 مليار جنيه على مخدر الحشيش عام 2011، وفى عام 2013 أنفقوا 22 مليار جنيه، وهو رقم يوازى نصف الرقم الذي تم توفيره من خلال رفع أسعار الطاقة وعانى منه ما يقرب من 60 مليون مصري نتيجة لارتفاع أسعار السلع الأساسية.

وأوضحت أرقام المركز القومي للبحوث الجنائية، أن مصر احتلت المرتبة الثالثة بين دول العالم العربي في انتشار المخدرات، حيث تم ضبط 37 ألف و508 قضية مخدرات، بينهم 40 ألف و861 متهمًا. في حين بلغت زراعات القنب الهندي، نحو 47 فدانًا بعدد 10 آلاف شجيرة، وقرابة الـ 7،5 فدان من نبات الخشاش بنحو 3 آلاف شجرة، خلال عام 2015.

ويُباع مخدر الحشيش بنسب معينة يُطلق عليها "الفرش" ويتراوح وزنه بين 200 – 250 جراما، ثم يقوم الموزع أو "الديلر" بتوزيعه على زبائنه بـ "القرش أو الصباع" الذي يصل حجمه إلى 7 سنتيمترات، كما هو متُعارف عليه.

وتناولت تقارير إعلامية، أن أسعار الحشيش تتضاعف يوم العيد، بسبب زيادة الطلب عليه بصورة ضخمة، إذ قد يصل سعر نصف صباع الحشيش إلى نحو 120 جنيهًا، في حين أن سعره يصل في الأيام العادية إلى 70 جنيهًا فقط.

من ناحية أخرى، يوجد قطاع عريض من المصريين يحتفلون بـ "ليلة العيد" بتناول الخمور وجميع أنواع المشروبات الروحية، حيث بلغ الأمر أن وجدت طوابير لعدة أمتار أمام محلات بيع الخمور، يقف فيها شباب، ينتظرون دورهم.

محمود إسلام كابو، 29 عامًا، قال إنه ينتظر قدوم ليلة العيد؛ ليتناول مشروبه المفضل الـ "I D"، لينسيه جميع مشاكله، ويصبح في عالم آخر، غير العالم الكئيب الذي يعيشه، فهي عادة لديه، أن يتناول المشروب المفضل حتى بزوغ شمس أول أيام العيدين.

وأضاف إبراهيم صالح، 31 عامًا، أنه يقصد وسط البلد، لشراء الملابس مع زملائه، ومن ثم يتوجه إلى أقرب بار، ويتناول فيه ما يشاء من المواد الكحولية مع زملائه، حتى ينتهي ما معه من مال ثم يتوجه إلى المنزل، لينام وقتًا طويلًا في أول أيام العيد.

وتابع محمد عادل، 25 عامًا أنه اعتاد وزملائه شراء المواد الكحولية في ليلة العيدين، والتوجه إلى مقهى مغمور في وسط البلد، بعيد عن أعين الناس، ويشربوا الكحوليات حتى الساعات الأولى من الصباح.

وفي تقرير في تقرير لمنظمة الصحة العالمية صادر عام 2014، ومحوره استهلاك الأفراد في دول العالم للكحول، أظهرت أن معدل استهلاك المصري من الخمور سنويًا يصل إلى 6 لترات.

المنظمة ذكرت أيضًا أن الصور النمطية التقليدية عن روسيا وألمانيا على أنهما أكثر البلدان استهلاكا للخمر، تبدو مغايرة للحقيقة، فإيران والكثير من الدول الإفريقية المسلمة يتجاوز استهلاك الكحول فيها العديد من الدول الأوروبية. فمن كان يظن أن التونسي مثلًا، يستهلك ضعفَيْ معدل استهلاك الألماني، وأن السودان، من بين الدول العربية، تسبق لبنان مثلًا في استهلاك الفرد للمنتجات الكحولية.

وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أعلن عن حجم واردات مصر من المشروبات والسوائل الكحولية، تجاوزت الـ 296.5 مليون جنيه خلال 2016، مقابل 133.5 مليون جنيه صادرات خلال عام 2015.

ولفت إلى أن ما تم استيراده من بيرة وويسكى ونبيذ فوار ومشروبات روحية أخرى بلغت أكثر من 202.9 مليون جنيه، في حين تم استيراد مشروبات كحولية معطرة وأخرى غير كحولية ومشروبات مخمرة "مثل عصير التفاح أو الكمثرى"، وكحول إيثيل محول وغير محول وخل صالح للأكل وإبداله من حمض "الخليك" بنحو 32.4 مليون جنيه.