تركيا على صفيح ساخن.. الانتخابات المبكرة تشعل الصراع بين الأطراف الحاكمة

تقارير وحوارات



بمجرد إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إجراء انتخابات مبكرة في 24 يونيو، بدعوى أن التحديات الاقتصادية والحرب في سوريا تفرض على البلاد ضرورة التحول سريعًا إلى رئاسة تنفيذية قوية ستصبح سارية المفعول عقب التصويت، ما دفع الأحزاب للاستعداد للدفع بمرشحين في تلك الانتخابات في ظل تبادل التصريحات المنتقدة لكل الأطراف.

 

 تعديل لوائح الانتخابات

 

البداية، حينما أقر البرلمان التركي، الشهر الماضي قانونا يعدل لوائح الانتخابات وصفته المعارضة بأنه قد يفتح المجال للاحتيال ويهدد نزاهة التصويت.

 


 

 

ومنح القانون الجديد الهيئة العليا للانتخابات سلطة دمج دوائر انتخابية ونقل صناديق الاقتراع إلى دوائر أخرى.

 


 

 

دعوة "أردوغان" للانتخابات

 

وعلى الفور، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إجراء انتخابات مبكرة في 24 يونيو، قائلًا؛ إن التحديات الاقتصادية والحرب في سوريا تفرض على البلاد ضرورة التحول سريعا إلى رئاسة تنفيذية قوية ستصبح سارية المفعول عقب التصويت.

 


 

 

وأكد أردوغان ضرورة الانتهاء من مسألة الانتخابات مشيرا إلى العمليات العسكرية في سوريا المجاورة والحاجة لاتخاذ قرارات مهمة بشأن الاستثمارات واقتصاد من المستبعد أن يحافظ على النمو الكبير المسجل العام الماضي. وقال الرئيس التركي "لابد من إبعاد قضية الانتخابات من جدول أعمالنا".

 


 

 

الأحزاب المشاركة في الانتخابات

 

وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، أنه وبناء على التقييم الذي أجراه رئيس النيابة العامة لمحكمة الاستئناف التركية، ووفقا للمادة 14 من القانون رقم 298 والمادة 35 من القانون 2820 ، فإن الأحزاب التالية تتوفر فيها الشروط المنصوص عليها في الانتخابات وفقا للأحكام الأساسية، وقانون الأحزاب السياسية، ستتمكن من خوض الانتخابات، وهي؛ حزب العدالة والتنمية، وحزب الشعب الجمهوري، وحزب الحركة القومية، وحزب الشعوب الديمقراطي، وحزب الخير, حزب الاتحاد الكبير, الحزب الديمقراطية,حزب الاستقلال,حزب السعادة.

 


 

 

حركة تنقلية في حزب الشعب

 

وقال مسئولون من حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، إن 15 من نوابه انضموا إلى حزب قومي ناشئ، حتى يتسنى له خوض انتخابات مبكرة في يونيو.

 

وبعد انفصال النواب عنه سينخفض عدد المقاعد التي يشغلها حزب الشعب الجمهوري إلى 116 مقعدا، في البرلمان المؤلف من 550 مقعدا. 

 


 

 

تحدي "أردوغان"

 

كما ذكر مسئولو حزب الشعب الجمهوري أن الخطوة غير المألوفة ضرورية لتحدي أردوغان، الذي ينظر الكثيرون إليه بوصفه أكثر الساسة شعبية في تاريخ تركيا الحديث.

 


 

 

وقال بولنت تزجان، المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري في مؤتمر صحفي: "لن تكتب أسماء أصدقائنا في التاريخ بوصفهم نوابا تركوا حزبهم، بل بوصفهم أبطالا أنقذوا الديمقراطية وفقا لشعورهم بالمسؤولية تجاه حزبهم".

 

وأضاف: "هذه ليست مهمة سهلة بل شاقة، لكننا في زمن حكم الفرد الواحد نظهر قوتنا وقدرتنا على إنجاز المهام الشاقة".

 


 

 

استبداد حكمه

 

فيما يقول منتقدو أردوغان، إن حكمه يصبح استبداديا على نحو متزايد، ويشيرون إلى اعتقال أكثر من 160 ألف شخص منذ محاولة الانقلاب عام ،2016 والإجراءات الأمنية واسعة النطاق ضد الإعلام وأحزاب المعارضة.

 


 

 

 

 


 

 

انتخابات قمعية

 

وعلى صعيد آخر، اتهم رئيس حزب السعادة المعارض تيميل كرم أوغلو، الحكومة بإضعاف اقتصاد البلاد، واصفاً الانتخابات المبكرة بأنها "انتخابات قمعية".

 


 

 

 ولفت إلى أن الاقتصاد بات أكبر المشكلات التي تواجه الحزب الحاكم في تركيا خلال الوقت الراهن قائلاً: "تركيا تحترق، فالحكومة تعجز عن إيجاد الأموال وتعجز عن إيجاد حلول للمشكلات، ولا تلوح في الأفق إمكانات إيجاد حلول ما دام أن الحكومة لا تغير المنطق الذي تتبعه إلى اليوم".

 


 

 

وشدّد على أن السبب الرئيسي لعقد الانتخابات المبكرة هو ضعف الاقتصاد، مؤكدًا أنه ينبغي على جميع المواطنين أن يدركوا أن استمرار حزب العدالة والتنمية بالفوز في الانتخابات سيصيب البلاد بمشاكل كبيرة يصعب التنبؤ بها اعتبارًا من الأشهر القادمة.

 


 

 

واعتبر أن الحزب الحاكم استنفد الموارد ولم يعد قادراً على إيجاد قروض، غير أنه لا يزال متمسكاً بالسلطة ولا يغير سياسته المعتمدة على «الريع»، ورأى أن حزب السعادة سيكون صاحب القول الفصل في هذه الانتخابات.

 


 

 

إقناع رئيس تركيا السابق بالترشح

 

ويسعى رئيس حزب السعادة، إلى إقناع رئيس الجمهورية السابق عبد الله غل بالترشح لانتخابات الرئاسة ضد أردوغان، لكن غل نفسه يبدو غير راغب في مواجهة أردوغان، وهو رفيق درب حياته السياسية حيث إنهما أسسا معا "حزب العدالة والتنمية"، لكن بعض المراقبين يقولون إنه قد يقبل بالترشح إذا توافقت جميع أحزاب المعارضة على مرشح واحد.

 


 

 

وبحسب استطلاع للرأي أجرته شركة "آنار" المقربة من «حزب العدالة والتنمية» فإن نسبة الأصوات الافتراضية التي قد يحصل عليها غل حال ترشحه للرئاسة وصلت إلى 48.5 في المائة. وقال رئيس الشركة إبراهيم أوصلو إنه في حال ترشح غل للانتخابات الرئاسية أمام أردوغان فإن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيكون في أزمة حقيقية. وذكر أوصلو أن غل لا يريد أن يكون مرشحاً رئاسيا. "لكنني أعتقد أنه قد يبدي اهتماماً بالترشح إن كان مرشحًا مشتركًا للمعارضة".

 


 

 

مبررات "أردوغان"

 

وجاء تعليق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إثر ما ردده محللون سياسيون أعربوا عن الاعتقاد أن الدعوة المفاجئة لإجراء انتخابات مبكرة تهدف إلى مباغتة المعارضة والاستفادة الشعبية من زخم العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية في سوريا.

 


 

 

وقال أردوغان، إنه كان بإمكانه البقاء في كرسي الرئاسة عاما ونصف العام حتى تنتهي مدته الرئاسية الحالية، لكنه فضل استقرار ورخاء البلاد على البقاء.

 

وتحدى أردوغان، رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو أن يترشح شخصيا للانتخابات الرئاسية، قائلا إنه يتمنى رؤية رئيس هذا الحزب، الذي يعد أكبر أحزاب المعارضة التركية، ينافسه في الانتخابات.

 

وأوضح "لا داعي لأن يقلق أو يبحث عن مرشح آخر لينزل هو إلى الميدان ويشاهد كم سيحصل عليه من الأصوات"، متابعًا؛"كنت تطالب دائما بالنزول إلى الميدان تفضل هذا هو الميدان ترشح للانتخابات وشاهد ما هي نسبتك في هذا الميدان".