"الفجر" تنشر خريطة أحزاب التمدد الشيعي في اليمن

تقارير وحوارات



لدى نظام المخلوع علي عبدالله صالح، تجربة كبيرة في عملية إجهاض العمل السياسي، وإضعاف القوى المعارضة لنظامه، واستنساخ أحزاب سياسية، وتفتيت الأحزاب لتتصارع فيما بينها، تجربة عرضت الحياة الحزبية في اليمن على مدى عقدين من الزمن للضعف والرضوخ وتلاشي التأثير الشعبي.

 

جماعة الحوثي، هي الأخرى استلهمت تجربة صالح في الحياة السياسية، وعبر أذرعها سيطرت بشكل مطلق على الكثير من الأحزاب اليمنية، كما مهدت للإعلان عن أحزاب سياسية تدين بالولاء لها، مقابل الدعم.

 

ووفقاً لمعلومات توفرت لـ"الفجر"، فإن الكثير من الأحزاب اليمينة الموالية للحوثي تتلقى تمويلاً ودعماً شهرياً من إيران عبر وسطاء حوثيين، من أجل استمرار عملها ونشر التشيع والتجربة الإيرانية في الأوساط اليمنية.

 

الأحزاب اليمينة الجديدة

"الأحزاب الجديدة في اليمن، رؤوس صغيرة على أجساد أصغر"، هكذا وصف الكاتب اليمني فارع المسلمي، الأحزاب اليمينة عقب أحداث عام 2011 التي أفضت إلى إزاحة المخلوع صالح عن الحكم عبر المبادرة الخليجية.

 

وقال المسلمي: بعد إعلان توحيد البلدين (الجنوب والشمال) عام1990 تم تسجيل 38 حزبا سياسيا كان منها 16 حزبا تم تسجيلها في العام 2011 حصل 16 حزبا جديدا على تراخيص إنشاء خلال عام واحد، ومن بينها أحزاب سياسية ذات توجة ديني سلفي مثل: حزب اتحاد الرشاد وحزب السلم والتنمية.

 

وكشفت مصادر سياسية لـ"الفجر"، عن تلقي أحزاب يمنية تم إنشاؤها عقب عام 2011 تمويلا مباشرا من جماعة الحوثي.

 

وقالت المصادر إن تلك الأحزاب هي "حزب الربيع العربي، حزب العمل اليمني، حزب الحرية التنموي، الحزب الديمقراطي اليمني، حزب المستقبل الديمقراطي، حزب شباب العدالة والتنمية، حزب السلام الاجتماعي، حزب الوفاق الوطني، حزب الوطن، حزب شباب التنمية الوطني الديمقراطي، حزب الكرامة، حزب الجمهوري، حزب العدالة والحرية".

 

وقد تم تأسيس هذه الأحزاب بإيعاز من قيادات حوثية والمخلوع صالح نفسه لتفتيت الحياة الحزبية، وتلقى مؤسسو تلك الأحزاب أموالا لاعلان التأسيس، ويتلقون حالياً تمويلا شهريا يصل إلى عشرة آلاف دولار شهرياً لكل حزب.

 

حزب الأمة

تم إعلان الحزب بداية عام 2012، وأغلب قيادييه انشقوا عن حزب الحق، ومن بينهم رئيس الحزب محمد فتاح الذي كان يتولى منصب رئيس مجلس الشورى في حزب الحق, وكذلك القيادي في حزب الحق سابقاً يحيى الديلمي, وعدد من الشخصيات الشيعية اليمنية.

 

وبحسب عضو سابق في الحزب، فإن الحزب تلقى على مدى ثلاث سنوات منذ تأسيسه مبالغ كبيرة عبر وسطاء في حزب الله اللبناني من الحرس الثوري الايراني.

 

وأكد العضو السابق أن إنشاء الحزب جاء بعد ضعف دور حزب الحق، الذي كان وجهة الشيعة سياسياً في اليمن.

 

 ولفت إلى أن الحزب نظم عشرات الدورات لأعضائه وقيادته في لبنان وإيران, كما نظم زيارات لشخصيات قبلية مقربة من الحزب، خاصة من مناطق صعدة وعمران وصنعاء.

 

ولا يخفي الحزب ميوله للتيار الايراني في حياته السياسية، بل ويجاهر بأن إيران تمول الكثير من التيارات الحزبية الشيعية في العالم ومن بينها حزب الأمة.

 

ويمتلك الحزب بعض المؤسسات الخيرية والتعلمية والتوعية، ومنها مؤسسة الزهراء، ومؤسسة الحسين في صنعاء القديمة.

 

حزب الحق

يعرف هذا الحزب بأنه حزب النخب الزيدية اليمنية، وقد تم تأسيسه عقب الوحدة اليمنية 1990، وكان من أبرز مؤسسيه، مؤسس جماعة الحوثي حسين بدر الدين الحوثي، الذي لقي مصرعه في محافظة صعدة شمال اليمن 2004على يد الجيش اليمني.

 

مر الحزب بفترات من الضعف خاصة بعد خسارته في جولات الانتخابات النيابية، وعدم حصوله على أي مقعد في البرلمان في أي من الانتخابات التي جرت في اليمن، مما أضعف دور الحزب، وكذلك وجود صراع خفي بين قيادات الحزب نتج عنها تحرك العشرات من أبرز قيادات الحزب للانشقاق عن حزب الحق، قبل أن يلملم صفوفه في يناير 2013، إثر عقد قيادات موالية للحوثي المؤتمر الأول للحزب بصنعاء، وسط رفض من جناح آخر يقوده القيادي في الحزب محمد المنصور الذي اعتبر يومها أن هذا المؤتمر غير شرعي.

 

المؤتمر الذي يعد الأول منذ تأسيس الحزب، انتخب فيه حسن زيد أمينا عاما، وحالياً يقود زيد مع شخصيات شيعية أخرى الذراع السياسي والحزبي للحوثيين، ويعد واحدا ممن تلقوا تعليمهم الديني في الحوزات الإيرانية، وسعى الحزب طوال السنوات الماضية لإشاعة التشيع في الأوساط اليمنية وخاصة في المناطق الريفية.

 

الاشتراكيون الجدد

مؤخراً، استطاعت الميليشيا الحوثية، شق صف الحزب الاشتراكي اليمني، من خلال استمالة قيادات وأعضاء من مؤيدي الحوثيين في عدد من المحافظات ومن أبرزها صعدة وعمران وصنعاء وإب وتعز.

 

ومنذ الأسبوع الماضي، تحاول "اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر الاستثنائي العام للحزب الاشتراكي اليمني"، تنظيم سلسلة من اللقاءات السياسية للخروج برؤية موحدة للاعلان عن كيان إشتراكي جديد من أعضاء الحزب الإشتراكي.

 

وأعلن هذا الكيان الجديد بشكل صريح وقوفه مع الميليشيا الحوثية، كما دعا أنصاره إلى التخندق مع الحوثي.

 

واعتبر في بيان له صدر الأسبوع الحالي أن القيادة الحالية للحزب "خائنة"، مؤكداً مضيه في طريق التحضير "لانعقاد المؤتمر الاستثنائي العام للحزب".