أحمد أبو رحيل يكتب: النواب الموقرون.. عن من تدافعون؟!

مقالات الرأي



فى ظل هذه الاوضاع وتلك الظروف التى نعيشها الان فى المجتمع المصرى، وبعد قرارات الاصلاح الاقتصادى الاخيرة وترشيد الدعم التى انهت تماما على الطبقة الوسطى فى صالح الطبقة الفقيرة،وبعد مجموعة القوانين والقرارات الاخيرة التى اتخذها السادة الموقرون اعضاء مجلس النواب وتم التصديق عليها .

اصبح هناك مجموعة من التساؤلات التى تدور فى ذهن اغلب المواطنين الذين لديهم جزء من الوعى السياسى والاهتمام بقضايا الوطن والمواطنين ـ  حتى لو لم يكن هذ الجزء من الوعى بالكثيرـ وعلى رأس هذه التساؤلات :

ايها النواب الموقرون عن من تدافعون ؟!

هل عن الطبقات الكادحة ام عن الطبقات المنعمة ؟!

هل عن الطبقات العاملة فى ظل ظروف العمل الغير امنة ام عن الطبقات العاملة تحت مظلة التأمين بجميع مشتملاته؟!

هل تدافعون عن فئة صغار الموظفين ـ المنهكون فى عملهم فى ظل تردى الاوضاع وارتفاع الاسعار الرهيب الذى كاد ان يسبق سرعة البرق ـ  ام تدافعون عن كبار الموظفين فى الدولة ؟!

هل تدافعون عن الفئات المهمشة التى يهدر حقها فى كل يوم يعيشونه ام تدافعون عن الفئات التى لديها نفوذ وسلطة ولا يستطيع احد الاقتراب منها حتى ولو بالقانون ؟!

وهل ؟ وهل ؟ وهل ؟

وغيرها الكثير من الاسئلة التى تدور فى ذهننا جميعا وتراودنا  فى كل يوم

والواقع انه فى جميع دول العالم التى تهتم بمواطنيها وتوليهم اهتماماواحتراما، فانها تتيح لهم استحقاقا دستوريا مهماً وهو انتخاب من يمثلهم اياً كان مسمى هذا التمثيل ،فهناك من يمثلهم ويتكلم بصوتهم ،وهناك من يشرع القوانين من اجلهم لتسهيل امور حياتهم  وليس لخلق العقبات امامهم.

اما الذى اشاهده فى مجتمعاتنا وكأن مجلس النواب جاء لكى يدعم الحكومة فى عملها بل ومدافعا عنها ى شتى المجالات،فالغريب انه قبل كل انتخابات برلمانية نرى التحالفات السياسية ومحاولة تجميع اكبر كتلة برلمانية مدعمة للحكومة اوبعبارة اخرى تكوين كتلة(( موافقون ))

 وفى الحقيقة هذا شئ يدعو الى الاستغراب ويستحق الوقوف عليه بالبحث والتدقيق وإلى أى مدى وصل بنا هذا الوضع من الهزل واللغط  السياسى،وكأن السادة النواب الموقرون يقولون لو امطرت السماء حرية لحملنا المظلات حتى لاتسقط علينا هذه الحرية وتفسد تكتلنا.

ياله من هزل سياسى  !! 

والغريب أن الدستور يمنح السادة الموقرون كافة الصلاحيات التى تمكنهم من مزاولة اعمالهم بكفاءة ،إلا انهم لايقومون باستخدامها رغبة منهم فى الصالح العام وعدم شق الصف والسير معاً حنباً إلى جنب،فهذا هو فكرهم !!!

لقد نسى هؤلاء ان الظلم يضعف الامة اكثر ممايضعفها الجدل والمعارضة

فكيف لهؤلاء ان يصبحوا ممثلين لشعبهم وهم لديهم هذا النوع من  التفكير!!

وهنا ادعو الاحزاب السياسية لتأهيل نواب برلمانيين يعرفون معنى هذه الكلمة ويدركون اهميتها ،ويعرفون حقوقها وواجباتها ،فنحن وصلنا الى ما وصلنا اليه بسبب ضعف الوعى السياسى واللامبالاة والسلبية وظهور رأس المال السياسى الذى كان له دوركبير فى الانتخابات البرلمانية السابقة ،ووضوح العصبية القبائلية فى بلاد الصعيد وبعض المحافظات الحدودية ، بصرف النظر عن اختيار الشخص المؤهل الواعى والمثقف و المدرك لطبيعة مهامه كعضو مجلس نواب .

وهنا لا ادعو على الاطلاق إلى  الوقوف الضد بالضد مع الحكومة ، ومحاولة الزج بها إلى حافة الهاوية وتصعيب الامور امامها وتعسير اعمالها، بل اطالب النواب بالوقوف على مراقبة اعمال هذه الحكومة، ودفعها الى القيام بعملها على اكمل وجه ممكن، واستصدار القوانيين التى تساعدها على ذلك وتسهل عليها هذه المهمة، فطبقا للقانون الحكومة فى خدمة الشعب والنواب ممثلين عن الشعب والشعب هو مصدر السلطات .

وأن ماأثار حفيظتى وجعلنى اكتب هذه المقالة واطرح هذه التساؤلات ؛هى القرارت الاخيرة التى اتخذها مجلس النواب وتم التصديق عليها ، وهى قرارات برفع رواتب السادة الوزراء ومن هم على درجاتهم من محافظين وخلافه ،ومرتبات السادة السفراء واعضاء السلك الدبلوماسى وقبلها قرارت برفع رواتب السادة اعضاء الهيئة القضائية والسادة اعضاء الاجهزة الرقابية وماخفى كان اعظم .

انا هنا لااقف ضد هؤلاء الفئات بل على العكس انا ادرى متطلبات مهامهم الوظيفية ولكن ما اطرحه هنا وادافع عنه هو:

  أليس هناك فئات اولى بالرعاية ومن يستحق الاهتمام اكثر؟ أليس لدينا اولويات؟ أليس لدينا اهتمامات؟ أليس لدينا اشخاص تتحمل واشخاص لا تتحمل؟ هل يجوز ان نعطى بعض الموظفين بدلات للمصيف والترفيه وهناك موظفين ليس لديه سكن ادمى يليق بالانسان؟ هل يجوز ان نعطى لبعض الموظيفين بدلات للسفر وهناك بعض الموظفين لايجدون العلاج لمعالجة اقدامهم؟ هل يجوز رفع راتب شخص يتقاضى 20000 الف جنيه على الاقل ولا نرفع راتب شخص يتقاضى 1800 جنيه على الاكثر  على الرغم من انه قد يكون لديهم نفس المؤهلات العلمية ،وبالتأكيد لديهم نفس الاحتياجات والمتطلبات اللازمة للحد الادنى من المعيشة الكريمة؟

أليس بديلا عن رفع الرواتب على الاطلاق رفع كفاءة المنظومة الصحية التى يكاد ان تنهار فى بلادنا؟

أليس بديلا عن رفع الرواتب رفع كفاءة المنظومة التعليمية التى هى اساس التقدم والنهضة؟

أليس من حق السواد العظم من الشعب أن يشعر ولو مرة فى حياتهم انهم محل اهتمام من نوابه الموقرون؟ لماذا لاينظر هؤلاء النواب بعد الجلوس تحت قبة البرلمان  الى هؤلاء المنهكون فى حياتهم من اجل الحصول على لقمة العيش الكريمة الشريفة؟

لماذا لاينظر هؤلاء النواب الى هؤلاء بعين الرحمة ورد جميلهم فهم من جعلوهم نوابا لهم؟ فكان يجب ان يتحدثوا بصوتهم فهؤلاء يكاد يكون ليس لديهم صوت حتى يسمعهم المسئولون،ولكن الله يسمعهم فى نجواهم ومناداتهم 

واخيرا اوجه رسالة إلى الشعب وإلى نوابه

أيها النواب الموقرون  انتم تتحملون مسئولية امام الله وامام شعبكم فكونوا على قدر هذه المسئولية،وافعلوا ما تملى عليه ضمائركم، ولا تنتظروا شكراً من احد ولاثناء ولا تنتظروا صداقة من احد ولاعلاقة شخصية بمسئول مؤقت،انظروا إلى الله الذى جعلكم سببا فى قضاء حوائج الناس،لاتخذلوا شعبكم المنهك.