دفتر أحوال نائب رئيس مجلس الدولة الأسبق

العدد الأسبوعي



استغلال نفوذ.. تستر على مجرمين.. سرقة


عبر أحد كمائن الجيزة كانت الحركة المرورية تسير بهدوء شديد، حتى وصل المدعو «رضا.م.ح» إلى الكمين، طلب منه ضباط الكمين إظهار الرخص وتفتيش السيارة، فظهر عليه الارتباك والقلق، واتضح سبب ذلك عقب التفتيش، حيث تم العثور على كرتونة بداخلها 2275 طلقة نارية.

بدأ سائق السيارة، المقيم فى المراغة بمحافظة سوهاج، وفقا لبيانات بطاقة الرقم القومى الخاصة به، يرد على أسئلة ضباط الكمين، بالجدال والصوت العالى، قبل أن يضيق عليه ضابط الكمين الخناق ويجبره على كشف تفاصيل وملابسات ما تم ضبطه من طلقات، وكانت المفاجأة عندما اعترف السائق أن المضبوطات التى وجدت بحوزته تعود ملكيتها إلى نائب رئيس مجلس الدولة الأسبق، وأن هذا المستشار هو الذى مكنه من الفرار من سوهاج حتى الجيزة بما معه من طلقات.

وما أن نطق السائق باسم المستشار مالك الطلقات النارية المضبوطة، حتى بدأت خلية نحل من رجال الأمن فى العمل والتحقق من صحة كلام السائق، نظرا لخطورة اتهامه ومكانة المتهم، غير أن التحريات أثبتت صحة كلام السائق، بل كشفت تحريات المباحث أن المستشار المذكور يدعى «ب.م.س» وله سجل حافل بالجرائم، أهمها وأخطرها أنه تمت إحالته إلى الصلاحية فى وقت سابق، وبالتحديد عام 2015، بعد تعدد البلاغات والشكاوى ضده بسبب سوء استغلاله لمنصبه، ما اضطر القضاء المصرى إلى وقفه عن العمل وإحالته إلى الصلاحية.

صحيفة سوابق المستشار لم تتوقف عند سوء استغلاله لمنصبه ونفوذه، فبالإضافة إلى ذلك، سبق اتهامه فى واقعة سرقة إحدى السيارات بالإسكندرية، وكشفت مصادر أمنية مسئولة أن نائب رئيس مجلس الدولة الأسبق، ازداد نشاطه الإجرامى خلال حكم الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى، كما وفر غطاء للعديد من الممارسات الإجرامية مستخدما منصبه فى مجلس الدولة، وسمح لأفراد عدة باستخدام اسمه ومنصبه من أجل ممارسة أنشطة إجرامية متعددة.

ولفتت المصادر الأمنية إلى أن شقيق المستشار المذكور، تعرض للحبس على خلفية قيامه بالعديد من الأعمال الإجرامية، وأبرزها التجارة فى الآثار، بالإضافة إلى المتاجرة فى السلاح والسيارات «المضروبة» والرشاوى.

وكشفت المصادر كواليس وقوع شقيق المستشار فى أيدى رجال الشرطة، عندما كان يستقل سيارة من نوع «لانسر»، فى إحدى المناطق بمحافظة الجيزة، عام 2013، وخلال مروره على أحد الكمائن، شك فيه ضابط الكمين فطلبوا منه الرخص، فاشتبك على الفور مع أفراد الكمين، واعتدى عليهم بعدما انتابته حالة من الهياج والصراخ، قائلا: «دى عربيتى أنا أخو المستشار كذا، ومحدش هايقدر يفتشنى»، إلا أن ضباط الكمين أرغموه على التفتيش والكشف عن السيارة التى قادت قوات الأمن إلى شبكة إجرامية كبرى.

استغلال اسم ومنصب نائب رئيس مجلس الدولة الأسبق لم يكن قاصرا على شقيق المستشار فقط، فوفقا لما كشفته المصادر الأمنية، حيث تم ضبط ابن عمه ويدعى «ب.م.س» فى واقعة تجارة سلاح بمحافظة المنيا.

وبعدما أثبتت تحريات المباحث السجل الإجرامى للمستشار المحال إلى الصلاحية والممنوع من مزاولة عمله، والمقيم فى منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، أصدرت نيابة الجيزة، قرارًا بضبطه وإحضاره، فى القضية رقم 11227/2015 جنح قسم الجيزة، وعقب اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله، واستئذان مجلس الدولة، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطه، وإحالته إلى النيابة، التى تباشر التحقيقات.