ما سبب نزول سورة الأنفال وتسميتها؟

إسلاميات



روي عن ابن عباس رضي الله عنه في سبب نزول سورة الأنفال قوله: (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ)، قال: (الأنفالُ المغانمُ كانت لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خاصَّةً ليس لأحدٍ منها شيءٌ ما أصاب سرايا المسلمين أتَوا به فمن حبس منه إبرةً أو سلكًا فهو غُلولٌ فسألوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يُعطيَهم منها قال اللهُ تبارك وتعالى يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ لي جعلتها لرسولي ليس لكم منها شيءٌ (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) إلى قوله (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ثم أنزل اللهُ عزَّ وجلَّ (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيءْ فَأَنَّ لِلهِ خُمُسَهِ وَلِلرَّسُولِ) ثم قسم ذلك الخُمسَ لرسولِ اللهِ ولذي القُربى يعني قرابةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ واليتامَى والمساكينَ والمجاهدينَ في سبيلِ اللهِ وجعل أربعةَ أخماسٍ الغنيمةَ بينَ الناسِ الناسُ فيه سواءٌ للفرسِ سهمانِ ولصاحبِه سهمٌ وللراجلِ سهمٌ).

فذلك إشارة إلى أن سبب نزول سورة الأنفال هو اختلاف الصحابة في تقسيم الأنفال؛ حيث إنّ هذه السورة قد نزلت في غزوة بدر، حيث حصلت فيها أول غنيمة يغنمها المسلمون من المشركين، وفيها اختلف بعض الصحابة وتنازعوا في كيفيّة تقسيم الغنائم، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله قوله: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَال) وبيَّن لهم كيفيّة تقسيمها ولمن تُعطى، وبيّن لهم أن الأنفال لله ورسوله يضعانها حيث شاءا، فلا يجوز لأحد الاعتراض على حكم الله ورسوله فيها، بل على المسلمين إذا حكم الله ورسوله بشيءٍ من ذلك أن يرضوا بحكمهما، ويسلّموا الأمر لهما، ومن هنا جاءت تسمية السورة بالأنفال.