الكعكة السورية.. صراع أمريكي روسي لتقاسم النفوذ في دمشق

تقارير وحوارات



تتصارع معظم دول العالم، على تقسيم "الكعكة السورية، وخاصة بعد تفاقم، أزمة الهجوم الكيماوي على مدينة دوما بالغوطة الشرقية، في ظل تبادل الاتهامات بين معسكر الحكومة السورية وحلفائها، والولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها في الغرب، ومساندتهم لها في توجيه ضربات عسكرية داخل سوريا، ما وضعها على خط حرب التصريحات الكلامية مع روسيا.

 

هجوم كيماوي في دوما

البداية، حينما أعلن عن مقتل حوالي سبعين شخصًا على الأقل إثر ما يشتبه في أنه هجوم كيماوي على مدينة دوما السورية، التي تُعتبر آخر معاقل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية.

 

وحملت الخارجية الأمريكية، روسيا مسؤولية الهجمات استنادًا إلى دعمها المستمر للحكومة السورية.

 

اتهامات متبادلة

وقالت تقارير للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إن النظام السوري شن هجمات بأسلحة كيميائية ثلاث مرات على الأقل منذ بداية الحرب في سوريا

 

وذكرت الخارجية الأمريكية في بيان أن "لنظام الرئيس السوري بشار الأسد تاريخ في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، وهو أمر لا مجال للتشكيك فيه".

 

ونفى رئيس مركز المصالحة الروسي، يوري يفتوشينكو، استخدام دمشق للأسلحة الكيميائية في دوما، مؤكدًا استعداده لإرسال خبراء روس لجمع البيانات حول ما جرى، قائلا إن بعض الدول الغربية تستخدم هذه المزاعم لعرقلة عملية سحب جيش الإسلام من دوما، معلنا استعداد المركز، بعد تحرير دوما من المسلحين، لإرسال خبراء روس من الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية على الفور، لجمع البيانات التي ستؤكد أن هذه التصريحات ملفقة.

 

وتنفى الحكومة السورية وقوفها وراء الهجوم، لكن وزارة الخارجية البريطانية قالت إن بريطانيا والولايات المتحدة اتفقتا على أن الهجوم الذي وقع في سوريا باستخدام ما يُشتبه بأنه غاز سام يحمل نفس سمات هجمات كيماوية شنتها في السابق الحكومة السورية.

 

سوريا تدعو لإرسال فريق تحقيق في دوما

كما ذكرت وسائل إعلام سورية، أن الحكومة دعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإرسال فريق للتحقيق في مزاعم الهجوم الكيماوي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية.

 

وتؤكد سوريا حرصها على التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لكشف حقيقة الادعاءات التي تقوم بالترويج لها بعض الأطراف الغربية وذلك لتبرير نواياها العدوانية خدمة لأهدافها السياسية".

 

أمريكا تهدد بقصف سوريا

وردًا على الهجوم الكيماوي، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه سيقوم بقصف سوريا بصواريخ حديثة وذكية، داعيًا روسيا للاستعداد إلى صد الصواريخ، والتوقف عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفه بـ"الحيوان القاتل لشعبه".

 

وكتب "ترامب" في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر" قال فيها "روسيا تعهدت بإسقاط أي صاروخ يطلق على سوريا، استعدي يا روسيا إذن لأن الصواريخ سوف تأتي حديثة وذكية". ​وتابع "لا يجدر بكم أن تكونوا شركاء مع حيوان يقتل شعبه بالغاز ويستمتع بذلك".

 

أستراليا تدعم تهديدات أمريكا

فيما أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية جولى بيشوب، عن أن بلادها ستدعم الضربة الأمريكية على سوريا، وذلك على خلفية مزاعم استخدام الكيميائي في الغوطة الشرقية.

 

وقالت بيشوب - وفقا لما ذكرته قناة (روسيا اليوم) - " لن أعلق على العمليات العسكرية الأمريكية، ولكن إذا قامت الولايات المتحدة بشن ضربة على سوريا؛ ردا على استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، فستدعم أستراليا كل العمليات المستهدفة سوريا بشكل متزن ومناسب".

 

روسيا: أي قصف يعتبر جريمة حرب

وفي أول رد روسي، حول تصريحات الرئيس الأمريكي، بشأن قصف سوريا بالصواريخ، أعلنت موسكو، أن أي قصف أمريكي على سوريا يعتبر جريمة حرب، حسبما أعلنت وسائل إعلام روسية.

 

وقالت متحدثة باسم الخارجية الروسية، إن الصواريخ الذكية ينبغي أن توجه صوب الإرهابيين وليس حكومة شرعية.

 

فرنسا: حل الأزمة السورية "سياسي"

في الوقت ذاته، دعا رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب إلى رد فعل "سياسي" للأزمة في سوريا، بعد وقوع هجوم كيماوي مزعوم في الغوطة الشرقية.

 

وأكد فيليب أن الحل المناسب للاضطرابات "لا يزال سياسيا" داعيا إلى وقف فورى لإطلاق النار في البلد الذي مزقته الحرب.