شيخ الأزهر يشارك في افتتاح المؤتمر العالمي حول الوسطية في الإسلام بأندونيسيا

أخبار مصر



يبدأ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأحد، زيارة إلى إندونيسيا، هى الثانية له إلى أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان، وكذلك الدولة الأكبر من حيث عدد الطلاب الوافدين الذين يدرسون في الأزهر الشريف.

وتعود العلاقات بين إندونيسيا والأزهر إلى عدة قرون، قبل أن يفد أبناء إندونيسيا إلى الأزهر للدراسة في أروقته، فإنهم كانوا يستغلون مواسم الحج للقاء علماء الأزهر وسؤالهم عما يشغل بالهم من مسائل الفقه والشريعة، ثم بدأ الإندونيسيون قبل أكثر من قرن ونصف في القدوم إلى مصر لينهلوا من علوم الأزهر وشيوخه الأجلاء.

وسكن طلاب إندونيسيا في أحد أروقة الأزهر، وهو "الرواق الجاوي"، نسبة إلى جزيرة جاوة، أكبر جزر الأرخبيل الإندونيسي وموطن معظم سكان البلاد، وما زال هذا الرواق متواجدا حتى اليوم في حرم الجامع الأزهر.

وهناك رواق آخر للإندونيسيين، يسمى "رواق إندونيسيا" أسسه الطلاب الإندونيسيون منذ قرابة أربع أعوام، يقوم بعدد من الأنشطة منها: إصدار مجلة تسمى "أزهري" باللغة الإندونيسية لتغطية أنشطة الأزهر، بالإضافة إلى إصدار كتيبات عن المنهج الأزهري، كما دشن طلاب إندونيسيا في الأزهر موقعين إلكترونيين للدفاع عن الفكر الوسطي.

وبناءً على اتفاقية تعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الشئون الدينية الإندونيسية تم إنشاء العديد من المعاهد الابتدائية والإعدادية والثانوية، التي تقوم بتدريس مناهج الأزهر، كما ارتبطت جامعة الأزهر بموجب تلك الاتفاقية بعلاقات تعاون مشترك مع الجامعات الإندونيسية في كافة المجالات العلمية والأكاديمية من خلال تبادل أعضاء هيئة التدريس لإلقاء المحاضرات الثقافية وإجراء البحوث العلمية، كما تم إنشاء كلية الدراسات الإسلامية لتدريس المناهج الأزهرية بجامعة "شريف هداية الله الإسلامية" الحكومية في جاكرتا.

وفي مايو ٢٠١٠ تم تأسيس فرع للرابطة العالمية لخريجي الأزهر في إندونيسيا، ويقوم الفرع منذ إنشائه بالعديد من الأنشطة مثل ترجمة الكتب الخاصة بموقف الأزهر من بعض القضايا الشائكة مثل كتاب "بيان للناس"، كما قام الفرع بعقد العديد من الدورات التدريبية والندوات الثقافية والعلمية، بالإضافة إلى تنظيم المؤتمرات الطلابية والملتقيات العلمية.

وشهد عام 2016م زيارة تاريخية لشيخ الأزهر الشريف، دولة إندونيسيا، حيث لقي استقبالًا حافلًا، من حيث البروتوكولات والتشريفات الرئاسية بما يعكس عُلُو مكانة وقيمة وقامة الأزهر الشريف وشيخه في قلوب الإندونيسيين، حكومةً وشعبًا، وقد توجت تلك الزيارة بمنح فضيلته الدكتوراه الفخرية من جامعة مولانا مالك إبراهيم الحكومية، تقديراً واعتزازاً بإسهاماته وجهوده العلمية والدينية في نشر قيم الوسطية والسلم والتعايش ونبذ العنف والإرهاب.

ويأتي زيارة الإمام الأكبر الحالية إلى إندونيسيا، تلبية لدعوة وجهها إليه الرئيس الإندونيسي في مارس الماضي، للمشاركة في افتتاح المؤتمر العالمي حول الوسطية في الإسلام، حيث يلقي الكلمة الرئيسية في المؤتمر، وذلك بحضور كبار الشخصيات الدينية.