ماذا وراء الانتشار المزعوم لصواريخ الصين في المحيط الهادئ؟

عربي ودولي



قامت الصين مؤخرا بتركيب أنظمة دفاعية مضادة للسفن وللصواريخ الـ"أرض جو" على جزر سبراتلي المتنازع عليها في المحيط الهادي.

ووفق مصادر غير معروفة لقناة CNBC التلفزيونية، فإن الصين تواصل تعزيز وجودها في جزر سبراتلي المتنازع عليها مع أحدث خطوة تم الكشف عنها، لكن غير مؤكدة لتركيب أنظمة الصواريخ المضادة للسفن والصواريخ الـ "أرض – جو"، وتقوم بكين بنشرها خلال الثلاثين يومًا الماضية.

وكان الأميرال فيليب ديفيدسون، الذي تم ترشيحه مؤخرًا رئيسًا لقيادة المحيط الهادي في الولايات المتحدة، قد صرح في وقت سابق في شهادته المكتوبة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي في 24 أبريل 2018، بأن "قواعد العمليات الأمامية" تكاد تكون مكتملة تمامًا مع العنصر المفقود الوحيد المتمثل في القوات المنتشرة، مضيفًا؛ "وعند القيام بذلك، ستكون الصين قادرة على توسيع نفوذها وقوة المشروع في عمق أوقيانوسيا.

وأشار جريج بولنج، وهو خبير في بحر الصين الجنوبي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إلى أنه إذا كان الانتشار الأخير صحيحًا، فستكون الصواريخ الأولى على جزر سبراتلي، وإن هذا الانتشار يدفع الصين إلى الهيمنة على بحر الصين الجنوبي.

وقال "بولنج"؛ إنه "أن الصين تراقب كل التحركات الآن، وهذا تهديد قوي جدًا، إن كان ضمنيًا".

كما أشار إلى أن هذه الخطوة كانت متوقعة، حيث نشرت الصين بالفعل صواريخ مماثلة شمال سبراتلي، في جزيرة وودي.

وقالت بوني جلاسر، مديرة مشروع الطاقة في الصين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه من غير الواضح بالنسبة لها، لماذا اختارت بكين مثل هذا التوقيت للنشر.

وأضافت؛ "لست مقتنعة بأنه كان هناك أي سبب محدد. الصينيون لهم توقيتهم الخاص عندما يريدون القيام بهذه الاشياء".

ولفتت "جلاسر"، أيضا إلى أن بكين تعرف القوى الإقليمية، مشيرة إلى أنه "حتى الولايات المتحدة كانت تتوقع مثل هذا الانتشار، وظنت أنهم يمكن أن يتحركوا الآن مستشعرين بأن ردود فعل القوى الأخرى ستكون معتدلة. وحقيقة أن جميع الأنظار الآن منصبة على كوريا الشمالية لا تساعد الصين إلا في هذه الحالة."

وتابعت "جلاسر"، "أنهم يعتقدون أنهم يستطيعون الإفلات من ذلك، وربما يكونون على حق. حيث تواصل الصين توسيع سيطرتها على الجو والبحر في بحر الصين الجنوبي".

ووفقا لها، فإن الخطوة التالية الأكثر احتمالا ستكون نشر الطائرات المقاتلة في الجزر وإجراء التدريبات العسكرية باستخدام القوات المنتشرة هناك.

وقال سونج تشونج بينج، العضو السابق في سلاح المدفعية الصيني والمعلق العسكري لتلفزيون فينيكس في هونج كونج، إن دوريات عمليات الملاحة الأمريكية في المنطقة هي السبب الرئيسي وراء نشر الصواريخ. وأن تحديات دوريات عمليات الملاحة الأمريكية هي؛ "سيادة الصين وسيطرتها التاريخية في المنطقة".

وأضاف "بينج"؛ "من أجل حماية مصالحها الوطنية ومبادرتها [الحزام والطريق] أو ما عرف سابقا باسم طريق الحرير، تحتاج بكين إلى تعزيز حشودها العسكرية في أرخبيل سبراتلي وباراسل حتى تتمكن قواتها البحرية والجوية من الذهاب إلى أبعد من ذلك".

ولم يعلق المسؤولون الصينيون على الأخبار المتعلقة بنشر الصواريخ على جزر سبراتلي، لكنهم أشاروا إلى أن جميع مرافقها العسكرية هناك دفاعية بحتة. وقد رفضت وزارة الدفاع الأمريكية التعليق على الوضع في بحر الصين الجنوبي قائلة: "إن الوزارة لا تعلق على مسائل استخباراتية".