تزامنًا مع ذكرى ميلاده.. 3 مشاهد أثارت الجدل أثناء إعدام صدام حسين

تقارير وحوارات



الحكمة والتمرد".. ليس سهلًا أن تجمع بينهما جملة واحدة، إلا أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين جعلهما شعارًا أساسيًا آمن به، وصمم لنفسه نهجًا مختلفًا عن سياسات بقية حكام العالم، سار عليه حتى آخر لحظات حياته، فلم يكن الموت فكرة مخيفة له بقدر ما كانت الحياة بلا عدل والوطن بلا أمن  ظلام قاتل له .

 

امتلأت فترة حكمه بالمعارك والانتصارات، وخلق تمسكه بآرائه السياسية بينه وبين قادة الدول العربية، حالة من الشد والجذب يشوبها بعض التوتر بين الحين والآخر، وبالرغم من ذلك كان حريصًا على توطيد علاقته بمصر، ولصدق مشاعره التي لاتتمكن الأفعال من التعبير عنها دون الكلمات؛ حرص دائمًا على كتابة خطاباته بنفسه، فقد كان يفضل دائمًا أن يحظى بفرصة التعبير الحقيقي عما يشعر به وينقله لشعبه مباشرة، بعيدًا عن الوساطات والعبارات المزيفة التي لاتعكس الصورة التي تراها عيناه .

 

ولأن صدام حسين، شخصية قوية، عرفت كونها الأكثر غموضًا وإثارة للجدل في التاريخ؛ حظيت لحظات إعدامه الأخيرة، بهذا النصيب من المشاهد المؤثرة والجدلية، خلقت عدة تساؤلات، نرصدها لكم خلال السطور التالية .

 

أسرار اختيار أول أيام عيد الأضحى توقيتًا للإعدام

أثار توقيت إعدام صدام حسين، الجدل، بعدما تزامن مع أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث ترددت العديد من التفسيرات والأقاويل، والتي تتراوح بين كونها محض صدفة، وبين أن تكون مقصودة لإهانة العرب والمسلمين، بطريقة غير مباشرة .

 

إلا أن تاريخ تنفيذ حكم الإعدام والذي وافق 30 ديسمبر من عام 2006، خلق توقعًا مختلفًا، بأن الأمريكيين وحلفائهم اعتبرواهذا التوقيت هو الأنسب، حيث اعتقدوا إن إعدامه في نهاية العام رمزًا لانتهاء الخسائر والهزائم للولايات المتحدة، وبداية جديدة تحمل معها النصر، ليفتتح الكونجرس مرحلة جديدة مع بداية العام .

 

ما وراء الكلمات الأخيرة قبل تنفيذ الحكم؟

كان "حسين" يمتلك من الشجاعة ما تكفيه للتفكير في أمور أكثر أهمية بالنسبة له من الموت، بعكس رد الفعل المعتاد في مثل هذه اللحظات، فقد كان يقف شامخًا، كل ما يشغله هو خشيته من أن يرتجف لاإراديًا أمام شعبه، فينقل إليهم إحساس الضعف والخوف الذي لم يكن حقيقيًا.


فكان طلبه الأكثر غرابة، والذي لم يفهمه الكثيرون، هو معطفًا أثار حيرة الضابط المسؤول عن حراسته، وهو الأمر الذي دفعه لسؤاله عن سبب هذا الطلب العجيب، ليجيبه في رد صادم: "لأن إعدامي سيتم فجرًا .. والجو سيكون باردًا .. لا أريد أن يقول شعبي أني أرتجف خوفًا من الموت".

 

ولم يكتف الرئيس العراقي الراحل بذلك، فقد كانت له كلمات قوية وصادمة، وجهها بجرأة شديدة بالرغم من الموقف الصعب الذي كان فيه، عندما زلزل أصداء الرعب بداخل الحكام الخائنين له في هذا الوقت، عبر مقولته الشهيرة: "أنا ستعدمني أمريكا.. أما انتم ستعدمكم شعوبكم".


وصية غير مفهومة تتحقق

بالرغم من وفاة صدام حسين، إلا أنه ترك وصية أعادت إثارة الجدل من جديد على الساحة السياسية، فقد أكدت عائلته أنه أوصى بأن يدفن في أكثرمن مكان، دون أن يدركوا المقصود من هذا الأمر أو أسبابه .

 

وبعد مرور الوقت، اتضح أن كلماته التي أوصى بها تحققت بعد تفجير قبره عام 2015، أثناء تحرير المنطقة من التنظيم الإرهابي "داعش"، وهو ما توجب بموجبه نقل الجثمان في سرية تامة إلى مكان آخر مجهول لم يتم الكشف عن تفاصيله حتى الآن .

 

يذكر أن صدام حسين، ولد يوم 28 أبريل عام 1937 في قرية العوجة، الواقعة شمال غرب بغداد، لعائلة تمتهن الزراعة، درس في كلية الحقوق بجامعة القاهرة ثم أكمل دراسة التخصص في بغداد، وحصل على درجة البكالوريوس، وتدرج في المناصب العسكرية حتى تولى حكم العراق عام 1979، وبعد إسقاط نظامه من قبل الأمريكيين، تقرر تنفيذ حكم إعدامه عام 2006 .