عيد أسود لعمال قطر بسبب ممارسات "تنظيم الحمدين"

عربي ودولي




في الوقت الذي يحتفل عمال العالم بعيدهم، يعيش العمال الأجانب فى قطر حالة من البؤس بسبب المعاناة والظروف المعيشية السيئة، التي يعيشون فيها وظروف العمل القاسية، التى يفرضها تنظيم الحمدين، حيث يغري العمال بالمال لاستقطابهم من دولهم، لكن فور وصولهم لمواقع أعمالهم تكون الصدمة بتحولهم لعمال بالسخرة في بناء منشآت الدوحة لمونديال كأس العالم 2022 المشكوك بنسبة كبيرة في إمكانية تنظيمه في قطر.

وأفادت تقارير صحفية، أنه يعمل في قطر حوالي 2 مليون عامل وعاملة مهاجرين، يشكلون حوالي 95% من إجمالي قواها العاملة، ويعمل حوالي 40%، أو 800 ألف، من هؤلاء العمال في قطاع البناء، حسب إحصاءات مؤسسات دولية.

وخلال السنوات القليلة الماضية طالبت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية بحماية أكثر من 800 ألف من عمال قطاع البناء المهاجرين الأجانب المعرضين لخطر الموت بسبب عملهم في الحر والرطوبة الشديدين في قطر.

واشتكت المنظمات من أن أنظمة الحماية من الحرارة الحالية، التي تنطبق على الغالبية العظمى من العمال في قطر، تحظر العمل في الهواء الطلق فقط، وأن كل البيانات المناخية، تبين أن الظروف الجوية في قطر تؤدي إلى أمراض قاتلة مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة في غياب فترة راحة كافية.

كما طالبت المؤسسات الحقوقية الدولية بالتحقيق في أسباب وفاة عمال مهاجرين، ونشر بيانات عن هذه الوفيات بانتظام، واستخدام هذه المعلومات لوضع السياسات الصحية العمومية المناسبة. 

وأوضحت المنظمات، أن قطر سعت إلى الأضواء من خلال ترشّحها لتنظيم نهائيات كأس العالم 2022، وجلبت مئات آلاف العمال المهاجرين لبناء الطرق والملاعب والفنادق، ثم وضعت على الرف توصيات رئيسية من مستشارين وظفتهم للتحقيق في وفيات العمال المهاجرين.

وفي تقرير سابق لإحدى المنظمات الحقوقية ومقرها الولايات المتحدة، طالبت الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» والاتحادات الوطنية والشركات الراعية لتنظيم بطولة كأس العالم 2022 في قطر بالمطالبة بتوفير المزيد من الحماية من الحرارة والرطوبة للعاملين في هذه الدولة الخليجية.

ومن أكثر العمال المعرضين للموت في قطر، العمالة القادمة من الدول الآسيوية، وخاصة بنغلاديش، حيث إنه في عام 2013، توفي 520 عاملاً من ذلك البلد، ومثلهم من عمال الهند، فيما توفي 385 عاملاً من نيبال في عام 2012، 74% منهم لقوا حتفهم لأسباب لم يتم شرحها.

وقد ذكرت تقارير مؤخراً أن ما لا يقل عن 70 عاملاً بنغلاديشيا وظفتهم شركة تنظيف مقرها الدوحة يعيشون حياة غير إنسانية منذ أكثر من 6 أشهر بعد تسريحهم من وظائفهم، وفقاً لما قاله العمال وأفراد أسرهم.

وكانت تقارير بريطانية ذكرت أن عمال بناء منشآت لكأس العالم 2022، يتعرضون لظروف معيشية قاسية، حيث يفترشون للنوم أسرّة لا تصلح للاستخدام الآدمي في مخيمات جماعية تنصب لهم في العراء وتحت درجات حرارة عالية.

وأوضحت التقارير أن مثل هذا الجحيم لا يمكن أن يكون تجسيداً لحياة عمال مهمتهم بناء ملاعب كرة قدم، ولكنه يجسّد معاناة أشخاص يحفرون قبورهم بأيديهم يومياً بمرأى ومسمع من الحكومة القطرية والعالم، مؤكدة أن الدوحة تعامل العمال كالعبيد.

وكان المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان التابع للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» طالب في تقرير له منذ أشهر عدة، بالكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن جهود مراقبة أوضاع العمال في مواقع البناء بمنشآت كأس العالم في قطر.