من أول يوم لنهايته.. تعرف على فضائل شهر شعبان

تقارير وحوارات




في الساعات الماضية، بدأ شهر شعبان الذي يُعرف بفضائله بين المسلمين سواء كان في ليلة منتصف الشهر أو صيام يومي الإثنين أو الخميس على مدار الشهر، الأمر الذي يجعل المسلمون يتمسكون بذلك الشهر من كل عام.

وشَعْبَان هو الشهر الثامن من السنة القمرية أو التقويم الهجري، وكانت تسمية هذا الشهر كباقي الشهور في عصر ما قبل الإسلام وسمي هذا الشهر بشعبان لتشعب القبائل العربية وافتراقها للحرب بعد قعودها عنها في شهر رجب حيث كانت محرمة عليهم.

شهر رفع الأعمال لرب العالمين
وهو الشهر الذى تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وعلى كل المسلمين أن يكثروا فيه من العبادات والإنفاق في وجوه الخير حتى ترفع أعمالهم وهم على أفضل حال، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ" رواه النسائى.


فضل ليلة منتصف شعبان
كما أن شهر شعبان به ليلة النصف من شعبان وقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه فضَّلها وتعبَّد فيها لله عز وجل، وعلى ذلك سار الصحابة الكرام والتابعون والمسلمون جميعًا إلى يومنا هذا. فالناس لا يزالون يحتفلون ويحيوون هذه الليلة المباركة، وهناك نصوص تدل على إحياء النبى صلى الله عليه وآله وسلم لليلة النصف من شعبان" وموافق للسنة النبوية المطهرة لأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصى بإحياء هذه الليلة بأن نقوم ليلها ونعبد الله فيها وأن نصوم يوم النصف من شعبان، وذلك فيما رواه الإمام ابن ماجة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها".

فضل الصيام في شعبان
الصوم في شهر شعبان له فضله وله قربته إلى الله عزّ وجلّ، ودليل ذلك حديث أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث قالت: "ما رأيت النبي صلّى الله عليه وسلّم استكمل صيام شهر قط إلّا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان".

وإنّ الصيام في هذا الشهر يهيّىء النفس ويمرّنها على صيام رمضان، فتصبح النفس مستعدّة على استقبال الفريضة، فالحكمة إذاً هي الاستعداد لشهر رمضان وتعويد النفس حتى لا يفاجىء الصومُ الجسدَ وهو لم يتعود على ذلك، إنّما يكون قد صام مراراً خلال هذا الشهر، ويسهّل عليه أن يصوم شهر رمضان، وذلك كما هو في الصلاة الراتبة (صلاة السنة) التي تسبق الفريضة فيكون الإنسان متجهزاً للدخول بخشوع في صلاة الفريضة، حتى أن ّالسلف كانوا يسمّون شهر شعبان بـ (شهر القراء) حيث إنّهم كانوا يكثرون فيه من قراءة القرآن تهيئةً لشهر رمضان. ما سبق هو خلاصة ما جاء على لسان أهل العلم، ولكن الجزم أنّ النبي كان يصوم لأجل هذا، يحتاج للوضوح في الأدلة، حيث إنّ غاية ما جاء بالأدلة أنّها ذكرت الصيام وليس علّته.