إدانات ومساندة وغياب.. قرارات القمة العربية في السعودية (تحليل)

تقارير وحوارات



 بعد انتهاء أعمال القمة التاسعة والعشرون العادية، لجامعة الدول العربية المنعقدة في مدينة الظهران، بالمملكة العربية السعودية، أصدرت عدة قرارات وتوصيات هامة، حول أوضاع الدول العربية، في مقدمتها؛ القضية الفلسطينية، وبطلان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل، فضلًا عن الأوضاع اليمنية والليبية والعدوان الثلاثي على سوريا، ناهيك عن مساندة استقلال الدول الأخرى.

 

واختتمت القمة العربية أعمالها أمس الأحد في مدينة الظهران شرقي السعودية بحضور ممثلي 21 دولة، بينهم 16 قائدًا وزعيمًا عربيًا، وغاب عنها ستة زعماء لأسباب مختلفة أبرزهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي يغيب لأول مرة عن قمة عربية منذ توليه مقاليد الحكم في يونيو 2013م، إثر الأزمة التي اندلعت في يونيو الماضي، بعد قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة الدوحة اقتصاديا ودبلوماسيا بسبب تورط الدوحة في دعم وتمويل الإرهاب.

 

ولا يزال مقعد سوريا مجمدا منذ العام 2011، بقرار من الجامعة العربية رفضا لممارسات نظام بشار الأسد ضد شعبه.

 

القضية الفلسطينية

حظيت القضية الفلسطينية، بنصيب الأسد، في قرارات ومناقشات القمة العربية المنعقدة بمدينة الظهران السعودية، حيث أكدت على بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكي بشأن القدس المحتلة الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 ديسمبر الماضي، باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ويوجه ببدء نقل سفارة بلاده إليها من تل أبيب، إلا أنه قوبل برفض واستنكار عربي وإسلامي ودولي واسع.

 

وتعهدت قرارات القمة العربية الـ 29، بالعمل على تقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية، إضافة إلى الوقوف بجانب الشعب الفسطيني لنيل حقوقه المشروعة، فضلًا عن مساندة خطة السلام التي أعلنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

 

الأزمة السورية

وشددت القمة العربية، على ضرورة إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة السورية، بما يحقق طموحات الشعب السوري، ويحمي سيادة واستقلال سوريا، وينهي وجود جميع القوات الخارجية والجماعات الإرهابية الطائفية فيها، استنادًا إلى مخرجات جنيف (1) وبيانات مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبخاصة القرار رقم 2254 لعام 2015م، فلا سبيل لوقف نزيف الدم إلا بالتوصل إلى تسوية سلمية، تحقق انتقالا حقيقياً إلى واقع سياسي تصوغه وتتوافق عليه كافة مكونات الشعب السوري عبر مسار جنيف الذي يشكل الإطار الوحيد لبحث الحل السلمي.

 

وفيما يخص العدوان الثلاثي على سوريا، أكدت القمة العربية، على ضرورة تكاتف كل الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية نشدد على ادانتنا المطلقة لاستخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري الشقيق، مطالبةً بتحقيق دولي مستقل على كل من يثبت استخدامه السلاح الكيماوي.

 

الأزمة اليمنية

القمة العربية، لم تغفل الأزمة اليمنية، وأعلنت مساندتها، جهود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن لإنهاء الأزمة على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216 عام 2015 م وبما يؤمن استقلال اليمن ووحدته الترابية ويمنع التدخل في شؤونه الداخلية.

 

رحبت القمة العربية، بقرار دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن فتح دعم الشرعية في اليمن فتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة على البحر الأحمر لاستقبال المواد الاغاثية والإنسانية، ونشيد بالمساعدات التي قدمتها وتقدمها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة لليمن.

 

الأوضاع الليبية

وفيما يخص الأوضاع الليبية، أكدت القمة العربية، على أهمية دعم المؤسسات الشرعية الليبية، مؤيدةً الحوار الرباعي الذي استضافته جامعة الدول العربية بمشاركة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وكذا دعم جهود التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة من خلال مصالحة وطنية وفقا لاتفاق "الصخيرات"، وتحفظ وحدة ليبيا الترابية وتماسك نسيجها المجتمعي.

 

وتساند القرارات، ليبيا في جهودهم لدحر العصابات الإرهابية واستئصال الخطر الذي تمثله بؤرها وفلولها على ليبيا وعلى جوارها.

 

تضامن مع لبنان

وبشأن لبنان ‏أكد القادة العرب التضامن الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته ولكافة مؤسساته الدستورية بما يحفظ الوحدة الوطنية وأمن واستقرار لبنان وسيادته على كامل أرضه.

 

كما أكدوا على حق اللبنانيين في تحرير واسترجاع مزارع شبعا وتلال كفر شوبه والقسم اللبناني من بلدة الغجر وحقهم في مقاومة أي اعتداء بالوسائل المشروعة.

 

سيادة العرب

القمة العربية، أكدت على سيادة الدول العربية، وفي مقدمتها؛ سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبو موسى"، داعيةً إيران إلى الاستجابة لمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر الثلاث من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

 

وتضامنت القرارات، مع جمهورية السودان من أجل صون السيادة الوطنية للبلاد وتعزيز جهود ترسيخ السلام والأمن وتحقيق التنمية، فضلًا عن دعم الدول العربية المطلة على البحر الأحمر الرامية لتعزيز الأمن فيه وفي ممراته المائية الدولية باعتباره ركيزة من ركائز السلم والأمن الإقليمي والدولي.

 

كما دعمت جهود الصومال الفيدرالية لنشر الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب، وإعادة بناء وتقوية المؤسسات الوطنية ومواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية، ناهيك عن مبادرة الحوار الوطني بجمهورية القمر المتحدة والوقوف إلى جوارها لتحقيق رؤية الوصول إلى مصاف الدول الصاعدة بحلول عام 2030م.

 

إدانة انتهاكات الروهينجا

 فيما أدانت القمة العربية، أعمال الإرهاب والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان ضد أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار، مطالبةً المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته والتحرك بفاعلية دبلوماسيًا وقانونيًا وإنسانيًا لوقف تلك الانتهاكات، وتحميل حكومة ميانمار المسؤولية الكاملة حيالها.

 

التدخلات الإيرانية

وحول التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، أدانت القمة العربية، المحاولات العدوانية الرامية إلى زعزعة الأمن وما تقوم به من تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابية في عدد من الدول العربية لما تمثله من انتهاك لمبادئ حسن الجوار، مطالبة إيران بسحب ميليشياتها وعناصرها المسلحة التابعة لها من كافة الدول العربية وبالأخص سوريا واليمن

 

الإرهاب

ولم تغفل القمة العربية، عن الإرهاب المتفشي في العالم، وأكدت حرصها على منع استغلال الإرهابيين لتقنية المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي في التجنيد والدعاية ونشر الفكر المتطرف والكراهية التي تشوه صورة الدين الإسلامي الحنيف.

 

كما أدانت محاولات الربط بين الإرهاب والإسلام، مطالبةً المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة إصدار تعريف موحد للإرهاب، فالإرهاب لا دين ولا وطن ولا هوية له، ونطالب حكومات دول العالم كافة بتحمل مسؤولياتها لمكافحة هذه الآفة الخطرة.

 

واستنكرت القمة العربية، تشويه بعض الجماعات المتطرفة في العالم لصورة الدين الإسلامي الحنيف من خلال الربط بينه وبين الإرهاب، ونحذر من أن مثل هذه المحاولات لا تخدم إلا الإرهاب ذاته.