مسجد السلطان قايتباي يتعرض لأكبر سرقة واعتداء على الآثار في مصر (صور)

أخبار مصر



ملف الآثار المهملة والمعرضة للسرقة، أو التي تعرضت للسرقة يبدو أنه قد انطلق ولن يوقفه إلا ردود شافية من وزارة الآثار، وإجراءات حاسمة يكن فيها حماية لآثارنا من الضياع.


فبعد تعرض مسجد قاني باي رماح، وجانم بهلوان، وتلاهم منذ أيام مسجد أبو بكر مزهر للسرقة، لم يتوقف قطار السرقة، فمجموعة السلطان الأشرف قايتباي هي أيضًا تعرضت لسرقة وصفها البعض أنها الأكبر في الآثار الإسلامية.

 

يقول محمود فتحي، أحد جيران المجموعة الأثرية، أنه منذ عدة سنوات قام البعض بالاعتداء على المسجد، وسرقة الحشوات الخشبية للمنبر، والتصفيح الموجود على الباب الأثري للمسجد.


ولكن من هو الأشرف قايتباي وأين مجموعته وما قيمتها الأثرية:




الأشرف قايتباي هو من السلاطين الذين تركوا لنا تراثًا أثريًا معماريًا ضخمًا، وهو من المماليك البرجية، ولد سنة 815 هـ ـ 1412 م، وكان متقشفًا، كثير المطالعة، له اشتغال بالعلم، وفيه نزعة صوفية، كما كان شجاعًا عارفًا بأنواع الفروسية.  


 

له الكثير من الأعمال الإنشائية منها قلعته الشهيرة بالإسكندرية وأخرى برشيد وعدد من المساجد والمدارس، والأسبلة والوكالات.


ومن أشهر عمائر السلطان قايتباي في مصر مجموعته الشهيرة، التي تقع في جبانة المماليك، وتتكون من جامع، وقصر، ومقعد صيفي، ووكالة وسبيل وكتاب، وهذه المجموعة الأثرية هي التي تزين العملة الورقية المصرية فئة واحد جنيه.


 

ورصدت كاميرا الفجر عدة سرقات واعتداءات حدثت على مجموعة السلطان الأشرف قايتباي، أولها بالمنبر، والذي سرقت منه الحشوات العاجية والتي تكون الأطباق النجمية.


 

قال الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن قرار رئيس الوزراء الأخير بنقل المساجد الأثرية إلى متحف الحضارة، هو قرار صحيح بغرض حمايتها، وأن السرقات التي حدثت ببعض المساجد الأثرية مثل مسجد قاني باي رماح، ومسجد جانم بهلوان، ومسجد أبو بكر مزهر، والآن مسجد قايتباي، والتي ستحدث في المستقبل هي سرقات ممنهجة وموجهة للآثار الإسلامية، لقيمتها الأثرية العالية، فعمر المجموعة يرجع إلى ما يقرب من 600 سنة مضت.

 

وتابع الكسباني أنه بسبب عدم تسجيل الآثار المنقولة طوال العقود الماضية، تعرضت لسرقات متتالية، ووزارة الأوقاف تتحمل جزء كبير من هذه المشكلة؛ لأن المساجد في عهدتها من بعد الخامسة مساءًا، وهو الأمر أيضًا الذي يجب تعديله، ففي الفترة من بعد الخامسة مساء وحتى اليوم التالي هى التي تحدث فيها أغلب السرقات.


وأشار الكسابني إلي أنه تمت المطالبة منذ عشر سنوات، بأن تقيد حراسات المساجد بوزارة الداخلية، ويحصلون على رواتب مناسبة، ولكن الأوقاف رفضت.


ويكمل الكسباني قائلًا: لما تمت سرقة منبر جامع قاني باي رماح، أبلغ الغفير المسؤول عن المسجد والتابع لوزارة الأوقاف، قسم الشرطة أنه تمت سرقة أخشاب قديمة مهملة، ولما جاء الأثري صباحًا وأراد أن يقدم بلاغ عن سرقة منبر المسجد، فيتم الاكتشاف أن الخفير قد قدم بلاغ بالصورة السابقة، وأن المسجد أيضًا ليس تحت ولاية الآثار أثناء وقت السرقة، وبهذا الأسلوب المتخبط تضيع الحقيقة.


وهو الأمر الذي يجب تعديله، حيث أنه يجب أن تخضع المساجد الأثرية لولاية الآثار بشكل كامل، ويتم حمايتها ومراقبتها كأي موقع أثري.  


وقال الكسباني أن الصور التي التقطتها عدسة الفجر، هي صور مأساوية بكل المقاييس، فالحشوات العاجية للمنبر مسروقة بالكامل، وبشكل محترف للغاية، يدل على أن من يسرق يدرك جيدًا ماذا يفعل، وهو فني على مستوى عال من المهرة والخبرة والإدراك.




كما أن هناك صورة توضح سرقة التصفيح الخاص بالباب الخشبي للمسجد، وهو غاية في الدقة الفنية وروعة التكوين.



كما أن هناك صورة أخرى توضح اعتداء سافر على مبني المسجد حيث يوجد ما يشبه الغرفة فوق جزء من سطح المسجد وللدهشه فإن الغرفة حاصلة على رقم من الحي.





وفي نهاية تصريحاته للفجر، قال الدكتور مختار الكسباني أستاذ العمارة الإسلامية بجامعة القاهرة، إن المجموعة في حالة سيئة بشكل عام من الحفظ، وعليها اعتداءات كثير، والجدران تعرضت لتآكل، وأكد على أن الحل يكمن في خضوع المساجد بشكل كامل لوزارة الآثار، وأن يتم التعامل معها على أنها موقع أثري، ويتم إحاطتها بكل سبل الحماية الممكنة. 


وفيما يلي ألبوم كامل لكل أجزاء المسجد التي تعرضت لإهمال أو سرقة أو اعتداء.