د. حماد عبدالله يكتب: نظام التسجيل للأوتوستوب فى المرور

مقالات الرأي



وحددت مديريات الشباب جائزة من يسجل فى مثل هذا الدفتر مسافات يستطيع الشباب أن يحصل عليها "أربعة الاف كيلو" متر بطريقة الأوتوستوب ، يستطع أن يكون ضمن مجموعة شباب تجرى بينهم (القرعه) التى ترجحهم للسفر إلى المعسكرات الدولية , سواء فى (صوفيا) أو (براج) أو "برلين الشرقية" أو "بوخارست" , حيث كان هناك أتفاق بين كل الدول فى أوربا الشرقية ومصر , لتبادل الشباب والرحلات وحضور معسكرات العمل فى تلك الدول لفترات تتراوح بين 21يوماً إلى شهر فى الأجازات الصيفية.

وفى هذه المعسكرات بجانب النشاط الثقافى يقوموا بزرع الاشجار فى الطرق , وفى المناطق التى تحتاج لتشجير حسب خطة كل دولة ، و اتذكر جيداً اننى إشتركت فى معسكرات (جنوب التحرير) وهى المنطقة الواقعة من شمال الجيزة وحتى الكيلو 60 فى الطريق الصحراوى ، ومعسكرات شمال التحرير وهى التى ما بين الكيلو 48 و الكيلو 30 فى شمال الطريق الصحراوى إلى الإسكندرية وكذلك "معسكرات وادى النطرون ", "والواحات البحرية" "والوادى الجديد" وقد نلت حظ السفر إلى "رومانيا" بالباخرة ضمن معسكر للشباب بمدينة "صوفيا".

وكان المقابل للطالب المشترك ثمانى جنيهات فى الشهر وهذا يعتبر مبلغ معتبر جداً فى هذا الزمن يمكن توفيره لمرحلة الدراسة فى العام التالى!!

وأعود إلى بداية مقالى السابق حيث ذكرت بأننى سجلت على أغلفة كل 

( كراساتى ) " لقد أخطأ القدر حينما أدخلنى التعليم الصناعى ، ويجب أن يصحح خطأه !!

ومن هذا المنطلق ، كنت بجانب أننى متباهى جداً  بأننى طالب بمدرسة شبرا الثانوية للنسيج ، وكنت أعلن فى أى تجمع عن حبى لمدرستى ونوع دراستى إلا أننى شغوف بأن أستكمل تعليمى العالى.

 وكان لدينا فى هذا الزمن مادة دراسية مقررة أعتقد أنها فى منتهى الأهمية فى هذه الأيام ، إلا أنها للأسف الشديد إندثرت ولا أعلم أى أسباب وراء إختفائها وهى مادة " الفتوة "أو ما تعرف بالتربية العسكرية ، من المرحلة الثانوية وحتى المرحلة الجامعية ، وكانت هذه المادة تفرض على الطلبة والطالبات " زى موحد " قميص رمادى ، وبنطلوب أزرق  ، وحزام ( أيش ) وكذلك حذاء عسكرى ( ثقيل ) وكذلك " جتر " فوق الحذاء على " قصبة الرجل " وكاب ( غطاء رأسى ) رصاصى غامق ، ملابس عسكرية ( طلابية ) وبديلاً عن البنطلون لدى الشباب ترتدى الفتيات ( جونله ) جيبة !! ذات اللون الأزرق أيضاً ، فكان هذا هو ( اليونيفورم ) الذى نستخدمه للحضور إلى المدرسة ، وكنت فخوراً جداً بهذا الزى ، وأعتنى به ( نظافة وكى ) وإتساق مع كل المطلوب ، من تلميع للحذاء ودهان أبيض ( للجتر والأيش )  وكان لدينا تفتيش طابور عسكرى فى الطابور المدرسى ، عند تحيه العلم ، وهذا كان ضمن مقدسات اليوم المدرسى.

لقد إستطاعت إدارة " الفتوة " بقيادة العقيد "جمال نظيم" ، أن ننظم الحياة العسكرية مع شباب يعيش المرحلة  الثانوية و يصبغهم بالإلتزام ، والإنتماء ، وأيضاً الوطنية البالغة ، وحسن الأداء ، وكذلك إحترام الغير ، وخاصة كبار السن والسيدات فى الشارع المصرى أو فى وسائل النقل العام ، شىء نفتقده بشدة فى هذا الزمن !!
وللحديث بقية.