الموت في البالون.. سقوط قاتل وطقس جاني.. وخبراء: لن تؤثر على السياحة

تقارير وحوارات



توفيت سائحة، وأصيب  آخرون، إثر سقوط منطاد سياحي، من ارتفاع عالٍ، في مدينة الأقصر، وهو أحد المناطيد الــ22 الذين سيرتهم 7 شركات سياحية بمحافظة الأقصر.

المنطاد الذي يحمل على متنه، 20 راكبًا سائحًا من جنسيات مختلفة، انحرف عن مساره، وهبط اضطراريًا ما أثار حالة من الرعب بين الركاب.

وزارة الصحة قالت إنها تباشر حادث ارتطام منطاد هوائي بالأرض، في الطريق الصحراوي الغربي اتجاه قنا "مركز القرنة" بمحافظة الأقصر، وتم نقل الجميع إلى مستشفى الأقصر الدولي.

الوزارة، أكدت وفاة حالة واحدة، وحجز 3 أخرى فقط، من مصابي الحادث، وخروج جميع المصابين الآخرين.

بدوره أشار الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، إلى أن المصابين من جنسيات مختلفة، بعضهم من جنوب إفريقيا والأرجنتين وإسبانيا، وتتراوح الإصابات ما بين بسيطة إلى متوسطة، وهي عبارة عن كسور وكدمات في أماكن متفرقة بالجسد، فيما توجد حالتين خطيرتين فقط، إحداهما تعاني من نزيف داخلي في البطن تحتاج لجراحة استكشافية بالبطن والأخرى تعاني من خلع في الكت، لافتا إلى أن المتوفى من دولة جنوب أفريقيا.

سلطة الطيران المدني، سجلت إقلاع وهبوط 22 رحلة منطادًا طائرًا، بواسطة 7 شركات بمحافظة الأقصر، اليوم الجمعة، بإجمالي 452 راكبًا، وهبطت جميع البالونات بسلام، وانحرف أحدها وهبط بشكل قوي، وكان على متنه 20 راكبًا، ما أدى إلى وفاة أحد الركاب وإصابة آخرين.

أصابع الاتهام أشارت إلى سرعة الرياح العاتية، التي تسببت في الحادث الأليم، حيث تشهد العديد من المحافظات، منذ ليل الخميس، موجة من الطقس السيء، والتي من المتوقع أن تستمر من يوم إلى يومين، وقد أدى سوء الأحوال الجوية إلى إغلاق 6 موانئ، حسب بيان لهيئة الأرصاد الجوية.

الحادث الأليم، لم يكن الأول في مصر، من هذا النوع، فقد سبقته عدة حوادث مثيلة، عانت منها مصر بسبب البالون الطائر، حيث شهدت السنوات الأخيرة، قرارات متعددة بإيقاف رحلات المنطاد السياحي.

كوارث المنطاد

شهدت مصر خلال عام 2007، إصابة ثمانية سائحين فرنسيين وأمريكيين ومصريان، عندما سقط بهم أحد المناطيد في حقل بالقرب من الأقصر، في أثناء توجهه في رحلة لمشاهدة معالم المدينة، وتسببت الرياح القوية في سقوط المنطاد في قرية القرنة.

وفي في أبريل 2008، تحطم منطاد يحمل على متنه أربعة سائحين أسكتلنديين، ما أدى إلى إصابتهم بجروح خطيرة، في أثناء رحلتهم للتصوير فوق الأقصر.

وشهد عام 2009 مجموعة متتالية من حوادث المناطيد، حيث تحطمت أواخر فبراير، ثلاثة مناطيد، تحمل على متنها 60 سائحًا، في اليوم نفسه، في أماكن منفصلة.

وأدى الحادث إلى إصابة سبعة ركاب بكسور في العظام، بينما وقع قبل أسبوعين من الحادث السابق، آخر مماثل تسبب في إصابة سبعة سائحين.

كما تسبب اصطدام منطاد سياحي، ببرج الاتصالات بمطار البالون بالبر الغربي، في عام 2011، في حدوث قطع في جسم البالون الأمر الذي تسبب في سقوطه وإصابة عدد من السياح ولم تحدث وفيات، وتوقف على إثرها نشاط البالون لفترة وجيزة ثم استؤنف مرة أخرى.

وفي أبريل من العام نفسه، أصيب 16 شخصًا، بينهم سائحتان بريطانيتان، في تحطم منطاد خلال جولة في الأقصر، ويعتقد أن سبب تحطمه هو اصطدامه ببرج إرسال لإحدى شبكات المحمول، بالقرب من قرية القرنة، على الضفة الغربية لنهر النيل.

وسقط منطاد يحمل عشرين سائحًا عام 2013، في مدينة الأقصر جنوب مصر من ارتفاع يقدر بحوالي 300 متر، وأكد ممثل خدمة تشغيل المناطيد في الأقصر أن المنطاد سقط نتيجة انفجار غازي على ارتفاع ألف قدم، مما أسفر عن مقتل 19 سائحًا في مدينة الأقصر.

وكان المنطاد يحمل 20 سائحًا من جنسيات مختلفة، وقد سقط وسط زراعات القصب غرب الأقصر.

واشتعلت النيران في منطاد سياحي بالأقصر كان يحمل على متنه 21 سائحًا، في 26 فبراير 2013، وذلك عقب انفجاره، وسقط من ارتفاع يقدر بنحو 300 متر، ما أسفر عن وفاة 19 شخصًا من بريطانيا واليابان وهونج كونج والمجر وفرنسا، وتبين أن سبب السقوط هو اشتعال الغاز بالمنطاد في أثناء الطيران، وهو أكبر حادث منذ نحو 20 عاما.

وأصيب 22 سائحا صينيًا بعد أن أدت الرياح إلى انحراف منطاد عن مساره مطلع سبتمبر 2016، وقررت وزارة الطيران المدني وقف رحلات المنطاد وبدأت في مراجعة اجراءات السلامة والمعدات، وأدخلت الرصد بالكاميرات لرحلات المنطاد، كما حظرت تحليقها أعلى من 2000 متر.

تعليق مجلس النواب

مجلس النواب كان له تعليق على الحادث، حيث قال محمد عثمان، عضو لجنة التسويق السياحي بالأقصر، إن الحادث وقع بسبب سوء الأحوال الجوية، وكان من المفترض عدم إقلاع أي بالون، اليوم، محملًا هيئة الطيران المدني مسئولية وقوع الحادث لعدم رقابتها لرحلات البالونات الهوائية.

الحادث دفع البرلماني إلى التساؤل حول، "من سمح هؤلاء الأشخاص بقيادة المنطاد والطيران، وأذن لهم بالإقلاع دون الرقابة عليهم.. هم غير مؤهلين لقيادة المنطاد كما أن هناك طيارين سائقي تاكسي في الأساس؟".

وكشف عن أن لجنة السياحة، اجتمعت، عقب الحادث، وشكلت غرفة عمليات مصغرة لبحث تداعياته، وعن أن هذا الحادث سيوقف البالون الطائر بالأقصر لبعض الوقت، والشركات ستحذر السائحين منه، وتأثيره سيكون سلبيًا على الحركة السياحية نظرا ﻷن الموسم يسير بشكل جيد.

حبس المتهمين

النيابة العامة، أمرت بسجن 4 مسؤولين تابعين لشركة سياحية، عن واقعة سقوط المنطاد السياحي، في محافظة الأقصر، 4 أيام على ذمة التحقيقات؛ لاتهامهم بتجاهل البيانات المناخية والأحوال الجوية، وإقامة رحلات سياحية بالمناطيد في ظروف غير مناسبة.

كما استمعت نيابة الأقصر، خلال التحقيقات إلى أقوال المتهمين، وبعض المسؤولين الآخرين في قطاع السياحة بالمحافظة، كما طلبت تقريرًا طبيًا وآخر ميدانيًا بشأن الحادث.

التأثير على السياحة

الحادث أبدى تباينًا لدى خبراء ومتابعين، عن مدى تأثيره على السياحة في مصر.

نقيب المرشدين السياحيين، حسن النحلة، نفى تأثير الحادث على السياحة، معللًا ذلك بأن حوادث سقوط المناطيد أمر منتشر في العالم أجمع، ولم يكن متعمدًا وإنما بسبب الحالة الجوية، معتبره أمرًا عارضًا.

ونوه بأنه قبل الطيران، يتم قياس سرعة الرياح، واتخاذ وسائل الحماية والأمان كافة، والتأكد من وجود "البارشوتات" وسترات النجاة فيه.

معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين الأسبق، أيد "النحلة" قائلًا، إن تلك الواقعة ليست بالضخمة أو الإرهابية التي يمكن أن تؤثر على حركة السياحة، وإنما جاءت بسبب الأحوال الجوية، مردفًا أن الأقصر في ذلك الوقت من العام، تكون وجهة سياحية للكثيير من المصريين والأجانب، لما تتمتع به من مناخ دافئ ومناظر طبيعية خلابة ومعالم أثرية، ويعتبر المنطاد واحدا من أكثر الوسائل الترفيهية التي يتجه إليها العديدون، متوقعا أن تتأثر نسبة الإقبال عليه بشكل طفيف خلال الفترة المقبلة.