لعنة تمويلات الزعيم الليبي الراحل تلحق بالدوحة

عربي ودولي



من الواضح  ثبوت تورط الرئيس الفرنسي الأسبق "نيكولا ساركوزي" في قضية التمويل الليبي لحملته الإنتخابية ، سيدفع نحو فتح ملفات أخرى ، تتعلق بالخصوص بالفساد القطري داخل التراب الفرنسي ، والعلاقة الوطيدة بين ساركوزي و« تنظيم الحمدين » ، بعد إن إخترقت أموال الدوحة  أغلب المجالات كالصناعة والتجارة  ووسائط الإعلام والثقافة  والرياضة والعقارات الراقية والفنادق المرموقة  القائمة

كتاب « فرنسا تحت التأثير : عندما تتخذ قطر من بلدنا ميدانا للعب » للصحافيين الإستقصائيين والباحثين فانيسا راتينييه وبيير بيان ، يضع النقاط على الحروف ويرفع الغطاء عن  الكثير من الحقائق التي تصل الى مرتبة الفضائح ، إنطلاقا من الموقف الذي يقتبسه الكتاب عن مصدرين كبيرين، جزائري ولبناني، على لسان الأمير السابق لدولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ففي العام 2008 طلق الرئيس ساركوزي زوجته سيسيليا وتزوج بعد وقت قصير المغنية والعارضة السابقة كارلا باروني. وقد طلبت سيسيليا من ساركوزي غرامة طلاق  تقدر بثلاثة  ملايين يورو ، قال حمد :"الطلاق كلفه ثمنا باهظا ، أنا الذي دفعت المال". وهكذا بدأ شهر عسل فرنسا وقطر بتمويل طلاق الرئيس الفرنسي الأسبق  من أجل السماح له بشهر عسل خاص جديد.

يؤكد الكتاب : "في صيف 2008- ونقلا عن قصر الديوان في الدوحة- جاء ساركوزي يبكي للشيخ القطري بسبب طلب زوجته السابقة ثلاثة ملايين يورو مقابل الطلاق، فإستجاب الصديق القطري  لمساعدة الرئيس الفرنسي ودفع متطلبات سيسيليا التي تزوجت فيما بعد من ريتشارد أتياس،رجل الأعمال اللبناني المقيم في أمريكا".

بمثل هذه  الفضيحة يمكن تفسير طبيعة العلاقات بين الرجلين ، والتي وصلت الى حد الإتفاق بينهما على تخريب المنطقة العربية من خلال بث الفوضى عبر ما سمي بالربيع العربي ، ولا يفصل المؤلفان هذه الحادثة عما وصفاه بمحور قطر-فرنسا وإنحراف النخبة :« النظام القطري ليس مستنيرا ،ولكنه يوفر دعوات متعددة، وجوائز مختلفة ، وحفلات الاستقبال، ومظاهر الزينة ،  في عام 2010 وحده، إستفادت 66 شخصية فرنسية من ذلك . ليس فقط  من السياسيين، ولكن هناك  أيضا المؤرخ، والشاعر،والممثل الكوميدي، ورئيس التحرير ، والكاتب الصحفي ، ناهيك عن منتدى الدوحة الشهير حيث يدعو نظام الدوحة  برلمانيي فرنسا لمناقشة الديمقراطية ، وفي عام 2013، تشكل  الوفد الفرنسي  من 83 عضوا، منهم 21 نائبا من جميع الاتجاهات ،لحضور منتدى  في بلد يعامل فيه العمال المهاجرون  كعبيد و يموتون في مواقع  بناء الأبراج والملاعب المستقبلية »

فساد قطري بغطاء من ساركوزي

أما كتاب "أمراؤنا الأعزاء" فيفضح هو الآخر العلاقة بين ساركوزي و تنظيم الحمدين من خلال معلومات وتفاصيل رصدها الصحافيان بجريدة « لوفيغارو»  جورج مابرينو وكريستيان شينو، حيث يشير الكتاب الى  إن الرئيس الفرنسي الأسبق ، كان في طليعة اهتماماته التقرب من  دولة قطر وأميرها السابق حمد بن خليفة آل ثاني حتى أن العلاقة بين الرجلين  تطورت بشكل سريع وتحولت بعد ذلك إلى سنوات عسل، ما سمح لفرنسا باستقطاب الأموال القطرية.

ويروى الكاتبان فى فصل مثير بعنوان «العقود الكبرى ومرآة الوعود الكاذبة»، أن ساركوزى  بعد وصوله للحكم فى باريس أراد أن يعطى للعلاقة الخاصة التى جمعته بأمير قطر بعدا خاصا فى مجال التسليح. ولكن هذا التعاون العسكرى بين دولتين أمر معروف وتمارسه فرنسا مع دول أخرى كثيرة فى العالم العربى مثل مصر والجزائر والمغرب والسعودية ، فما الذى يجعل من التسليح الفرنسى لقطر أهمية خاصة؟

يقول الكاتبان: إن التعاون الفرنسى القطرى فى المجالات الخارجية كان يقابله، ليس فقط شراء أسهم فى الشركات الفرنسية الكبرى، ولا شراء واحد من أهم نوادى كرة القدم فى فرنسا وأوروبا كلها (باريس سان جيرمان)، ولا شراء ضمائر وذمم الطبقة السياسية الفرنسية، وإنما أيضا مقابل منح قطر امتيازات خاصة فى التعامل مع قضية الإسلام والمسلمين فى فرنسا، وهو موضوع خطير توقف عنده الكاتبان طويلا.

وبدخول قطر على الخط لإنشاء مساجد عملاقة وتمويل عمليات تنمية اقتصادية فى ضواحى المدن الفرنسية الكبرى، من أجل التأثير على مئات الآلاف من شباب المسلمين الذين يعيشون فى الضواحى الفقيرة للمدن الكبرى، أثار المشروع ضجة كبيرة فى الرأي العام الفرنسى، الذى بدأ يتساءل عن السبب الذى يدفع دولةما ، الى تمويل بناء مسجد وتمويل إنشاء جمعيات فى الضواحى الفقيرة، بحجة المساهمة فى حل مشكلات البطالة لدى الشباب الفرنسى 

ويضيف الكاتبان أن قطر ذهبت أبعد من ذلك، عندما اقترحت على الرئيس ساركوزى إنشاء مجلس أعلى لكل الجمعيات والكيانات والمساجد فى فرنسا، وذلك على غرار المجلس الذى تنضوى تحت رايته كل الجمعيات اليهودية والذى يتمتع بسلطة واسعة. وعندما وافق الرئيس ساركوزى على ذلك ذهب إليه السفيران الجزائرى والمغربى للاحتجاج على تدخل الدوحة فى شئون المسلمين فى فرنسا إلى هذا الحد.

ويشير الكاتبان إلى أن قطر دعمت تجديد مسجد باريس الكبير بين عامي 2002 و2003 بمبلغ مليون يورو وكذلك مساجد أخرى فى مدن أقل أهمية مثل مدينة نانت، إلا أن أخطر هذه المشاريع القطرية الخاصة بالمساجد هو مشروع إنشاء أكبر مسجد فى أوروبا وهو مسجد ميلوس بالقرب من مدينة ميلوز ،كما يكشفان  عن الظهور الخطير الذى تقوم به المؤسسات الخيرية القطرية، وخاصة «قطر للخير»، فى عمليات تمويل إنشاء المساجد، ومنها لا يعرف على وجه الدقة كيف يتسلل المال المخصص للمساجد إلى جماعات وأفراد متهمين بالإرهاب.

300 مليون يورو من قطر لساركوزي

كتاب آخر ، تحدث عن الدور القطري في فرنسا  والعلاقة بين ساركوزي وتنظيم الحمدين ،وهو كتاب «قطر العدوانية : هذا الصديق الذي يريد بنا شراً»،للكاتبين الصحفيين نيكولا بو وجاك ماري بورجيه الذي وثقا فيه للعلاقات المشبوهة بين ساركوزي وتنظيم الحمدين ولعملية تمويل قطر للإرهابيين لتخريب سوريا،ويفضح المستشارين الذين كان من ضمنهم عبد الكريم بلحاج القيادى فى تنظيم القاعدة الإرهابي ـ سابقا ـ والذى أصبح فيما بعد احد المسئولين السياسيين فى ليبيا.

كما تضمن الكتاب معلومات خطيرة عن كيفية احتلال ليبيا وقتل العقيد معمر القذافى واثارة الشكوك حول مقتل ثلاث شخصيات من المطلعين بأسرار دعم القذافى للرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى بالاموال وغيره وبينهم مثلا وزير النفط ـ السابق ـ شكرى غانم الذى قيل إنه مات غرقا فى سويسرا، لافتا الى  أن مصالح مالية هائلة كانت وراء ضرب ليبيا وبينها الودائع الكبيرة للقذافى فى قطر، كما كان وراءه أيضا رغبة قطر فى احتلال مواقع العقيد فى إفريقيا حيث مدت خيوطها المالية والسياسية والأمنية تحت ذرائع المساعدات الإنسانية.

وأشار المؤلفان إلى علاقات مشبوهة أيضاً بين الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في ملف ليبيا عبر سلاح المال القطري، لافتا إلى أن الدوحة أرسلت 300 مليون يورو إلى ساركوزي لإتمام مهمة تفجير الأوضاع في ليبيا تحت شعار الثورة والديمقراطية، ولكن لم يتم إرسالها له مباشرة، وإنما تم تحويلها عن طريق مدينة «لوجانو» السويسرية ، مبرزين أنهما استندا في تحقيقها الاستقصائي إلى شهادات لرجال من المخابرات الفرنسية والبريطانية ووسطاء مال وأعمال وسياسيين، مثل رجل الأعمال الفرنسي-اللبناني زياد تقي الدين رجل فرنسا في ليبيا.

ويروي الكتاب أن ما يسمى بـ«ثورات الربيع العربي» كان مخططاً لها أن تبدأ من ليبيا وفي عام 2009، وليس من تونس، ولكن لم يتمكنوا من زحزحة نظام معمر القذافي في ذلك الوقت.

ويكشف الكتاب تمويل الدوحة الأسود للجماعات الإرهابية لتنفيذ العمليات التي ضربت أوروبا، كما تناول الأذرع القطرية في ما يسمى بثورات الربيع العربي التي اندلعت بداية من 2011، كذلك يتناول الدور القطري في الإطاحة بالنظام الليبي وتمويل الجماعات الإرهابية في سورية وإفريقيا وصولاً إلى أوروبا ، فاضحا أساليب و كيفية توغل الدوحة في دوائر الحكم الفرنسية عبر سلاح المال والصفقات، واستغلال ذلك في تفجير الأوضاع في دول عدة،

ومن أخطر ما أورده الكتاب أن شبكة هائلة من المصالح جعل تنظيم الحمدين يسيطر  على القرار الفرنسي، ويشتري تقريباً كل شيء، بما في ذلك مؤسسة الفرانكفونية ، وقد كان الاستثمار بوابة لذلك، فقد اشترت  قطر الكثير من المصانع والعقارات والأندية الرياضية بشكل أغضب الفرنسيين وأثار مخاوفهم من مؤامرة يتزعمها نظام الدوحة 

الى ذلك كشف كتاب فرنسي جديد  يحمل عنوان "مع التحيات الى القائد"، عن  العلاقة الوطيدة التي كانت تجمع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بالرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، والتي وصلت الى حد دعم القيادة الليبية لحملة ساركوزي الإنتخابية بخمسة ملايين يورو

وقال مؤلفا الكتاب فابريس أرفى، وكارل لاسكي، وهما صحفيان   بموقع "ميدي ابارت" الإستقصائي، ان ساركوزي ارسل رئيس الأركان الفرنسي إلى القذافي ليخيره بين ترك السلطة أو مشاركة فرنسا في حرب حلف الناتو ضد ليبيا، بينما بدأ الزعيم الليبي الراحل في الارتباك، قائلًا "أنا من أوصلت ساركوزي لتلك المكانة، هو كان مجنونًا، ويجب أن يعلن أن قطر هي من تقود الثورة ضدي عبر تنظيم القاعدة".

كما أعرب القذافي في مقابلة لصحيفة «لو فيجارو» الفرنسية مارس 2011، عن أسفه لسقوط الصواريخ الفرنسية فى ليبيا، وقال "أنا من أوصلت ساركوزى للسلطة، وموّلت حملته الرئاسية، إنه مضطرب نفسيًا".

و تطرّق الصحفيان فى الكتاب  الذي نشرته دار « فايار » بباريس ، إلى بدء مرحلة الصداقة خلال تمويل القذافى لحملة ساركوزى الانتخابية عام 2006، فضلاً عن الهدايا الثمينة، ثم دور الأخير فى اغتيال القذافى بشكل مباشر عام 2012.

وبعد سنوات من التحقيق يشرح الكتاب حفاظ فرنسا ساركوزى على علاقة وثيقة جداً بالقذافى، كما تُظهر تسجيلات المكالمات الهاتفية الودية بين الزعيمين، ودور القذافي فى اطلاق سراح الممرضات البلغاريات المتهمات في قضية حقن أطفال بفيروس الأيدز بعد تدخل ساركوزي، وتوقيع اتفاق دفاع مشترك يوليو 2007، ثم زيارة القذافى إلى باريس ديسمبر 2007 في  أوج شهر العسل بين الجانبين.

وأشار الكتاب إلى التحقيقات مع ساركوزى يوليو الماضى حول ملف التمويل اللييبى، ثم اعترافات رئيس وزراء ليبيا السابق البغدادى المحمودى الذى اعترف لقاض تونسى خلال توقيفه هناك، أنّه أشرف بنفسه على تمويل حملة ساركوزى الانتخابية وتم تحويل الأموال إلى سويسرا، مضيفاً أن الأخير كان ممتناً جداً للدعم الليبى.

كما أكدّ عبدالله السنوسىي ، مسؤول المخابرلت في النظام السابق ، لمحققين من المحكمة الجنائية الدولية فى 2012، أنه تم دفع 5 مليون يورو إلى ساركوزى فى الفترة بين 2006 إلى 2007.

وإعترف رجل أعمال لبناني فرنسي وهو زياد تقي الدين  فى شهادة خطية سلمها إلى قضاة فرنسيين أنه سلم ثلاث حقائب مملوءة بأوراق نقدية من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي إلى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وأحد مساعديه الكبار كمساهمة في تمويل حملته الانتخابية الناجحة في 2007.

وقال زياد تقي الدين أنه نقل خمسة ملايين يورو في تمويل غير مشروع من عبدالله السنوسي رئيس جهاز مخابرات القذافي السابق  إلى ساركوزي ومدير حملته كلود جيان.

من جانبه ، أبرز  رئيس المرصد الليبي لحقوق الإنسان ناصر الهواري إن :" الحكومة الليبية كانت قد أعلنت في بداية ثورة فبراير عن تلقي الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي تمويلا من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لحملته الانتخابية قدره خمسة ملايين يورو عام 2007 على ثلاث دفعات عن طريق وسيط لبناني ،وأضاف" أن ساركوزي كان أول المبادرين لقصف ليبيا، يوم 19 مارس عام 2011، عندما تم فرض حظر جوي على ليبيا بزعم حماية المدنيين، فتم قصف معسكرات الجيش الليبي ومخازن الأسلحة والذخيرة وحتى الجنود المشاة فربما كانت فرنسا تريد التغطية على هذا الملف فكانت لها اليد الطولى في القصف ".

وأبرز الكتاب أن  سكرتير الإليزيه فى عهد ساركوزي ، كلود غيان ، إشترى شقة بقيمة 700 ألف يورو وسط تحقيقات من العدالة الفرنسية حول مصدر التمويل، الذى يُعتقد أنه ليبى.

وبدأت تلك القضية تنفضح فى مارس 2011، لدى اندلاع الثورة الليبية، حينها اعترف القذافى قائلاً «أنا الذى ساعد ساركوزى للوصول للسلطة، منحته المال ليصبح رئيساً، وجاء إلى هنا وزار خيمتى عندما كان وزيراً للداخلية وطلب منى المساعدة» فى أكتوبر عام 2005

وأبرز  الكتاب أنّه مع اندلاع أحداث ما سمي بثورات الربيع العربى اتخذّت العلاقات الفرنسية-الليبية منحنى آخر، بعد أنّ أرسل ساكوزى رئيس أركان الجيش الفرنسي  إلى ليبيا حاملاً رسالة مفادها "إذا تركت السلطة، لن تذهب فرنسا إلى الحرب" فى إشارة لحملة حلف الناتو  لعزل القذافى 

وكانت ردّ القذافى مدويّاً حين قال لرئيس الأركان الفرنسى «قل لساركوزى إنّه مجنون، لأنّه يجب أن يدرك وقوف قطر خلف الثورة، عبر تنظيم القاعدة، كما واصل القذافى غضبه من مواصلة تمويل الرئيس الفرنسى، ثم يتحول عليه، كما وصف ساركوزى بالمتسول»

وخلال مقابلة لصحيفة «لو فيجارو » الفرنسية في مارس 2011، وصف القذافى الرئيس الفرنسى بالمضطرب نفسياً، وقال "أنا من أوصلته للسلطة، وموّلت حملته الرئاسية، ثم بعد 4 أيام من تعرض المدنيين لخطر القصف، تسقط أول قنابل فرنسية فى ليبيا؟". 

وأشار الكتاب إلى دور فرنسا المباشر فى اغتيال القذافي، وفقاً لشهادات قيادات بالمجلس الانتقالى الليبى، حيث قال رامى العبيدية منسق جهاز مخابرات الحكومة الانتقالية  إنّ عملاء فرنسا قاموا بإعدام القذافى بشكل مباشر ، كما شهد محمود جبريل رئيس الحكومة الانتقالية السابقة بأنّ عميلا أجنبيا تسلّل دخل صفوف الكتائب الثورية، وقام بقتل القذافي.

وفى تحقيق لصحيفة "كوريرا ديلا سيرا" الإيطالية أكدّ أنّه فى حالة تورّط المخابرات الأجنبية فى قتل القذافى، ستكون فرنسا هى الجهة المسؤولة عن اغتياله.

ويخلص الكتاب الذي جاء في 400 صفحة إلى أن القذافي قام بتمويل مجمل الحملة الانتخابية لساركوزي، ويعيد إلى الأذهان جميع مجريات ما حصل، ويشيران إلى أن المبلغ الذي تسلمه ساركوزي من القذافي يناهز الخمسين مليون يورو.