تفاصيل رؤية رؤساء شركات البترول العالمية بمؤتمر موك 2018

الاقتصاد



أوضح المهندس سامى إسكندر نائب الرئيس التنفيذى لشركة شل أن قوة مصر تتمركز في مواردها البشرية والطبيعية وأنها الأساس لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً، مشيراً إلى أن الحكومة المصرية تعمل جاهدة لتحقيق ذلك من خلال الإصلاحات الاقتصادية التى تنفذها والتى على الرغم من صعوبتها إلا أنها ضرورية للغاية، وأضاف أن تنمية موارد الثروات الطبيعية من البترول والغاز أحد العوامل الرئيسية فى تحقيق ذلك، حيث تلبى الطلب المحلى على الطاقة وتوفر فرص عمل وتحقق عائدات اقتصادية.

وأضاف اسكندر أن لشل خبرة عملية بمصر تمتد إلى 100 عام وأن استثماراتها فى مصر زادت عام 2016 بعد الاستحواذ على بى جى مما جعلها من كبار منتجى البترول والغاز بمصر وأنها ماضية قدماً في المرحلة التالية من تنمية امتياز غرب دلتا النيل بالمياه العميقة، ومن المقرر أن تبدأ تنمية مشروع المرحلة  9 ب ، الذى تمت الموافقة عليها من قبل الشركاء فى الامتياز  شل مصر وبتروناس ، خلال  الربع الثانى من هذا العام ، وإضافة كميات جديدة  من الغاز بحلول نهاية عام 2018 مما يعكس التزام شل بتعزيز استثماراتها في مصر ، كما أشار إلى تميز شراكة شل مع قطاع البترول فى شركة بدرالدين للبترول فى الصحراء الغربية والتى وصل إنتاجها إلى 120 ألف برميل مكافئ يومياً.

وأوضح أن هناك تحديات عالمية متوقعة منها حالة عدم الاستقرار والقلق في الأسواق فوفقاً لتوقعات الوكالة الدولية للطاقة،  يبدو أن عام 2018 سيشهد زيادات ضخمة فى الإمدادات، كما تجاوز النمو الأمريكى التوقعات وذلك بعد عودة صناعة الغاز الصخرى بقوة، وأصبح إنتاج الولايات المتحدة من الزيت الخام في أعلى معدلاته منذ 50 عاماً ، وخلال عام 2018 قد يتخطى انتاج الولايات المتحدة انتاج السعودية ومنافستها، روسيا وفى نفس الوقت أظهرت توقعات الوكالة الدولية للطاقة لعام 2018 أن الطلب سينخفض خلال العام،  بالمقارنة بعام 2017 هذه الإشكاليات تتطلب أن تصبح الدول المنتجة مثل مصر والشركات مثل شل  أكثر تنافسية ومرونة ، فهناك الكثير من السمات المشتركة بين مصر وشل ، فمعاً نستطيع ان نواجه نفس التحديات، ويمكننا استغلال الفرص وأن نظل قادرين على المنافسة فى هذا العالم المتغير وأن شركته في إطار عملها قادرة على ضبط استراتيجياتها وتنفذ برنامج للبحث والاستكشاف يسمى "جاهزون للمستقبل" لتشغيل المشروعات بشكل أكثر أماناً وثقة ومنخفض التكاليف وأن مبادراتها للتغيير ساعدتها فى تقليل النفقات بنسبة 20% منذ عام 2015 ، وفى نفس الوقت نجحت فى زيادة الانتاج بنسبة 20%  وأنها طبقت ذلك فى مشروعاتها بخليج المكسيك ومع بدر الدين وراشبتكو للبترول بمصر ، وأشار إلى أن لديها برنامج PT2020 لتنمية المشروعات للمساعدة على تحسين عوائد رأس المال وزيادة كفاءته وتحقيق انطلاقة وتوفير التكنولوجيا بأسعار مناسبة لتعزيز ودفع قدراتنا التنافسية ، حيث تساعد التكنولوجيا الأفضل على إنتاج المزيد من البترول والغاز بتكلفة أقل.

ومن جانبه اكد نائب الرئيس التنفيذي لشركة اديسون العالمية نيكولا مونتي علي اهمية مؤتمر موك في جذب العديد من الخبراء المختصين في مجالات صناعة البترول والغاز والذى ياتي عقب سلسلة من اكتشافات الغاز الطبيعى التي تحققت في البحر المتوسط خلال العشرة سنوات الأخيرة،  وأضاف ان شركة اديسون تعمل في مصر منذ عام 1994،  في اثنين من اكبر الحقول المنتجة وهما حقل غرب الدلتا ومنطقة انتاج ابوقير منذ عام 2009 وهو ما يؤكد التزام الشركة بالاستثمار فى مصر الواعدة ، مشيرا الي ان هناك فرص ومقومات متميزة بمصر تجعلها لاعبا رئيسيا هاما في مجال الطاقة ليس فقط لوجود احتياطيات هائلة من الغاز ولكن ايضا لموقعها الاستراتيجي ووجود سوق كبير وبنية تحتية،  مشيدا بما تبذله مصر من جهد في اعادة الهيكلة والتي تعد خطوة ضرورية للتنمية وتنظيم اليات السوق المحلي لتصبح مركزاً اقليمياً للطاقة وحلقة وصل بين الشركات العالمية المنتجة وسوق البترول والغاز وذلك رغم وجود تحديات من المخاطر العالمية والوضع المالي والاقتصادي العالمي الامر الذي يتطلب تغيير في طرق واساليب الانتاج ونمط الاستهلاك للطاقة.

 وأضاف مونتى ان هناك تاكيدات بوجود احتياطيات هائلة من الغاز في شرق المتوسط الا ان انتاج الغاز من المياه العميقة يحتاج الي استثمارات ضخمة نتيجة المخاطر وارتفاع تكلفة التنمية،  لذا فان الاستكشاف المستقبلي وعمليات التنمية في هذه المناطق يحتاج الي تأمين عائدات الاستثمار.

واشاد رئيس اديسون بجهود ودعم وزارة البترول المستمر في تعديل نماذج الاتفاقيات البترولية بما يحقق التوازن ومصالح الطرفين سواء في سعر الغاز او انتاجه وبيعه من خلال التصدير او البيع في السوق المحلي.
كما استعرض نشاط عمل الشركة بمصر  حيث اوضح انه من المخطط حفر البئر الاستكشافي الاول بمنطقة امتياز شمال ثقة البحرية بشرق البحر المتوسط عام 2019 ،  وان الشركة مستمرة في تنمية حقل ابو قير والذى ينتج منذ حوالي 40 عاما مضت،  كما تم انشاء وتركيب منصة بحرية في عام 2016/2017 وحفر واكمال 6 ابار في عام 2017 ساهمت في زيادة الانتاج لمعدلات 275 مليون قدم مكعب يوميا بزيادة نسبتها 50% عن الانتاج عام 2016 وبزيادة 100% مقارنة بالانتاج عام 2009،  كما تضاعف انتاج المتكثفات ليصل الي 5300 برميل يوميا وكل ذلك نتيجة ضخ استثمارات حوالي 300 مليون دولار وان معدلات الانتاج الحالية تمثل اعلي مستويات الانتاج منذ انشاء شركة ابوقير،  وأضاف انه تم البدء في تنفيذ خطة تنمية 3 مناطق جديدة شمال حقول ابو قير من خلال ربطها بالتسهيلات والبنية التحتية لابوقير لتنمية احتياطي بحوالي 500 بليون قدم مكعب غاز مما يساهم في تعويض التناقص الطبيعي لابار انتاج حقول ابو قير وستقوم شركة ابوقير بعمليات تنمية هذه المناطق النيابة عن شركة اديسون.

واشار الي رغبة الشركة  في تنمية اعمالها في مجالات نقل وتداول الغاز خاصة بعد تحرير سوق الغاز والطاقة في مصر وانشاء جهاز تنظيم انشطة سوق الغاز ، مشيرا إلى أن الشركة لديها من التكنولوجيا والخبرات اللازمة التي تؤهلها للعمل في هذا المجال.

ومن جانبه أوضح المهندس فابيو كافانا مدير عام الشركة الدولية الإيطالية للزيت "أيوك " التابعة لمجموعة إينى الإيطالية أن صناعة البترول المصرية شهدت إنجازات فريدة من نوعها على مدار العام الماضى ، مؤكداً توافر عوامل النجاح للاستثمارات البترولية في مصر وفى مقدمتها الدعم المستمر من جانب الحكومة المصرية لكافة الاستثمارات في هذا المجال ، فضلاً عن التنسيق الكامل بينها وبين الشركات الأجنبية العاملة في مصر وهو مايسهم في تعزيز الجهود للوصول لمزيد من النجاحات ووضع الأسس التي تكفل تحقيق نمو مستقر طويل الآجل في مواجهة المتغيرات التي تشهدها أسواق البترول وأسعاره ، الى جانب الدور الهام لاستخدام التكنولوجيات الحديثة فى المشروعات الاستكشافية والتنموية لتحقيق التطلعات والخطط الطموح.
 
واستعرض كافانا النجاحات الأخيرة المشتركة بين اينى الإيطالية وقطاع البترول بمشروعات تنمية وإنتاج الغاز من الاكتشافات التي حققتها اينى بمناطق امتيازها بالبحر المتوسط ، مشيراً الى ماتحقق في مشروع حقل نورس للغاز بدلتا النيل بالبحر المتوسط من علامات بارزة منذ الوصول الى الكشف في يوليو 2015 وتنفيذ خطط طموح لتحقيق زيادة متواصلة في انتاج الغاز من هذا الحقل حتى ارتفع حالياً الى حوالى 2ر1 مليار قدم مكعب غاز يومياً.

واكد كافانا أن حقل غاز ظهر سيرتفع انتاجه مع بداية تشغيل الخطين الأول والثانى بمحطة المعالجة  في ابريل الحالي ومايو المقبل ، مضيفاً انه من المخطط ان يتضاعف الإنتاج تدريجياً من حقل ظهر خلال العام الحالي وصولاً الى ذروة الإنتاج خلال العام المقبل ، وأضاف ان ذلك يعد امتداداً لما تحقق من إنجازات في الحقل على مدار الفترة الماضية وبدء الإنتاج المبكر للغاز في معدلات زمنية قياسية مقارنة بالمشروعات المماثلة اقليمياً وعالمياً.

واضاف رئيس ايوك ان نجاح مشروع حقل ظهر ارتكز على وجود التزام قوى من الحكومة المصرية وشركة اينى الإيطالية بتكثيف الأنشطة  وإنجاز العمل في المشروع بوتيرة غير مسبوقة ، وأشاد رئيس ايوك الإيطالية بأداء الشركات المصرية المنفذة لمشروع ظهر موضحاُ أن الأداء المتميز لشركات بتروجت وانبى وخدمات البترول البحرية التي شاركت في مشروع ظهر كان احد العوامل الرئيسية في نجاحه لكونها شركات ذات كفاءة عالية ومؤهلة لتنفيذ المشروعات الكبرى.

كما أشار كافانا الى ان  استخدام التكنولوجيات الحديثة ساهم في التعامل مع التحديات الفنية بمشروع ظهر وفى مقدمتها الحفر فى المياه العميقة على عمق 1500 متر بما تحمله من مخاطر وصعوبات كبيرة للتعامل مع التكوينات والخزانات المتواجدة  موضحاً انه تم تبنى حلول تكنولوجية مبتكرة لتقليل المخاطر اثناء الحفر واستخدام اينى لأنظمة حفر متطورة باعلى درجة من الأداء التشغيلى وعوامل السلامة ، مشدداً على التزامها خلال المشروع بتطبيق معايير الاستدامة و برامج الامن والسلامة والحفاظ على البيئة ، لافتاً الى التزامها ايضاً بمسئوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع المحلى بتنفيذ مشروعات التنمية المجتمعية لخدمة المجتمع المحلى المحيط بمشروع ظهر بمساهمات تبلغ20 مليون دولار على مدار 4 سنوات مشيراً الى انه فى هذا الاطار فأنه سيتم  اعادة استغلال الكبريت الذى تم التخلص منه خلال الإنتاج  بشكل اقتصادى واستثمار عائدات استغلاله فى مشروعات التنمية المجتمعية لصالح المجتمع المحلى.

كما استعرض الخطط المنفذة لتدريب الكوادر فى مشروع ظهر لرفع كفاءتها بما يتماشى مع مشروع التطوير والتحديث الذى اطلقته وزارة البترول، واشار الى ان شركة اينى الايطالية تعمل منذ اوائل الخمسينيات فى مصر ويعد حقل بلاعيم فى خليج السويس اقدم حقولها فى مصر حيث بلغ انتاجه التراكمى منذ عام 1953 وحتى الان اكثر من 2.6 مليار برميل زيت خام من الحقل الذى يعد اكبر حقل زيت خام تم اكتشافه فى مصر على مدار تاريخ صناعة البترول المصرية.

وأشار  كريم علاء رئيس شركة بى بى مصر إلى أنه وفقا لتوقعات بى بى حول  الطاقة فإنه بحلول عام 2040  ومع النمو السريع فى الاقتصادات المتنامية فإن هناك زيادة فى الطلب العالمى على الطاقة، بمعدل الثلث،  وخاصة الغاز الطبيعى ثانى أكبر مصدر للطاقة وأنه فى ضوء ذلك فإن بى بى تؤكد التزامها بتوفير الطاقة لمصر مع الاستمرار فى المساعدة فى تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، من خلال شراكة قوية مع وزارة البترول وشركائها هيئة البترول وايجاس  بتنمية عدد من المشروعات الهامة.

وأشار كريم إلى أن الشركة تمكنت  على مدار العقدين الماضيين من تكثيف أنشطتها فى البحر المتوسط وخلال هذا العقد قامت بزيادة امداداتها من الغاز الى السوق  المحلى وأنها تهدف الى تحقيق أكثر من 3 اضعاف صافى انتاج الغاز فى مصر بحلول عام 2020  وسوف تحقق ذلك من خلال تنفيذ مشروعاتها مع الحفاظ على معدلات انتاج عالية لسنوات قادمة.


أوضح أن مشروع غرب دلتا النيل أحد أهم مشروعات بى بى الاستراتيجية حيث سيوفر حوالى 25% من امدادات الغاز  فى مصر بالانتهاء من وضع جميع الحقول على الانتاج، حيث من المتوقع ان يصل الانتاج الى ٣ر١ مليار قدم مكعب يومياً  باكتمال مراحل التنمية.

وأشار كريم إلى  تنفيذ المرحلة الاولى من مشروع غرب دلتا النيل قبل الموعد المخطط بالإضافة إلى أن  البئر الاستكشافى الثانى بحقول آتول فى منطقة امتياز شمال دمياط البحرية  هو اول مشروع رئيسى لبى بى فى مصر يتم وضعه على الانتاج فى 2018 كما يعد اول مشروع ناجح فى تنمية طبقة الاوليجيسين فى منطقة دلتا النيل وأن بى بى فخورة  للغاية بتنفيذ مشروع اتول من خلال شركتها المشتركة الفرعونية للبترول واستكمال هذا المشروع خلال أقل من عامين  وهو ما يعد انجازا هائلا حيث يصل إنتاج  آتول حالياً  إلى حوالى 350 مليون قدم مكعب من الغاز و 10 آلاف برميل من المتكثفات يوميا .