خبراء: قرار نقل المنابر للمخازن هو تدمير للآثار الإسلامية (صور)

أخبار مصر



قال عماد عثمان، كبير باحثين بالآثار الاسلامية، ومدير عام آثار جنوب القاهرة، إن قرار نقل المنابر الأثرية من مساجدها، خاطئ وغير مدروس، وسيحول تراثنا إلى مسخ على حد تعبيره.

وأضاف عثمان أنه سبق وطرحت الفكرة منذ سنوات ورفضها الجميع، وبدلًا من الفك والتركيب والتخزين فالنوفر الأمن والحراسة على مدار ٢٤ ساعة للمساجد الأثرية. 

وأضاف كبير الباحثين بقطاع الآثار الإسلامية، أنه مهما بلغت مهارة المرمم لن يستطيع إعادة الشئ لأصله، ولنا سابق تجربة مع مسجد سليمان باشا الخادم بالقلعة، فقد تم تفكيك المنبر أثناء الترميم ولم يستطع فريق الترميم إعادته كما كان، والجامع مغلق حتى الآن.

وقال عثمان إنه أثناء نقل منبر جامع أبو بكر مزهر، لم يكن هناك إضاءة كافية، وظل التسليم معطل حتى الواحدة صباحًا، واضطر الفريق لترك المنبر بالخارج بجانب باب المخزن إلى الصباح حتى يتمكنوا من إدخاله.

ومن جانبه، قال الدكتور محمد شحاتة أستاذ علم الترميم، إن ما يتم فكه يمكن إعادة تركيبه على أيدي المتخصصين من المرممين، ولابد من حدوث تلفيات إن لم تتوفر العناية الفائقة، وقد يفقد المنبر 15‎% على الأقل من قوته وصلابته التي تمت المحافظة عليها عبر الزمن.

وأضاف أن كثرة المعروض من المتشابهات تفقدها روعتها ورونقها، فعرض عدة منابر جوار بعضها البعض في قاعات متحف سوف يفقدها قيمتها الحقيقية، فقيمة الأثر دائمًا في بيئته الأصلية.

وأشار إلى أن قيمة المنابر في بيئتها وهي المساجد، ولن تجد أحدًا يتأمل منبرا في قاعة عرض، وإنما تأمل المنابر ودراستها وما بها من زخارف ومالها من وظيفة تتم في بيئاتها وهي الجوامع الأثرية.

وأكد شحاته أن نقل المنابر من المساجد هو تفريغ للآثار الإسلامية من قيمتها، وقال لو كان سبب وغرض النقل هو عدم السرقة، فمن الأولى  حماية الأثر لا تفريغه من قيمته، وإن كنا خائفين من اللصوص ولا نستطيع مجابهتهم فلننقل الأعمدة فهي ذات قيمة، ولننقل الزخارف والكتابات المذهبة، والنجف والمشكاوات الأثرية فهي ذات قيمة.

وردًا على سؤال حول قدرة المرمم على إعادة تركيب المنبر مرة أخرى، قال شحاتة إن المرمم لن يستطيع محاكاة الصانع القديم، ولن يستطيع تقمص شخصيته وروحه أثناء تصنيعه للمنبر، ولن يستطيع محاكاة ما أبدعه.

وأشاد شحاتة بالمرممين المصريين وبمهارتهم، ولكنه أضاف قائلا إنه ليس من دور المرمم تفكيك أثر موجود وقائم بالفعل وإعادة تركيبه، إنما مهمته إصلاح ما تلف منه والوصول به إلى أقرب ما يكون من صورته الأصلية.